عن الاستثمار السياسي لمشاعر الغضب ضد الإساءات الأمريكية

حتى الإساءة إلى المقدسات الإسلامية أصبحت ظواهر تحتاج إلى مزيد من التمحيص والتدقيق لناحية أهدافها والتوظيف الذي يحاول ركوب موجتها ..

من ليبيا الى مصر فاليمن وغيرها من البلدان العربية والإسلامية… مشاعر غضب واستنكار للإساءة الأمريكية المتكررة للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

في ليبيا قتل سفير واشنطن وعدد من مساعديه بنيران مسلحين وفي القاهرة واقتحم متظاهرون غاضبون أسوار سفارتي أمريكا في صنعاء والقاهرة.

وإذ سارع الرئيس المصري محمد مرسي الى إدانة اقتحام سفارة واشنطن في بلاده، تحولت التظاهرة التي وصلت الى محيط السفارة الأمريكية في صنعاء الى قضية للاستثمار السياسي في محاولة لتعزيز الأوراق التفاوضية وكسب أسهم إضافية في سوق المزايدة والتقرب من واشنطن .. وإصدار بيانات البراءة من تظاهرة دعت لها مكونات شبابية قريبة من اللجنة التنظيمية في ساحة التغيير بصنعاء بشكل علني ومفتوح.

لكن ثمة تساؤلات على صعيد حدث اليوم فبعد انسحاب جنود الأمن من أمام المحتجين بدأت بعض الأصوات الإعلامية بالحديث عن من أسمتهم مندسين .. ليغدوا السؤال مشروعا عما وراء البرودة الأمنية المتزامنة مع التسرع في توظيف الحدث سياسيا ؟؟ فهل الهدف تبرئة أمريكا والتغطية على إساءاتها ؟ أم تشويه المسيرات السلمية وتجريمها؟ أم لمزيد من استعداء وتحريض الأمريكان ضد قوى الثورة وشبابها.

ولماذا غاب في بانوراما الكسب السياسي لمشهد اليوم الحديث عن مسؤولية أمريكا فيما يجري من خلال تدنيس المقدسات ورفض الاعتذار أو التراجع عن الإساءات

التعليقات مغلقة.