الرياض تُنجِح اتفاق الأسرى: تقاطع مع صنعاء… ضدّ أبو ظبي!
صنعاء سيتي | صحافة
في إطار ردّها على تمرّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» في المحافظات الشرقية لليمن، ورفضه مساعي التهدئة كافة في حضرموت والمهرة، أجازت السعودية إتمام اتفاق الأسرى بين الحكومة الموالية لها وحركة «أنصار الله»، ولوّحت بتقارب أكبر مع الأخيرة في سبيل الحفاظ على وحدة هذا البلد الذي تنظر إليه بصفته حديقتها الخلفية. ونقلت قناة «العربية» عن نائب وزير الخارجية في حكومة عدن، مصطفى نعمان، قوله إن «الوحدويين الموجودين في صف الشرعية (حكومة عدن)، إذا رأوا أن الوحدة في خطر، وأمامهم أيضاً خصم (أنصار الله) يرى أن الوحدة في خطر، ماذا سيصنعون. ألا يمكن أن يتحالفوا؟». كما نقلت عنه أنه «إذا كانت المسألة خطراً داهماً على الوحدة، فالمخرج لا بدّ أن يكون بإنشاء تحالفات. ولذلك لا أستبعد إنشاء تحالف للحفاظ على الوحدة. فلا مستحيل في السياسة»، في ما يُعتبر مؤشّراً إلى تصميم الرياض على نسف مشروع أبو ظبي الهادف إلى فصل اليمن الجنوبي.
وإذ دفعت السعودية بقوات موالية لها إلى منطقة العبر في حضرموت، وعملت على تأمين الطرق الرابطة بين الوديعة والعبر ومأرب، والتي تمثّل خطوط إمداد رئيسة للقوات الموالية لها، فهي بدأت تحرّكات سياسية في سلطنة عمان، هادفةً إلى تطويق «الانتقالي» رداً على رفضه سحب قواته من وادي حضرموت وصحرائها. وكان «الانتقالي» أعلن بشكل رسمي «السماح» لقوات «درع الوطن» التابعة للسعودية بالخروج «الآمن» مع أسلحتها الشخصية من وادي حضرموت، كما دفع بتعزيزات عسكرية إلى صحراء المحافظة في مسعى لفرض نفوذه على الشريط الحدودي الصحراوي الواقع على التماس مع المملكة في حضرموت والمهرة، وهو ما حمل الرياض على قطع الطريق على الموالين لأبو ظبي، ونشر قوات موالية لها في منطقة رماه ومناطق حدودية أخرى.
نشر السفير السعودي لدى اليمن صوراً من كواليس توقيع الاتفاق
لكنّ هذه الخطوات لا تبدو كافية لإبعاد خطر «الانتقالي» عن حدود المملكة، وهو ما يدفع الأخيرة إلى استكمالها بإجراءات سياسية. وفي هذا الإطار، اعتبر مراقبون أن ما يجري في جنوب اليمن حمل الرياض على إنجاح جولة المفاوضات حول تبادل الأسرى التي جرت برعاية الأمم المتحدة في مسقط على مدى أكثر من أسبوع، وأفرزت اتفاقاً جديداً، بدا واضحاً احتفاء المملكة به أمس، إذ نشر السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، صوراً وُصفت بـ»الحميمية» من كواليس توقيع الاتفاق، مؤكّداً أن الأخير تم بتوجيه مباشر من وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، ومثنياً على وفدَي المفاوضات.
وأكّد رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لصنعاء، عبد القادر المرتضى، بدوره، في منشور على منصة «إكس»، تمكّن وفد صنعاء المفاوض من الاتفاق مع الحكومة الموالية للسعودية على «تنفيذ صفقة تبادل تشمل 1700 من أسرانا، مقابل 1200 من أسراهم، بينهم 7 سعوديين و23 سودانياً».
*رشيد الحداد: الاخبارية اللبنانية
التعليقات مغلقة.