30 ديسمبر.. يومٌ تتكرر فيه البصمة الإجرامية للعدوان وتتكشّف معالم حرب استهدفت اليمن أرضاً وإنساناً

صنعاء سيتي | تقرير خاص

لا يحمل تاريخ 30 ديسمبر في الذاكرة اليمنية مجرد رقم عابر في رزنامة السنوات، بل هو صفحة دامية تتكرر فصولها عاماً بعد عام، تحت نيران العدوان الأمريكي-السعودي-الإماراتي الذي جعل من هذا اليوم شاهداً إضافياً على حرب استهدفت الحياة بكل صورها: المنازل، المزارع، الاتصالات، مشاريع المياه، الأسواق، وحتى المركبات التي تقل المدنيين.

في هذا اليوم تتجدد الحقائق التي تؤكد أن ما جرى في اليمن لم يكن سوى عدوان شامل متعدد الوجوه، ممتد في جغرافيته وزمنه، لا يسقط بالتقادم.

2015 – تدمير البنى المدنية واستهداف المنشآت الخدمية

شهد هذا اليوم ضربات طيران معادية طالت مناطق هيلان والمخدرة في مأرب وأسفرت عن إصابات وخسائر بشرية، فيما قصفت صواريخ الجيش السعودي مناطق بمديرية رازح في صعدة. كما استُهدف مشروع الاتصالات في منطقة العطفين بكتاف، وتعرضت مناطق متفرقة في تعز لصواريخ مسيّرة وغارات، إضافة إلى تدمير جسر ومواقع مدنية في صنعاء جراء قصف مباشر خلّف خسائر واسعة في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية. كما طال القصف مشروع آبار المياه بوادي رام بحجة.

2016 – اتساع رقعة الاستهداف داخل المحافظات الحدودية

ارتقى أحد المواطنين برصاص حرس الحدود السعودي في منبه بصعدة، فيما شن الطيران المعادي عشرات الغارات على صعدة ومأرب وإب وصنعاء ومناطق قرب نجران وعسير وجيزان. وامتد القصف إلى مناطق مكتظة بالسكان، واستهدفت القنابل العنقودية جبالاً ومواقع حدودية، ما ألحق أضراراً كبيرة بممتلكات المواطنين ومزارعهم.

2017 – عام تتكثّف فيه الجرائم بحق المدنيين

يُسجّل هذا التاريخ واحداً من أكثر الأيام فداحة، حيث استُهدفت نساء ومواطنون في محافظة الحديدة، بينما طالت غارات أخرى سيارات مدنية في الجراحي. كما استهدف الطيران مناطق سكنية في صنعاء وصعدة ومأرب، وتعرضت مديريات الجوف وحرض لسلسلة غارات خلفت خسائر واسعة في الممتلكات والمنازل.

2018 – القصف المستمر من الجو والبر

سقط مدنيون في قصف مدفعي للمرتزقة على مناطق جنوب الجراحي، وامتد الاستهداف ليشمل مدينة الشعب بالحديدة وفندق الاتحاد في شارع 7 يوليو، إضافة إلى مشروع مياه في سحار بصعدة الذي دمّر بغارتين. وواصل العدوان استخدام الطيران والقذائف لاستهداف الأحياء والمزارع والقرى الآهلة بالسكان.

2019 – المناطق السكنية تحت النيران

تكررت الهجمات بالهاون والصواريخ في الحديدة، مستهدفة الدريهمي وحيس ومغاري وقرى متعددة، فيما استمرت عمليات استحداث التحصينات العسكرية من قبل المرتزقة، في مشهد يجسّد واقع التحضير الدائم لمعركة تستهدف المدنيين قبل أن تستهدف مواقع عسكرية.

2020 – القصف يطال المزارع والمواطنين في الحدود

أُصيب مدنيون بقصف سعودي استهدف الرقو في منبه، كما استُهدفت مناطق عدة في صعدة ومأرب بالغارات. وفي الحديدة، نفذ الطيران التجسسي 11 غارة ترافقها قذائف مدفعية ونيران متعددة العيارات، في انتهاك واضح لاتفاقيات وقف إطلاق النار آنذاك.

2021 – استهداف المركبات والمرافق المدنية

أصيب سبعة مدنيين بعد استهداف سيارة تقل مواد غذائية في مقبنة بتعز، كما تعرض الحي الليبي بأمانة العاصمة لغارة سببت أضراراً جسيمة في المنازل والممتلكات. وشن الطيران المعادي غارات مكثفة على مأرب والجوف وشبوة، فيما تواصل القصف المدفعي في الحديدة.

2022 – انفجارات مخلفات العدوان

استمر العدوان عبر أدواته على الأرض، إذ انفجر جسم من مخلفات القصف في الدريهمي، وأصيب مواطنون في الرقو بصعدة بقصف صاروخي ومدفعي سعودي. كما استحدث المرتزقة تحصينات في تعز، ما يعكس استمرار الاستعداد العسكري رغم الإعلان السياسي بوقف الحرب.

30 ديسمبر: يوم لا يسقط من الذاكرة

تجمع سنوات العدوان في هذا التاريخ لوحة واحدة: حرب بلا قيود ولا ضوابط، قصف للأحياء، تدمير للمشاريع المدنية، استهداف للمزارع، وانتهاك للإنسان اليمني في أدق تفاصيل يومه. وبينما تتبدل الأعوام، يبقى 30 ديسمبر شاهداً ثابتاً على مأساة حاول المعتدي أن يخفي آثارها، لكنها ما زالت محفوظة في ذاكرة الأرض وأبصار الناس.

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.