صنعاء سيتي | متابعات
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأحد، حصيلة ثقيلة وصادمة لتبعات الخروقات الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 10 أكتوبر الماضي. وكشف التقرير أن القطاع يعيش “هدنة على الورق” فقط، بينما تحصد النيران والبرد أرواح الفلسطينيين في ظل تنصل احتلالي كامل من الالتزامات الإنسانية والبروتوكولات الملحقة بالاتفاق.
وفقاً للبيان الرسمي، وثق المكتب الإعلامي 969 خرقاً صهيونياً منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل 80 يوماً، أسفرت عن ارتقاء 418 شهيداً وإصابة 1141 مواطناً. وتوزعت هذه الجرائم لتكشف عن نهج منهجي لتقويض الاستقرار، حيث رصد التقرير:
-
298 جريمة إطلاق نار استهدفت المدنيين بشكل مباشر.
-
455 عملية قصف استهدفت منازل مأهولة ومواطنين عزّل.
-
162 جريمة تدمير ونسف لبنايات مدنية ومؤسسات، بالإضافة إلى 54 توغلاً للآليات العسكرية في المناطق السكنية، واعتقال 45 مواطناً بشكل غير قانوني.
وعلى الصعيد الإغاثي، أكد التقرير أن العدو الصهيوني يمارس سياسة “التقطير” في إدخال المساعدات، حيث لم يسمح بدخول سوى 19,764 شاحنة من أصل 48,000 شاحنة كان من المفترض دخولها بموجب الاتفاق.
هذا العجز، الذي جعل نسبة الالتزام لا تتجاوز 42%، أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء. أما الكارثة الأكبر فتمثلت في الوقود، حيث لم يدخل سوى 10% من الكميات المقررة (425 شاحنة من أصل 4000)، ما تسبب بشلل شبه كامل في عمل المستشفيات، المخابز، ومحطات الصرف الصحي، محوّلاً حياة المدنيين إلى جحيم يومي.
*الشتاء والدمار: الموت من “البرد” يطارد النازحين
ومع دخول فصل الشتاء وفترة “الأربعينية” القارسة، كشف المكتب الإعلامي عن وجه آخر للمأساة؛ إذ يمنع الاحتلال إدخال الخيام والبيوت المتنقلة (الكرفانات). وتسبب ذلك في نتائج كارثية:
-
ضحايا البرد: تسجيل وفاة طفلين نتيجة البرد القارس داخل الخيام.
-
انهيار الملاجئ: انهيار 49 منزلاً متضرراً لجأ إليها المواطنون لعدم وجود بدائل، ما أدى لاستشهاد 20 مواطناً تحت الأنقاض، ولا يزال 3 مفقودين حتى اللحظة.
-
تآكل الخيام: خروج أكثر من 127,000 خيمة عن الخدمة، مما ترك نحو 1.5 مليون نازح في مواجهة مباشرة مع الرياح والأمطار دون أدنى حماية.
وصف المكتب الإعلامي الحكومي هذه الممارسات بأنها “التفاف خطير” على الاتفاق ومحاولة لفرض معادلة “الإخضاع عبر التجويع والابتزاز”.
وفي ختام بيانه، وجه المكتب نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والوسطاء الضامنين، وخص بالذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بضرورة التدخل الفوري لإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود الاتفاق كاملاً، وفتح المعابر لإدخال مواد الإيواء والوقود بشكل عاجل، محذراً من موجة وفيات جديدة قد تفتك بالنازحين إذا استمر هذا الإهمال المتعمد والانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني.
التعليقات مغلقة.