السيد القائد يكشف أبعاد “الحرب الكبرى” ضد القرآن: محاولة صهيونية لتجريد الأمة من سلاحها الأخلاقي وفصلها عن هويتها الإيمانية
صنعاء سيتي | متابعات
في خطابٍ اتسم بالمكاشفة التاريخية والتحليل العميق لواقع الصراع، وضع قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، النقاط على الحروف فيما يخص الحملات المسعورة والممنهجة التي تستهدف أقدس مقدسات الأمة الإسلامية “القرآن الكريم”. وأوضح السيد القائد، خلال كلمته بمناسبة ذكرى “جمعة رجب” (ديسمبر 2025)، أن الحرب على المصحف الشريف ليست مجرد حوادث عابرة أو تعبيراً عن حقدٍ فردي، بل هي جزء أصيل من استراتيجية “الصهيونية العالمية” لإحكام قبضتها على المجتمعات البشرية.
وكشف السيد القائد عن السر الكامن وراء الانزعاج الصهيوني من القرآن الكريم، مؤكداً أن هذا الكتاب العظيم يمثل “الملاذ الوحيد” الذي يحمي المجتمعات من التيه، ويكشف زيف الباطل والضلال الذي تتحرك به قوى الطاغوت. وأشار إلى أن الصهيونية تدرك جيداً أن القرآن هو السلاح الذي يبني الإنسان في قيمه وأخلاقه وروحيته، ويخلق حالة من “الحصانة واليقظة” التي تُفشل كافة وسائل الإضلال والإفساد التي تنفق عليها قوى الاستكبار المليارات.
وفي تشخيص دقيق لسلوك الأعداء، أوضح السيد القائد أن جرائم إحراق المصحف الشريف تهدف إلى قياس “ردة فعل” العالم الإسلامي؛ حيث يسعى الصهاينة لمعرفة مستوى الارتباط الوجداني والقدسية التي يحملها المسلمون تجاه كتابهم. وحذر من أن ضعف ردة الفعل أو الاكتفاء بالتفرج يعطي الضوء الأخضر للعدو للمضي قدماً في مشروعه التدميري، مستنكراً في الوقت ذاته المواقف الهزيلة لبعض الحكام والأنظمة الذين لا يتخذون أي إجراءات دبلوماسية أو مقاطعة اقتصادية حقيقية، بينما يثورون لأسباب تافهة لا تمس كرامة الأمة.
وانتقد السيد القائد بمرارة واقع الأنظمة العربية الكبرى، وفي مقدمتها النظام السعودي والنظام المصري، متهماً إياها بالرضوخ الكامل للإرادة الصهيونية عبر تعديل المناهج الدراسية. وأشار إلى أن هذه الأنظمة استبدلت المعايير الإيمانية بالمعايير الأمريكية والإسرائيلية، لدرجة أن ما يبقى في المناهج أو يُحذف منها أصبح محكوماً بالرؤية الغربية، مما يمثل “ضربة قاصمة” للانتماء الإيماني للأجيال الصاعدة وتفصيلاً تاماً للأمة عن أصل هويتها.
كما نبه السيد القائد إلى خطورة “الأذرع الناعمة” للعدو التي تستهدف النخب، والشباب، والأوساط النسوية عبر منظمات ومؤسسات وورش عمل تهدف لترسيخ رؤى ومواقف مستوردة من الخارج. وأكد أن الهدف النهائي لهذا النشاط المحموم هو أن تتحول أنظار الأمة نحو الغرب لتستقي منه أفكارها وتوجهاتها، مع إبقاء القرآن “على الهامش” بعيداً عن واقع الحياة العملي والسياسي والثقافي.
واختتم السيد القائد خطابه بالدعوة إلى ضرورة استيعاب حجم الخلل الكبير الذي يسببه الانفصال عن القرآن، مؤكداً أن المخرج الوحيد للأمة هو العودة الصادقة والارتباط الوثيق بكتاب الله في كل مسارات الحياة. وشدد على أن القرآن الكريم هو الذي يمتلك القدرة على فضح نفسيات الصهاينة ومخططاتهم، وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق السيادة والاستقلال والتحرر من هيمنة طاغوت العصر.
التعليقات مغلقة.