المبعوث كارثة !… علي احمد جاحز

صنعاء – مقالات

المبعوث الدولي عاد ليتحدث من المربع الأول وكأن شهر وعشرة أيام ليست كافية لأن يتحدث عن المعرقل وعن التقدم وعن الخطوات التي قطعتها المشاورات .

نسي كما يبدو أنه مبعوث أممي يفترض أن يكون هو الوحيد المخول بكشف الحقائق وبإعطاء الرأي العام الانطباع السليم عن ما يجري في الكويت ، عاد ليتحدث عن عودة الحكومة و تسليم المؤسسات وتسليم السلاح للحكومة الشرعية ، وكأنه لا يعي ما يقول ولا يدري ما هو المكتوب في الورقة التي أمامه.

لا يستبعد انه لم يكتب الورقة التي أمامه ولا البيانات التي تصدر عن مكتبه ، فهو مجرد موظف ينفذ ويقول ما يملى عليه ، لكنه في الوقت ذاته يدل دلالة واضحة وصريحة انه ليس محل ثقة ومن الخطأ التعويل عليه كممثل للأمم المتحدة في ضمان ما يمكن التوافق عليه ، فالمؤسسة الدولية أثبتت على مدى عام ونيف من العدوان على اليمن أنها مجرد مؤسسة تتبع قوى الاستكبار ولا قرار لها ولا وزن لها في الصراع الدولي فكيف سيكون لها وزن في إنصاف الدول الصغيرة والمعتدى عليها .
ولد الشيخ كارثة الحوار والمشاورات اليمنية وكارثة المرحلة الخطيرة والحساسة ، وهو السبب الرئيسي في فشل المشاورات السابقة وأي فشل محتمل قد تشهده الأيام القادمة .

وبرغم انه يبحث عن منجز لنفسه يحسب ضمن السي في الخاص به في العمل الدبلوماسي الدولي الذي تقلده مؤخرا، إلا أنه لم يحسن استغلال الفرصة ولن يحصل على الإنجاز ولن يتمكن من حصد أي شيء مشرف لمستقبله في العمل الدبلوماسي ، وكان بإمكانه أن يستغل الفرصة ويدير المرحلة بشكل قوي وحاسم وثاقب ليحصل على المكسب الشخصي .

لا يمكن أن يتحقق للأمم المتحدة أي مكسب ما لم تراع مصلحة الشعب اليمني ورفع المعاناة عن كاهله والحفاظ على سلامة ووحدة أراضي اليمن واستقلاله، ما لم فسيكون دورها دور القواد، فالكثير من النتائج الكارثية التي متوقع أن تتفاقم في اليمن تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها .

ومن غير المعقول أن الأمم المتحدة التي عجزت عن إدخال سفينة مازوت يمكن الركون عليها لفك حصار وإيقاف حرب وضمان تنفيذ نتائج مفاوضات بين أطراف متباعدة الأهداف والرؤى، فضلا عن قدرتها على تثبيت عملية سياسية وإدارة مرحلة انتقالية من موقع الضامن والمراقب .

وعليه ينبغي على المبعوث الدولي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ان كانوا بالفعل ينوون أن يثبتوا حلا سياسيا في اليمن وأن تنجح مشاورات الكويت، أن يكونوا جادين في التعاطي مع القضايا الميدانية بالمقام الأول بحسم وحزم، دون تهرب ومماطلة وتسويف ومغالطة  وتصوير الوضع كما لو أنه مجرد مشكلة محو أمية و تعليم حساب وإيصال مساعدات إلى الشعب الجائع.

خلاصة القول .. سواء وصل المتشاورون إلى اتفاق أو لم يصلوا لا مناص من الاستحقاق التاريخي الذي يقضي بأن يذهب من خان الوطن ومن تآمر عليه ومن قاتله وقتل أبناءه وحاصره ودمر بناه التحتية إلى مزبلة التاريخ، وسيحاكم المجرمون ، فلا يوجد اتفاق سياسي في العالم يسقط الحق التاريخي للشعوب في مقاضاة المجرمين والقتلة .

التعليقات مغلقة.