صنعاء سيتي | متابعات
أكد منسق برنامج التصنيع الزراعي والسمكي، المهندس عبد الكريم العامري، أن اليمن يخطو خطوات واثقة نحو “ثورة تصنيعية” محلية قادرة على صناعة المستحيل بالتوكل على الله وبسواعد المبدعين. وأوضح في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” أن التصنيع المحلي ليس مجرد خيار تكميلي، بل هو ضرورة استراتيجية لخفض كلفة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
انطلاقة قرآنية وتنمية مبتكرة
أوضح العامري أن مشروع التصنيع الزراعي انطلق استجابةً للتوجيه الإلهي {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}، وبدعم وتحفيز من “مؤسسة بنيان التنموية” التي تؤمن بقدرات الشعب اليمني. وأشار إلى أن المشروع بدأ بتقييم دقيق لاحتياجات سلاسل القيمة، وصولاً إلى تمكين المبتكرين من تحويل الأفكار إلى معدات متطورة تخدم المزارع والصياد اليمني.
“المكينة المحلية” ضد “عقدة المستورد”
في مقارنة فنية وعلمية، أكد المهندس العامري أن المعدات المصنعة محلياً تتميز بثلاث ركائز تفوق المستورد:
-
الجودة والكفاءة: صُممت لتتواءم مع البيئة اليمنية وتضاريسها، وتتميز بسهولة الصيانة وتوفر البدائل.
-
الكلفة الاقتصادية: أقل سعراً من المستورد، وتوفر ميزة “الاستخدام المتعدد” للآلة الواحدة.
-
القيمة المضافة: تساهم في رفع دخل المزارع بنسبة تصل إلى 40% في الموسم الواحد عبر تقليل الفاقد وتشغيل الأيدي العاملة.
تحديات بيروقراطية وعوائق ضريبية
لم يخفِ العامري وجود تحديات تعيق وتيرة هذا التطور، وفي مقدمتها:
-
التوجه الحكومي نحو الاستيراد: انتقد إصرار بعض الجهات على شراء المعدات الخارجية بحجج واهية، داعياً إلى توجيه المناقصات العامة والمشتريات المجتمعية لدعم الورش والمعامل المحلية.
-
العبء الضريبي والطاقة: أشار إلى أن الضرائب وارتفاع تكاليف الطاقة تشكل عوائق حقيقية أمام مراكز التصنيع.
خارطة الطريق نحو المستقبل
وللنهوض بهذا القطاع، وضع العامري حزمة من المقترحات والحلول، أبرزها:
-
تفعيل القوانين: سرعة تنفيذ قانون الإعفاءات الضريبية للورش والمعامل الزراعية.
-
السياسات الحمائية: رفع التعرفة الجمركية على المعدات المستوردة التي لها بديل محلي كفء.
-
الدعم اللوجستي: توفير المواد الخام (مثل حديد الستانلس الغذائي) بإعفاءات جمركية لتشجيع الصناعات التحويلية.
-
تكامل الأدوار: تعزيز التنسيق بين وزارة الزراعة والجامعات والجمعيات التعاونية لربط البحوث العلمية باحتياجات الميدان.
واختتم العامري حديثه بالتأكيد على أن مستقبل التصنيع الزراعي في اليمن “واعد جداً” من منظور إيماني وقرآني. ودعا الجمعيات الزراعية في مختلف المحافظات إلى القيام بدورها المحوري في تبني “الاقتصاد المقاوم” عبر اعتماد المعدات المحلية في كافة أنشطتها، وترك “العقد الوهمية” والانتظار للمستورد، والتحرك الجاد لتحقيق السيادة الغذائية.
التعليقات مغلقة.