قنبلة GBU-57… أداة واشنطن المرشحة لتدمير منشآت إيران النووية!

موقع صنعاء سيتي – متابعات – 22 ذو الحجة 1446هـ

 

تتجه الأنظار اليوم، في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية، إلى التدخل الأميركي المباشر في المعركة، الذي سيدفعها إلى مزيد من التصعيد عبر اتساع رقعة الحرب إلى خارج الأراضي الإيرانية، والأراضي المحتلة.

للتدخل الأميركي المباشر تداعياته على المنطقة، إذ إنه لن يمر من دون أن يٌقابل بقصف إيراني، وربما عراقي – من قبل فصائل المقاومة – للقواعد الأميركية في العراق ودول الخليج، وهذا أكثر ما يخشاه حكام دول الخليج.

وما يعنيه التدخل الأميركي عسكرياً، هو استخدام أسلحة وذخائر أكثر ثقلاً من تلك التي تستخدمها إسرائيل اليوم في حربها على إيران، ولأن الهدف الأميركي الأول بحسب مسؤوليها هو القضاء على البرنامج النووي الإيراني، فقد تعمد واشنطن إلى قصف المنشآت النووية الإيرانية وتدميرها بالكامل، ضاربةً عرض الحائط ما لذلك من تداعيات بيئية وعسكرية.

وبالحديث عن الهدف الأميركي، وخطط قصف المنشآت النووية، ألمح خبراء أميركيون، إلى أنّ ثمة سلاحاً واحداً لم يجرِ تجريبه بعد لقصف مثل هذه المنشآت، وهو قنبلة «GBU-57» التي تزن 30 طناً، والتي لا يمكن حملها إلا بواسطة طائرات «بي 52»، علماً أنّ إسرائيل لا تملك لا القنبلة ولا الطائرات.

*ما هي قنبلة «GBU-57»؟

تُعد القنبلة «GBU-57»، التي يطلق عليها بعض العسكريين الأميركيين لقب «أبو القنابل»، أضخم قنبلة غير نووية في الترسانة الأميركية. وقد جاءت لتحل محل القنبلة الأقل حجماً والأكثر شهرة «MOAB»، المعروفة باسم «أم القنابل».

وبحسب مجلة «The National Interest» فإنّ «جي بي يو – 57» تمثل أحد الأنظمة الرئيسية غير النووية المصممة خصيصاً لحملها بواسطة القاذفة الشبحية بعيدة المدى «B-2 Spirit». والجدير بالذكر أن هذه القاذفة نفسها هي التي تم نقل أعداد كبيرة منها إلى قاعدة تمركز بحرية الولايات المتحدة الرئيسية في جزيرة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي، والتي تبعد حوالى 4800 كيلومتر عن إيران.

وتعرف القنبلة رسمياً باسم «القنبلة الخارقة للتحصينات الضخمة» (MOP)، وتُصنف ضمن أقوى الأسلحة في حوزة الجيش الأميركي. وقد طورتها شركة «Boeing» تحت إشراف سلاح الجو الأميركي. وبفضل قدرتها التدميرية الهائلة وتصميمها الهندسي المتقدم، تُمثل أداة حاسمة في الحروب الحديثة، خاصة في السيناريوهات التي تشمل بنى تحتية محصنة ترغب واشنطن في تدميرها.

  • قنبلة «GBU-57» الخارقة للتحصينات (من الويب)
    قنبلة «GBU-57» الخارقة للتحصينات (من الويب)

*الميزات والخصائص

تُعد قنبلة «GBU-57»، التي يبلغ وزنها حوالى 13.6 طناً، من بين أكبر القنابل غير النووية التي تم تصنيعها على مستوى العالم.

وما يُميز هذه القنبلة هو حجمها ووزنها الكبيرين، لكن أهميتها الحقيقية تكمن في قدرتها على النفاذ إلى أعماق التربة وتحطيم الخرسانة والفولاذ قبل الانفجار، ما يضمن إلحاق أقصى قدر من الضرر بالأهداف المقصودة تحت الأرض، إذ إنّ غلافها الفولاذي المعزز، يسمح لها باختراق ما يصل إلى 60 متراً من التربة أو عشرات الأمتار من الخرسانة المسلحة قبل الانفجار.

وقد تم تزويد القنبلة «GBU-57» بنظام ملاحة يعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ما يضمن دقة فائقة حتى عند استهداف هياكل مدفونة في أعماق كبيرة، وتُعد هذه الدقة بالغة الأهمية، إذ صُممت للاستخدام ضد أهداف ذات قيمة إستراتيجية عالية، الأمر الذي يستلزم تقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد ممكن.

كما إن دمج تقنية التخفي في منصة إطلاقها، وهي القاذفة «B-2»، يعزز من فعاليتها بشكل كبير عبر تمكينها من التهرب من الرادارات والدفاعات الجوية التابعة للبلدان التي تضم المواقع المستهدفة.

  • هل تستخدم الولايات المتحدة قنبلة «GBU-57» في إيران (من الويب)
    هل تستخدم الولايات المتحدة قنبلة «GBU-57» في إيران (من الويب)

*نشأة وتطور قنبلة «GBU-57»

وُلدت فكرة «GBU-57» في بدايات القرن الحالي، استجابةً لحاجة متزايدة لاستهداف البنى التحتية العسكرية المدفونة تحت الأرض، وخاصة المنشآت النووية في دول تعتبرها الولايات المتحدة عدوةً لها مثل إيران وكوريا الشمالية.

وقد أُجريت أول اختبارات لهذه القنابل في عام 2007، بعد سنوات قليلة فقط من دخول قنبلة «MOAB» الخدمة، وخضعت لعدة تطويرات لتعزيز قدرتها على الاختراق وزيادة دقتها. لكن سلاح الجو الأميركي أعلن عن جاهزيتها للعمل خلال الولاية الأولى للرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2011.

وكانت الحاجة الملحّة لهذا السلاح مرتبطة بتقارير استخباراتية، أشارت إلى أن الخصوم يشيّدون منشآت عسكرية محصنة تحت الأرض لا تستطيع القنابل الأميركية التقليدية، مثل «GBU-28» أو «GBU-39»، اختراقها.

 

*هل استُخدمت في القتال من قبل؟

لم تستخدم الولايات المتحدة قنبلة «GBU-57» في أي عملية قتالية حتى الآن، ومع ذلك، أجريت عليها العديد من تجارب الإسقاط الناجحة التي أثبتت فعاليتها في تدمير الأهداف المحصنة.

وتُخزن القنبلة حالياً لدى القوات الجوية الأميركية في مواقع غير معلنة، وصُممت خصيصاً ليتم تحميلها في قاذفة «B-2» الشبحية، ما يتيح لها تنفيذ مهام اختراق عميقة في المجال الجوي المعادي مع تجنب رصدها بالرادار.

ونظراً لقدرة قاذفة «B-52» على حمل أوزان ضخمة، فقد تم النظر في تعديلها لحمل «GBU-57»، رغم أنها لا تمتلك خصائص التخفي التي تتمتع بها «B-2».

  • طائرة «B-52» الأميركية (من الويب)
    طائرة «B-52» الأميركية (من الويب)

*ما علاقة منشأة «فوردو» النووية بقنبلة «GBU-57»؟

تكثر التقارير مؤخراً عن إصرار إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة على تدمير منشأة «فوردو» النووية في إيران، بزعم أنها «الحلقة الفاصلة» في برنامج إيران النووي، وتدميرها قد يفضي إلى حل هذا الملف.

وفي هذا الصدد، صرَّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، بأن إسرائيل بحاجة إلى دعم أميركي لتدمير المنشأة، موضحاً أنّ «إسرائيل يمكنها توجيه ضربات للإيرانيين، لكن إسقاطهم بالضربة القاضية بيد فهوة بيد الولايات المتحدة وحدها».

ويعتبر المسؤولون أنّ قنبلة «GBU-57» تمثل خياراً فعالاً في تدمير المنشأة الإيرانية التي يصل عمقها إلى 90 متراً تحت الأرض، لكن بالمقابل يعتقد خبراء عسكريون أنّ استخدام هذه القنبلة لن يؤدي إلى النتائج المرجوة، حيث يصل عمق اختراقها إلى 60 متراً من التربة أو الخرسانة المسلحة فقط.

  • بُنيت «فوردو» داخل شبكة من الأنفاق تحت الأرض بعمق يُقدَّر بين 80 و90 متراً (من الويب)
    بُنيت «فوردو» داخل شبكة من الأنفاق تحت الأرض بعمق يُقدَّر بين 80 و90 متراً (من الويب)

الجدير ذكره أنّ «فوردو» تُعد من أكثر المنشآت النووية الإيرانية تحصيناً وأهمية في البرنامج النووي، وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتشير التقارير إلى أن المنشأة تضم قاعتين مخصصتين لتخصيب اليورانيوم، تحتويان على نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، وتُستخدم هذه الأجهزة لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من حدود الاستخدام العسكري، ما يجعلها محوراً رئيسياً في التوتر النووي بين طهران والغرب.

التعليقات مغلقة.