مع قرب انعقاد المفاوضات الاسبوع القادم .. من يعرقل عملية السلام في اليمن؟

صنعاء سيتي – تقرير

تتعالی الاصوات المطالبة بوقف العدوان على اليمن من كل مكان ويتفق الجميع ان الحل في اليمن لن يكون سوى حل سياسي وان الحسم العسكري لن يحل ازمات اليمن المتعددة.. لكن لماذا لا يلزم المجتمع الدولي السعودية بإيقاف عدوانها على اليمن؟ ولماذا تتعثر عملية السلام منذ نحو اربعة اعوام؟

محادثات السلام في اليمن تنطلق الأسبوع المقبل

وقد أعلن سفير بريطانيا لدى اليمن مايكل أرون، اليوم الخميس، أن من المتوقع أن تبدأ محادثات السلام في اليمن التي ترعاها الأمم المتحدة في السويد الأسبوع القادم.

وكتب السفير البريطاني لليمن أرون، في تغريدة على “تويتر”، “سوف تقام مشاورات السويد التي يقودها المبعوث الأممي ، مارتن غريفيث في الأسبوع القادم “.

وتابع السفير، موجها حديثه إلى الناطق باسم “أنصار الله”، محمد عبد السلام، “لقد حجزت رحلتي وأتطلع إلى رؤيتك هناك مترئسا لوفدكم. الحل السياسي هو السبيل للمضي قدما وهذه المشاورات تعتبر خطوة كبيرة لتحقيقه”.

الأمم المتحدة تنفي تحديد موعد لمحادثات السلام اليمنية

إلا أن متحدثة من مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أحجمت عن إعلان موعد محدد للمحادثات.

وقالت المتحدثة، هدى الترك، لوكالة “سبوتنيك”، إن “موعد محادثات السلام لم يحدد، ولكنها ستجري في السويد”.

غوتيريس يؤكد قرب إطلاق محادثات السلام اليمن بالسويد

من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس أن العمل جار لتهيئة الظروف لجمع أطراف الأزمة اليمنية حول طاولة مفاوضات في السويد، مشيراً إلى أن اليمن يمر بمرحلة حرجة للغاية.

وقال غوتيرس: “نحن في لحظة خطيرة للغاية فيما يتعلق باليمن، أعتقد أن هناك فرصة لنكون قادرين على بدء مفاوضات فعالة في السويد في أوائل ديسمبر”.

وأكد غوتيريس أن المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، يقوم بجولة مكوكية في محاولة منه لتقريب وجهات النظر المختلفة، وسد الفجوات التي قد تتسرب منها أي عراقيل أو معوقات تمنع انعقاد جولة المباحثات.

الوفد الوطني في السويد 3 ديسمبر

وفي السياق قال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، إن وفد صنعاء التفاوضي، سيكون في الثالث من ديسمبر/ كانون الثاني المقبل في السويد، لحضور المشاورات المزمع عقدها بين الأطراف اليمنية.

وقال الحوثي في تغريدة على “تويتر”، اليوم، الخميس: “أعتقد أن الوفد الوطني سيكون هناك في السويد، بإذن الله، في الثالث من ديسمبر، إذا استمر ضمان الخروج والعودة الآمنة، ووجدت المؤشرات الإيجابية، التي تدلل على أهمية السلام لدى الأطراف الأخرى”.

وتمنى القيادي في “أنصار الله” “المسارعة بإخراج الجرحى للعلاج، كخطوة أولى وبداية لفك الحصار والحظر عن الشعب اليمني المظلوم”.

وفي السياق نفسه، ذكرت قناة “العربية” السعودية، اليوم الخميس، أن وفد حكومة عبد ربه منصور هادي التي تدعمها السعودية سيصل السويد بعد وصول الوفد الوطني.

مسؤول أممي رفيع في صنعاء ويحدد 5 أولويات للمنظمة الدولية

وطالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من صنعاء اليوم الخميس، بوقف إطلاق النار في اليمن، خصوصًا حول المرافق التي تستخدمها مرافق الإغاثة.

وكان وصل المسؤول الأممي في وقت سابق من اليوم الخميس العاصمة صنعاء في زيارة لمدة 3 أيام.

وقال لوكوك في مؤتمر صحفي عقب وصوله:” أتيت إلى اليمن بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة والتي تدهورت منذ زيارتي السابقة”.

وأضاف” قدمت إحاطة متكررة إلى مجلس الأمن تتضمن خمسة أشياء نريدها أن تحدث وهي تحسين الأوضاع وتخفيف معاناة الناس، ووقف إطلاق النار خصوصاً حول المرافق التي تستخدمها مرافق الإغاثة والتي هي ضرورية لحركة مرور الإغاثة خصوصاً في الحديدة وتوفير الموارد الاقتصادية الكافية ودفع الرواتب وحقن العملة الصعبة في الأسواق لضمان استقرار سعر العملة”.

وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة وجود بيئة مواتية لحركة وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل سلس وإبقاء الموانئ والطرق مفتوحة، لضمان حرية الحركة لكافة المرافق التي تحتاج إليها مواد الإغاثة الانسانية ومنح التأشيرات والسماح بدخول وتخليص كافة الشحنات الإنسانية بالإضافة إلى السماح لكافة العاملين في المجال الإنساني لإجراء التقييمات الملائمة للأوضاع الإنسانية.

وتابع :”نريد المزيد من الدعم لنداء الاستغاثة الإنساني وقريباً سنصدر مانحتاج إليه لدعم الاستجابة الإنسانية خلال العام القادم 2019″، معرباً عن تطلعه إلى تقديم المجتمع الدولي وخاصة دول المنطقة الدعم لهذا النداء.

ودعا المسؤول الأممي جميع الأطراف إلى التعاون مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث ودعم جهوده بالذهاب إلى محادثات السويد المزمع عقدها قريباً.

واستطرد “أتطلع لمقابلة المعنيين في اليمن خلال زيارتي والاستماع إليهم، وكذلك لقاء العاملين في المجال الإنساني الذين يعملون في أكثر من 200 منظمة إنسانية شريكة تعمل في الاستجابة الإنسانية في اليمن وأشكرهم على جهودهم الإنسانية”.

وكان بيان للأمم المتحدة أشار إلى أن “لوكوك”، سيلتقي خلال الزيارة، بالسلطات المعنية في صنعاء وعدن، والأشخاص المتضررين، بما في ذلك العائلات النازحة، والزملاء في المجال الإنساني وغيرهم.

وذكر البيان، أن آخر زيارة للمسؤول الأممي إلى اليمن، كانت في أكتوبر 2017.

المشاط يؤكد ضرورة توسيع أنشطة المنظمات الإنسانية في اليمن

وأكد مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، اليوم الخميس، خلال لقاءه اليوم مارك لوكوك على أهمية توسيع أنشطة المنظمات الإنسانية بما يتناسب مع الاحتياجات المتزايدة للشعب اليمني جراء العدوان والحصار.

وخلال اللقاء استعرض الرئيس المشاط الأوضاع والمعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار والحرب الاقتصادية وتصعيد العدوان الأخير على الساحل الغربي ومحافظة الحديدة وما خلفه ذلك من آثار كارثية على مختلف مناحي الحياة.

كما تطرق اللقاء إلى الجوانب المتصلة بسير العمل الإنساني والإغاثي والجهود والمساعي الأممية والدولية لإحلال السلام وتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الأوضاع الراهنة.

وفي اللقاء أكد الرئيس المشاط دعم جهود ومساعي المبعوث الخاص للأمين لعام للأمم المتحدة إلى اليمن، والحرص على تحقيق السلام العادل والمشرف للشعب اليمني.

وأشاد بدور المنظمات والبرامج الإنسانية العاملة في اليمن للتخفيف من تفاقم الأوضاع الإنسانية.. مؤكدا الحرص على التعاون وتقديم كافة التسهيلات للمنظمات والمكاتب الإنسانية بما يمكنها من تنفيذ مشاريعها وأنشطتها الإنسانية.

من جانبه عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن شكره لتعاون الجهات المختصة وما تقدمه من تسهيلات للعاملين في المجال الإنساني.. لافتا إلى جهود المنظمة الأممية بهذا الخصوص لتفادي كارثة إنسانية وشيكة في اليمن.

وأكد أهمية تحقيق السلام كونه الحل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب اليمني.. مجددا التأكيد على أهمية تجنيب ميناء الحديدة أي استهداف أو إيقاف لنشاطه لما لذلك من آثار كارثية على حياة المواطنين.

عبدالسلام: غريفيث لم يقدم جديداً

وأكد رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أن غريفيث لم يقدم جديدا، ولم يف بما التزم به من إجراءات لبناء الثقة، مشددا على أنه لا معنى لحوار يطلب منك الطرف الآخر تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بالعدوان العسكري.

وقال عبدالسلام في مقابلة مع صحيفة “الثورة” نشرت، اليوم الخميس، إنه من الناحية العملية فإن المبعوث الأممي لم يقدم شيئا منذ توليه مهمته حتى الأن، وما زال نشاطه يأتي في اطار الكلام وتبادل النقاش وتقديم الوعود.

وأضاف أن غريفيث لم يقدم “إطارا سياسيا شاملا للحل يراعي المرحلة الانتقالية القادمة وفقا لشراكة بين كل الأطراف اليمنية، وفي القضايا الأخرى التي سبق ووعد بعملها”.

وأشار إلى أن المبعوث “لم يستطع أن يعمل شيئا مثل فتح المطار، الافراج عن كافة الأسرى والمعتقلين، تحييد الاقتصاد عن الاجراءات التعسفية، ولا في غيرها من خطوات بناء الثقة.

وأكد أن “هذا التعثر وغيره هو ما يجعلنا نفقد الثقة مجددا في إمكانية هل الأمم المتحدة قادرة أن تعمل شيئا !؟”.

وأوضح عبدالسلام إلى أن المبعوث الأممي “يركز على القضايا غير الجوهرية والأساسية في عقد المشاورات فهو يبحث امكانية جمع الأطراف فقط لا ما هو الإطار الذي يجب أن تتفق عليه الأطراف السياسية وبدون تحديد الاجراءات الأهم للمشاورات، وكأن هدفه قبل كل هذه الامور هو جمع الاطراف فقط أكثر من تحقيق شيء”.

وأكد أن المبعوث حاليا “إذا لم يقدم إطارا سياسيا شاملا واضحا يمثل نقطة النقاش في المشاورات القادمة فلن يكون قادرا على إجراء أية مشاورات او نقاشات”.

وأشار إلى أن “المفاوضات في أفكار الأمم المتحدة متشعبة جدا وما زالت تسميها مشاورات وتارة مفاوضات وتارة نقاشات، وتارة خطوات بناء الثقة وتارة حوارا شاملا، وهي حتى الآن لم تحدد جدول أعمالها ولا قضايا نقاشها رغم أهميتها.

واعتبر رئيس الوفد الوطني أن “الحديث عن قضايا جزئية تحت عنوان خطوات بناء الثقة ذر للرماد على العيون ولم يعمل خلال عام تقريبا منذ توليه أي نتائج فيها، وكما لم يستطع فعل شيء في السابق فلن يفعل في أي وقت لاحق اذا استمر بهذا الاسلوب يراوح مكانه .

تعنت سعودي أفشل اتفاق تبادل كامل للأسرى

وبخصوص معالجة ملف الأسرى والمعتقلين والمفقودين، أوضح عبدالسلام أن اللجنة الوطنية كانت قد توصلت في منتصف الشهر الحالي إلى اتفاق مع مندوب الطرف الآخر وبرعاية الامم المتحدة وتم التوافق على صيغة تقضي بالتبادل الكامل للأسرى والمعتقلين من الجميع.

وأضاف أن الاتفاق حدد بعض الأمور الفنية واللوجستية ، ولكن للأسف الشديد نفاجأ برفض الجانب السعودي السماح للمندوب ـ الطرف الأخر – بالتوقيع عليه رغم الاتفاق المسبق على كافة تفاصيله وبحضور الأمم المتحدة وعلى أن يتم في ذات اليوم !!

لافتاً إلى أن الوفد ينتظر أن يقدم إطارا شاملا للحل السياسي من شأنه أن يدفع باتجاه الوصول إلى حل شامل من دون تجزئة.

وأضاف “حتى الآن لا يبدو أن المبعوث الأممي قادر على عقد جولة مشاورات جديدة بسبب أنه لم يقدم أي رؤية أو إطار سياسي لهذه المشاورات ومحاولة التهرب الأمريكي من اجتماع مجلس الأمن لمناقشة قرار بخصوص وقف العدوان على اليمن إيعاز واضح لتأخير المشاورات وافشال أي حوار قادم.

واعتبر أن المبعوث الأممي ارتكب خطأ عندما دعم تأخير القرار الداعي لوقف العدوان على اليمن إذ كان القرار سيمثل دعما لتحركه.

وأكد أن الوفد وطني يرى أن الحوار السياسي هو الحل الذي يجب أن يتوجه إليه الجميع وهو ما يجب أن يدعمه مجلس الأمن ويكفي أن مجلس الأمن بقراره 2216 مثل غطاء للعدوان لأربع سنوات، وفي حال قدم المبعوث مشروعا منطقيا وعمليا للحوار السياسي الشامل فنحن جاهزون للمشارك”.

رؤيتنا واضحة للحل السياسي الشامل

وأوضح عبدالسلام أن “رؤية الوفد الوطني في ما يخص الحل والحوار هو أن تحدد الأمم المتحدة إطارا سياسيا شاملا للحل يُحدد فيه القضايا الجوهرية والرئيسية للمرحلة المقبلة وكل ما يتعلق بها سياسيا وأمنيا وإنسانيا كخطوط عريضة وأساسية لإجراء حوار سياسي شامل للترتيبات السياسية في المرحلة الانتقالية (الرئاسة والحكومة) والترتيبات الأمنية والانسانية والاقتصادية وأن تكون على شراكة الجميع.

وأضاف “عندما يقدم إطارا يحدد فيه هذه القضايا ممكن الذهاب إلى عقد حوار لمناقشة التفاصيل وكيف تتم بعد الاتفاق على الأساسيات والمرجعيات.

وأكد أنه “لا معنى لحوار يطلب منك الطرف الآخر تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بالعدوان العسكري والتدمير والحصار وغير قابل للشراكة والتفاهم وما يزال يرى في استمرار الحرب والعدوان على اليمن مصلحة سياسية له من أجل أن يبقى في شرعية ولو على دماء الملايين من أبناء الشعب اليمني ومعاناتهم.

واعتبر عبدالسلام أن “أي قضية سواء قضية الجنوب أو قضية صعدة أو غيرها من القضايا يجب أن تعالج في إطار الحوار اليمني اليمني”.

مشروع القرار البريطاني لا يعني تغيير موقفها تجاه اليمن

وأشار إلى أن مشروع القرار البريطاني المقدم إلى مجلس الأمن لا يعني أن بريطانيا غيرت من موقفها تجاه معاناة اليمن أو ما شابه ذلك وإنما لكونها مسئولة عما يسمى بالقلم في مجلس الأمن عن اليمن، ومتعارف عليه إن ثمة قرار يقدم عبر بريطانيا فهي تتحرك في هذا الاطار الشكلي فقط لا تعبيرا عن تغيير السياسة البريطانية تجاه العدوان على بلادنا”.

وأوضح أن “ما قيل عن المشروع البريطاني المفترض طرحه لمجلس الأمن ـ رغم ملاحظاتنا على بعض مضامينه إن كان ما سرب للإعلام صحيحا ـ فقد تم عرقلته من قبل الأمريكيين ـ ليس تعارضا في الرؤية وإنما تبادلا للأدوار”. ـ

وأضاف “نعتقد أن هذه الخطوات التأجيلية إنما هي محاولة للتهرب من الضغط الدولي الانساني الرافض لاستمرار العدوان على اليمن واستمرار الحصار الظالم والتأجيل هروب من هذا الاستحقاق ولا مبرر لتأجيل أي قرار يحدد ملامح العملية السياسية المقبلة في المرحلة الانتقالية ويساعد فعليا في اجراء حوار سياسي شامل وفقا لإطار متفق عليه”.

وتابع أن “الادعاء بأن تأجيله هو لانتظار ما سيصدر في مشاورات السويد كلام فارغ، لأنه لو اتفقت الاطراف على مشروع ما فلن يكن لقرار مجلس الأمن تأثير واضح على الدفع بالحل السياسي”.

وأردف قائلا “نحن لم نستلم صيغة مثبتة من المشروع البريطاني حتى نقول رأينا الأخير فيه غير ما رشح في وسائل الإعلام ورغم ذلك لم يكن فيه أي شيء مشجع بتوجه جاد لوقف الحرب”.

وأكد أن ” بريطانيا جزء أساسي من العدوان على اليمن وتبيع الأسلحة للسعودية بشكل كبير، وفي عمليات الساحل الغربي شاركت مباشرة في غرف عمليات مشتركة وبدعم مخابراتي وغيره، مشيرا إلى بريطانيا جزء من المشروع الأمريكي في المنطقة”.

وشدد على أن ما “يعنينا في هو وحدة وسلامة اليمن والحفاظ على سيادته ووقف العدوان عليه وإنهاء الحصار الجائر بحقه وخروج القوات الأجنبية من اليمن”.

ونوه إلى أن “تأثير بريطانيا وأمريكا ليس على القوى الوطنية في صنعاء، وإنما تأثيره على من يتلقى منهما الدعم ويبيعان له السلاح”.

وأضاف نحن نعتبرهم الفاعل الحقيقي في قرار العدوان علينا واستمراره، وترامب يقولها بكل وضوح أنتم بدوننا لا تستطيعون حماية أنفسكم فضلا عن شن عدوان على بلد آخر.

الحراك الشعبي في المهرة والمحافظات المحتلة حر ومسؤول

وأكد رئيس الوفد الوطني وناطق أنصارالله أن “التحرك الشعبي في المحافظات الجنوبية والمحافظات الوسطى في اليمن ضد تحالف العدوان هو تحرك شعبي حر ومسئول جاء نتيجة تخوف المواطنين من تصرفات الاحتلال وسعيه للسيطرة على مقدرات الشعب ومناطقه الحيوية.

واعتبر أن تصرفات المحتل وغطرسته مع المواطنين وافتعال قوات الاحتلال لأزمات لا مبرر لها أدى إلى انتفاضة الشعب ضد الاحتلال في تلك المناطق والمحافظات.

وأكد أن “تواجد قوات عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية ومحافظة المهرة وهما يبتعدان عن مناطق الصراع والحرب، اثبتت للشعب اليمني أن الهدف ليس ما يطلقه العدوان عن دعم ما تسمى بالشرعية وإنما أهداف عسكرية واقتصادية ذات طابع استعماري”.

وأوضح أن المحتلين يريدون أن يكون لهم تأثير على المياه اليمنية في الممر الدولي الهام من خلال احتلال جزيرة سقطرى، وفي محافظة المهرة يريدون أن ينفذوا مشاريع نفطية من صحراء السعودية عبر المهرة إلى خليج عدن والبحر العربي، وفي محافظة شبوه يريدون السيطرة على النفط والمواقع الحيوية وهكذا في كل المحافظات اليمنية.

من يعرقل عملية السلام في اليمن.. ولماذا؟

قد كشفت العديد من المنظمات والشخصيات السياسية والحقوقية الدور السلبي لواشنطن في اليمن وان الادارة الامريكية لا ترغب في ايقاف هذه الحرب نظرا للفوائد المادية والسياسية والاقتصادية عليها، فيما اعتبر العديد من المحللين ان النظامين السعودي والاماراتي مجرد ادوات في يد الادارة الامريكية.

وفي احدث المواقف من هذه المنظمات الدولية التي تعتبر بعضها منظمات امريكية دعت خمس منها باعتبارها من أكبر منظمات الإغاثة الدولية، الولايات المتحدة إلى وقف دعمها العسكري للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، محذرة من استمرار الدعم الأمريكي وتحمل واشنطن مسؤولية ما قد تكون أكبر مجاعة في العقود المقبلة.

واصدرت هذه المنظمات بيانا مشتركا وهي أوكسفام، كير، لجنة الإنقاذ الدولية، منظمة أنقذوا الأطفال، ومجلس اللاجئين النرويجي.

وجاء في البيان الذي يعتبر شهادة على الدور الامريكي السلبي أن الدعم العسكري الأمريكي يطيل امد الحرب في اليمن مضيفة ان توفيرالدعم العسكري والدبلوماسي المكثف للسعودية والامارات ادى الى اطالة الحرب وعمق الازمة الانسانية باليمن وان لهذه الازمة عواقبا فورية وشديدة على البلاد، وان المدنيين من يدفعون الثمن.

وبهذه الاشارة الواضحة من اكبر المنظمات الانسانية واكثرها مصداقية يتبين ان واشنطن اكبر المعيقين لعملية السلام في اليمن باعتبارها الداعم الاول والاكبر لاستمرار بن سلمان وبن زايد في حروبهم ومغامراتهم باليمن.

ومن هذا المنطلق فانه اذا توقفت المشاركة والدعم الامريكي في هذه الحرب نستطيع ان نتحدث عن نوايا سلام في اليمن باعتبار بن سلمان وبن زايد لا يستطيعان الاستمرار بمفردهما في الحرب على اليمن، كما ان قطع الدعم العسكري والمادي عن المرتزقة اليمنيين على الارض سوف يجبرهم للجلوس الى طاولة الحوار والبحث عن حلول للازمة السياسة الداخلية، فتاجر الحرب اليمني الذي يقيم في قصور الرياض وابوظبي والمتسلح بصواريخ وطائرات وقنابل امريكية واموال سعودية اماراتية طائلة لن يميل للسلام والحوار وايجاد حلول الا بعد تجريده من كل هذه الامتيازات والضغط عليه للجنوح للسلم وانقاذ ملايين البشر من الموت جوعا.

لذلك فمن الواضح ان السلام في اليمن لايزال بعيدا رغم الماساة والازمة الانسانية الكبيرة جدا الا اذا حصل تغير مهم وكبير في امريكا من خلال الضغط على ادارة ترامب في ايجاد حلول سلمية في اليمن تبدا بالتخلي ولو سياسيا عن بن سلمان والضغط عليه في اطار ايقاف حربه الهمجية على الشعب اليمني.

وفي هذا الاطار ومع اهتمام وسائل الاعلام الامريكية في الاونة الاخيرة بموضوع الازمة الانسانية في اليمن وكذلك تكاثر ردود الافعال المنددة بالحرب داخل الكونغرس الامريكي والنخبة السياسية فان هناك تحركات جديدة لايقاف الحرب، حيث اعلن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر إن الكونغرس سيصوت قريبا على إنهاء التورط الأميركي في حرب السعودية باليمن غير ان العديد من المحللين يرون ان التحرك في الكونغرس قد لايؤدي الى ضغط حقيقي على ترامب وحكومته بخصوص ايقاف الدعم للسعودية باعتبار ان الولايات المتحدة تحكمها شركات الضغط والاسلحة وهذه الشركات لا يفيدها ايقاف العدوان والحرب بل ان استمرار هذه الحرب في صالحها.

التعليقات مغلقة.