صنعاء سيتي | متابعات
واصلت قطعان المغتصبين الصهاينة، صباح اليوم الخميس، استباحة قدسية المسجد الأقصى المبارك، عبر عمليات اقتحام واسعة نفذتها مجموعات متتالية تحت حماية عسكرية معززة من قوات العدو، في مشهد يتكرر يومياً لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني داخل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وأكدت مصادر مقدسية أن 218 مغتصباً يهودياً اقتحموا المسجد الأقصى من جهة “باب المغاربة” الخاضع لسيطرة الاحتلال منذ عام 1967م. وأفاد شهود عيان بأن الاقتحامات تمت على شكل مجموعات نظمت جولات استفزازية في ساحات المسجد، وتلقى المشاركون فيها شروحات عن “الهيكل” المزعوم، كما أدى عدد منهم طقوساً تلمودية صامتة في المنطقة الشرقية من المسجد، وسط تضييق خناق متعمد على دخول المصلين الفلسطينيين واحتجاز هوياتهم عند الأبواب الخارجية.
وفي سياق متصل، كشف التقرير الشهري الصادر عن محافظة القدس حول انتهاكات الاحتلال خلال شهر نوفمبر الماضي، عن أرقام صادمة تعكس حجم المخطط التهويدي. ووثق التقرير أكثر من 220 انتهاكاً جسيماً قامت بها قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في مختلف أحياء المحافظة.
ووفقاً للبيانات الإحصائية، فقد اقتحم باحات الأقصى خلال الشهر المنصرم وحده 4,266 مستوطناً، في حين تم رصد دخول 15,220 شخصاً آخرين تحت غطاء ما يُسمى بـ “السياحة”؛ وهي سياسة يعتمدها العدو لتكثيف التواجد الصهيوني والأجنبي داخل المسجد ومحيطه، في محاولة لنزع الصبغة الإسلامية الخالصة عن المكان وتكريس سيادة الاحتلال المباشرة عليه.
ويرى مراقبون لشؤون القدس أن هذه الاقتحامات، التي تجري بانتظام يومي (باستثناء يومي الجمعة والسبت) على فترتين صباحية ومسائية، تهدف بالدرجة الأولى إلى كسر الحاجز النفسي لدى المسلمين وتحويل وجود المستوطنين إلى “أمر واقع” ومعتاد. وتتزامن هذه التحركات مع حملات إبعاد ممنهجة تطال المرابطين والمرابطات، وهدم للمنازل وتوسيع للمشاريع الاستيطانية في محيط البلدة القديمة، لإتمام عزل المسجد الأقصى عن محيطه العربي والفلسطيني.
وتواصل الفعاليات الوطنية والدينية في القدس المحتلة إطلاق نداءات الاستغاثة لشد الرحال إلى المسجد الأقصى وتكثيف الرباط فيه، معتبرة أن المقاومة الشعبية والوجود البشري الدائم داخل الباحات هو الجدار الأخير الذي يمنع العدو من تنفيذ مخططاته الرامية إلى بناء “هيكلهم” المزعوم على أنقاض المسجد.
التعليقات مغلقة.