موقع صنعاء سيتي – متابعات – 18 ذو الحجة 1446هـ
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم السبت، جيش الاحتلال الصهيوني بارتكاب مجزرة جديدة فجراً، بعد إطلاقه النار على أكثر من خمسة عشر مواطنًا فلسطينيًا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية قرب إحدى نقاط السيطرة الأمريكية-الصهيونية في وسط قطاع غزة.
وأكدت الحركة، في تصريح صحفي، أن هذه الجريمة المروّعة “تكشف الوجه الإجرامي القبيح لهذا الاحتلال”، وتشير إلى استخدامه “الجوع كسلاح حرب”، وتحويله مواقع توزيع الإغاثة إلى “مصائد موت جماعي بحق المدنيين الأبرياء”.
وأضافت أن حكومة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو تمارس “القتل والإذلال والتنكيل بالمدنيين الأبرياء” من خلال توظيف المساعدات الإنسانية وسلاح التجويع، معتبرة أن ما يحدث “جريمة وحشية غير مسبوقة في العصر الحديث، وانتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والمواثيق والقوانين الدولية”.
وشددت “حماس” على أن “الصمت الدولي إزاء الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو عشرين شهرًا، والتطبيع مع مشاهد القتل اليومي للمجوّعين الأبرياء عند أبواب النقاط الأمريكية-الصهيونية، هو تواطؤٌ مع الجريمة، ولن يغفره التاريخ لأي طرف ساهم فيه بالصمت أو الدعم”.
وجددت الحركة نداءها إلى المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، للتحرّك العاجل من أجل وقف المجازر المستمرة في قطاع غزة، وإنهاء هذه الآلية الدموية، وفضح أهدافها، وكسر الحصار الظالم، وفرض إدخال المساعدات عبر الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية.
وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا أثناء انتظار المساعدات إلى نحو 300 شهيدا، إضافة إلى أكثر من 2000 جريح، منذ بدء عمل “الشركة الأميركية الإنسانية” التي تنشط تحت إشراف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الأمم المتحدة قد رفضت منذ البداية الانخراط في هذه الآلية، مؤكدة أنها تفتقر إلى النزاهة والحياد. ووصفتها المفوضية العامة لوكالة “أونروا” بأنها “نظام مهين” و”مصيدة موت”.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء الماضي، أن الاحتلال بدأ بإدخال مساعدات شحيحة بعد مرور أكثر من 100 يوم على بدء العدوان، لكنها كانت عُرضة إما للقصف المباشر أو للنهب من قبل مجموعات مسلحة مدعومة إسرائيلياً، بهدف إشاعة الفوضى.
وأكد المكتب أن “الدبابات والطائرات الإسرائيلية تطلق النار عمداً على المدنيين المجوعين عند تجمعهم بحثاً عن الغذاء”، مما يؤدي إلى سقوط المزيد من الشهداء والجرحى بشكل شبه يومي.
ومنذ 27 مايو/أيار الماضي، شرعت “إسرائيل” بتنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة تدعمها تل أبيب وواشنطن لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
وتواصل “إسرائيل” منذ 2 آذار/مارس الماضي إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ما أدى إلى منع دخول أي مساعدات إنسانية، متسببة في مجاعة واسعة، رغم تكدّس مئات الشاحنات على الحدود.
وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
التعليقات مغلقة.