دعوها فإنها مأمورة …..بقلم/ أشواق مهدي دومان

صنعاء سيتي -مقالة

تلك الحروف التي باتت غريبة، شاردة، دعوها تبوح بما يصيبها من ذهول من طعن الأوطان في شريان القلب، ولهول المشهد عادت الحروف واجمة، يطبق صمتها وهي تحادث روحها المنسلخة عنها حين كان الاتحاد والشراكة مجرد صورة التقطتها أنامل الزمن للتذكار فقط، فهانت مواثيق، و نسفت عقود، و تلاشت عهود و اتجهت السفن في عكس مهب الرياح التي هبت لتنعش انتماءنا لليمن وتقر وتؤكد يمانية الهوى والهوية، بعيدا عن قرار المحتل، سواء كان هذا المحتل بهيئته الحقيقية التي كانت متمثلة في سفارة أمريكا التي حكمت اليمن من خلال عملائها من اﻹخوانجيين وتفريخاتهم القاعدية الداعشية، أم محتل مقنع في غير السفارات والحكم غير المباشر ، أي في حكم ال 33 عاما حين تقاسمت اليمن – كنزا وجوهرا وثروات – ثلاث أسر حملت لقبا واحدا، فرت منها (جهارا نهارا )إلى حضن خدام أمريكا ( بني سعود) أسرتان بضغط رجال الله وتضحياتهم، فاحتفل بذلك الفرار شعب اليمن كاملا حين فاحت ريحة خيانة الفارين، وغدرهم وعمالتهم و ساعد في ذلك اللاقبول لهم من هذا الشعب الأبي، ليبقى منهم مذبذبون بين الداخل والخارج ممن لديهم قبول البسطاء من الناس، وهؤلاء لازالوايستثمرون القبول الساذج بين الناس لتنفيذ وتكملة مشوار خلخلة اليمن وأمنه ؛ لتسهيل مهمة احتلاله.

نعم : أولئك المذبذبون يتحركون في الظلام بأياد خفية وثوب يحمل شعار اليمن الثكلى بالأوجاع، يمن لم يخل جسدها من طعنة قريب أو سيف صديق أو غدر غريب..لكن روحها تظل وستظل حية ترزق بثبات رجال الله الذين فرت – على يدهم- مجاميع العملاء كحمر مستنفرة فرت من قسورة، رجال الله من حملوا ثقافة قرآن يقول : ” والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين ” فكظموا غيظ ستة حروب، ومارافق تلك الحروب الظالمة المستبدة المستكبرة الناطقة باسم المحتل الأمريكي ..

هم الرجال وهذه ثقافتهم قرآنية جعلتهم يكظمون الغيظ عن قاتليهم فيعفون عنهم ويحسنون إليهم فيقبلونهم شركاء في الحكم، و قد انتصر الله لهم واستبدل خوفهم أمنا ومكنهم في الأرض ؛ حين ثبت أنهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فصدقهم تمكينا وثباتا ..

رجال هم رموز وخريجو مدرسة : المسيرة القرآنية التي عبدها و روى أعمدة بنيانها الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي بدمه وروحه ، فرحل مدافعا صنديدا مغوارا لينشئ أعظم مدرسة بعظمة القرآن الذي لم يناد إلا إليه، ولم يشرح، ولم يزغ عن آياته التي دعت لتحرير العقل من العبودية لغير الله فقال :

الله أكبر وصرخ بالموت لمن أراد أن ينازع الله في ملكه ويستعبد خلقه فقال :

الموت ﻷمريكا – الموت لإسرائيل، لاعنا من لعنهم الله على بينة وصراحة في غير خوف من مستكبر أو حاقد أو جاهل أو متغاب ؛ فقال: اللعنة على اليهود، ماضيا للانتصار للحق وهل الإسلام إلا دين الحق وكتابه القرآن؟ ؟!!

عفا خريجو وتلامذة الشهيد القائد عن ظالميهم بثقافة اللا انتقام فرفعوا ظالميهم شركاء لهم في ثقة وسماحة لا توجد عند من لا يفقه القرآن ..

شراكة أثبتت حسن نية أنصار الله فيمن طعنوهم في ستة حروب، شراكة تنبذ الحقد على شريك تاريخه أسود مظلم ولكنه أعلن التوبة وربما كانت توبته صورية ؛ تعود فيها حليمة ﻵلتها القديمة، ويحن الشريك للانقلاب الفعلي على الوطنية التي رفعها شعارات جوفاء تخلو من العمل والسلوك الوطني، فكيف تنتصر لليمن في حين أن باطنها يطعن اليمن منفذا أجندات المحتلين والمعتدين من جديد، من خلال زعزعة وخلخلة الثقة بينهم وبين رجال الله من ضحوا و لازالوا في سبيل الله ووطنهم، فيوجه ذلك الشريك بوصلة عدائه لشريكه بدلا من تصويب العداء سهما في نحر العدوان ..

فهل هكذا تكون الشراكة؟

وهل يحتكم الشركاء ملتزمين العدل والصدق مع هذا الشعب المسكين الذي تاهت به الطرق فتفرق عن سبيله، وزادت الشقة والهوة بينه وبين وزرائه المخضرمين ونوابه المبجلين الذين يفترض بهم أن يكون السبق لهم ( كما يدعون ويفخرون، أنهم أصحاب خبرة السنييييين )، و أنهم الماء الذي حين يوجد يبطل التيمم، ليكون الغبر الشعث المعفرون بالتراب والقادمون من مدرسة كهف مران هم الأنظف قلوبا والألين أفئدة، فيمثلون فيلق الشريك الصادق المخلص المتحمل مسؤولية الدفاع عن الأرض والعرض والمبدأ بينما يحاول الشريك المخضرم والمغرور بهندام العمالة أن ينخر في شراكة أعلنت لتكون يدا واحدة تصفع المحتل ويدا تنتصر للمواطن الضعيف …وهنا وفي هذا الاختلال والخلخلة لمعنى ومسؤولية الشراكة أصبحت الاثنتا عشرة نقطة التي أعلنها قائد الثورة السيد / عبد الملك بدر الدين الحوثي، أصبحت ضرورية التنفيذ وواجبة التحقيق، أقلها ليعرف الشعب من غريمه، ويستبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ويحاسب فيها الفاسد ويعود الحق لأهله..

فالجرأة الجرأة في تنفيذها يا أنصار الله، فالشريك ينخر في اليمن باسمكم وما عاد مجال وبد من تبيين الحقائق وكشف المستور و لا تصدقوا الشاعر الأديب المرحوم / حسين المحضار حين قال :
لا أفتش مغطى، بل لابد من فتش المغطى ليتم الله نوره ويميز الخبيث من الطيب ويتحقق النصر المبين على كل المستويات..

التعليقات مغلقة.