يرقبون الهلال الشيعي ولا يرون النجمة الإسرائيلية الساطعة فوق رؤوسهم

بعد عودة أديب اليمن وشاعرها الكبير عبد الله البردوني من العراق, وكان قد ألقى قصيدته الشهيرة "أبو تمام وعروبة اليوم" فلما التقاه القاضي عبد الله الحجري وكان حينها رئيساً للحكومة اليمنية, قال له يا أستاذ عبد الله لقد شوهت وجه اليمن  بقصيدتك هذه , فأجاب البردوني قائلاً: وهل أبقيتم لليمن وجهاً,…  وها نحن اليوم نجد من رموز النظام من يتكلم عن الوحدة وعن واجب الحفاظ عليها, والتصدي لمن يسعى للمساس بها, ونجد من يكتب في صحافتنا أننا أصبحنا دولة ذات سيادة. عجباً! وهل نحن اليوم دولة ذات سيادة, أهو الغباء أم الاستهزاء بعقول الناس, أفي مثل هذا الوقت وفي مثل هذا الظرف الذي تعيشه اليمن حالياً, ندعي أننا دولة ذات سيادة, صحيح " اللي اختشوا ماتوا " وشر البلية ما يضحك, يتكلمون عن دولة ذات سيادة وهم أول من فرط وتغاضى عن انتهاك سيادة اليمن, ثم يتكلمون ويكتبون عن توجهات إيرانية للتدخل في شئون اليمن الداخلية, ويرقبون ويحذرون من ظهور الهلال الشيعي, ولا ينظرون أو يحذرون من خطر النجمة الإسرائيلية الساطعة فوق رؤوسهم ويغضون أبصارهم عن كل ما يحدث في اليمن من تدخلات وانتهاكات سافرة من قبل قوى خارجية وقُطُرية ترى أن خيرها ومصلحتها تقتضي الإبقاء على اليمن في وضع متخلف وتحت وصايتها, كما لو أنها جزء من ممتلكات المملكة المغضوب عليها,.. أو أنها قطعة من إحدى الولايات المنكوبة والمستباحة لكل عابث, ثم بعد هذا كله يظهر الآن ومن دون خجل أو حياء من يقولون إننا نملك سيادتنا على أرضنا, نقول لهؤلاء كذبكم هذا يحتاج إلى ( حبكة ) كي ينطلي على من هم في مستوى غباء أصحاب الأقلام المستأجرة.

أما من يدَّعون حرصهم على الوحدة (ربما بعد فوات الأوان) وهم من عبثوا بها واستغلوها لمكاسب شخصية وفئوية, نقول لهم ولغيرهم ممن سعوا من قبل لوحدة اليمن, لو أنهم أرادوا من وراء هذا العمل العظيم مصلحة الشعب اليمني فقط, لكانوا قدموا استقالتهم من مناصبهم فور إعلان دولة الوحدة وسلموا مسئولية إدارة اليمن الجديد لمن يختارهم الشعب من جيل الوحدة, لو أنهم فعلوا ذلك لكتبت أسماؤهم بماء الذهب في أنصع صفحات التاريخ وفي قلب كل يمني, كونهم حققوا أعظم إنجاز في تاريخ اليمن,… لكنهم لم يفعلوا وقضت إرادتهم أن يأخذوا زمنهم وزمن غيرهم,. والآن إن كنتم صادقين فعلاً وحريصين على بقاء اليمن موحداً (وقد حصلتم على مبتغاكم) عليكم أن تثبتوا ذلك عملاً لا قولاً, بأن تفعلوا ماكان يتوجب عليكم فعله فور إعلان دولة الوحدة, وهو أن تسلموا إدارة البلاد لغيركم, بهذا فقط يمكن لليمن أن يتعافى,..  أم أنكم ستحذون حذو الرئيس الغايب – الحاضر, الذي ربط بقاء الوحدة ببقائه في السلطة (حلال لي, وحرام على غيري) فتثبتون بهذا أن اليمن في نظركم ليست سوى مشاريع صغيرة خاصة بكم فتكونون قد سجلتم نقطة سوداء في تاريخكم وفي تاريخ اليمن, فهل ستعملون لما فيه حسن خواتم أعمالكم  وقد جمعتم من المال ما يغني أحفاد أحفادكم وخلفتم شعباً على حافة الفقر, يبحث عما يسد به رمقه لدى الجمعيات الخيرية ومنظمات الإغاثة الدولية, والمحسنين من دول الجوار أو من دول المهجر لمن استطاع الوصول إليها من اليمنيين.

وكلمة أخيرة :-  من يسمع خطاب رئيس الجمهورية وهو يتوجه إلى أعضاء حكومة الوفاق الوطني بالشكر والثناء على ما بذلوه من جهود وما تحقق على أيديهم من انجازات عظيمة ومقدرتهم الفائقة على حل أهم وأغلب مشاكل المرحلة الراهنة, ويطمئن الجميع بنفيه صحة ما أُشيع عن إجراء تعديل وزاري,.. مع أننا لم نشهد ولا مرة أن قامت وزارة الداخلية مثلاً بعرض شخص أو أشخاص ممن عاثوا بالأرض فساداً, على شاشة التلفاز لإثبات مصداقية الخبر الذي تدلي فيه كل يوم تقريباً عن تمكن أجهزة الأمن من إلقاء القبض على مجموعة إجرامية ارتكبت عمل كذا, وأخرى تنوي عمل كذا, فعلامَ هذا الإطراء من قبل الرئيس, هل أراد بذلك استنهاضهم من مرقدهم, أم لكونهم بادروا لحضور الاجتماع الذي عادة ما يتم بغرض أخذ صور لهم من قبل رجال الإعلام , الذين لا زالوا يؤدون دور " دوشان الدولة " من يلاحظ ذلك كله يقول, والله لن تقوم لليمن قائمة وهذا حالنا وحال مسئولينا  ولن تخطو اليمن خطوة إلى الأمام ونحن لازلنا نعمل على تجميل المنكر, وسياسة. أسندني – أسندك,… ومن لا يحب أن يزعل أحداً لا يحكم.

التعليقات مغلقة.