تصعيد “ما بعد الليطاني”: غارة إسرائيلية تستهدف صيدا واقتراح أوروبي لـ “بديل اليونيفيل”

صنعاء سيتي | متابعات 

 

بيروت | في خرق ميداني لافت يتجاوز حدود “الخط الأزرق”، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية عصر اليوم الاثنين سيارة مدنية في قضاء “صيدا الزهراني”، وتحديداً على الطريق بين بلدتي القنيطرة والمعمارية. وأسفر الهجوم عن ارتقاء ثلاثة شهداء، من بينهم جندي في الجيش اللبناني، مما يضع اتفاق وقف الأعمال العدائية أمام اختبار جديد.

الميدان: استهداف في العمق وروايات متضاربة

تأتي هذه الغارة في منطقة تُعد بعيدة نسبياً عن الحدود، وهو ما يراه مراقبون تكريساً لـ “نمط الاغتيالات” الذي يتبعه الاحتلال. وبينما زعم جيش الاحتلال استهداف عناصر من حزب الله بدعوى “منع الخروقات”، أظهرت المشاهد الميدانية دماراً كاملاً للمركبة المستهدفة. وتزامن التصعيد الجوي مع قصف مدفعي طال أحراج منطقة “اللبونة” عبر موقع مستحدث للاحتلال داخل الأراضي اللبنانية.

الحراك الدبلوماسي: قوة دولية بديلة وتحرك أمريكي

وعلى المقلب السياسي، شهدت أروقة بعبدا تطوراً نوعياً خلال زيارة وزير الدفاع الإيطالي ولقائه بقائد الجيش العماد جوزيف عون؛ حيث كشف بيان رسمي عن مناقشة مقترح يقضي بتشكيل “قوة دولية أو أوروبية بديلة” تحل محل قوات “اليونيفيل” عقب انتهاء ولايتها في 2027، مع إبداء روما استعدادها للمساهمة في هذا التشكيل.

خلفيات التصعيد: الضغط بالنار ومعادلة “شمال الليطاني”

تحلل الأوساط السياسية اللبنانية هذا التصعيد -الذي طال مناطق شمال نهر الليطاني كصيدا والنبطية والبقاع- على أنه محاولة إسرائيلية لفرض شروط تفاوضية جديدة تهدف إلى:

  1. توسيع نطاق نزع السلاح: الانتقال من حصر السلاح جنوب الليطاني إلى شماله، وهو ما ترفضه بيروت مؤكدة التزامها بالجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق.

  2. التفاوض تحت النار: استباق زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن بمكاسب ميدانية.

الموقف الرسمي اللبناني

أجمعت الرئاسات الثلاث في لبنان على رفض هذه الاعتداءات، معتبرة أن المسار العسكري وصل إلى أفق مسدود. وأكدت المصادر أن لبنان نجح في “إحراج الرواية الإسرائيلية” من خلال نيل اعتراف دولي (أمريكي، فرنسي، سعودي) بكفاءة الجيش اللبناني في بسط سلطته جنوباً، معتبرة أن الكرة الآن في ملعب واشنطن وباريس بصفتهما الضامنتين للاتفاق.

وفي بارقة أمل للمدنيين، نقلت تقارير عن “لجنة الميكانيزم” برئاسة السفارة الأمريكية وجود توجه جدي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتهيئة الظروف لإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى القرى الحدودية، وهو ما تراه بيروت إنجازاً سياسياً في وجه محاولات الاحتلال لفرض واقع أمني دائم.

التعليقات مغلقة.