مرحبًا بقدوم عيد الأعياد: “جمعة رجب” الهُوية والوفاء

صنعاء سيتي | مقالات | خالد المنصوب

 

 

مرحبًا بقدوم شهر رجب؛ فكم لهذا الشهر العظيم من روحانية لدى أهل الإيمان والحكمة، وبالأخص “يوم جمعة رجب”، ذلك اليوم العظيم الذي شهد دخولَ أهل اليمن في دين الله أفواجًا.

إن أبناءَ الشعب اليمني لا ينسون أبدًا تلك اللحظةَ التاريخية منذ قدوم الإمام علي (عليه السلام) إلى اليمنِ بأمرٍ من الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وعلى آله) ليعرضَ عليهم رسالةَ الإسلام.

منذُ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، وأبناء اليمن يحتفلون بعيدِ “جمعة رجب” كُـلٌّ بطريقته الخَاصَّة؛ بالذكر والتحميد والتسبيح والتهليل، والصلاة على خير البشرية وآله، حمدًا وشكرًا لله تعالى على نعمة الهداية.

وكيف لا يكون عيدًا لأهل اليمن وهو يوم إنقاذهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور؟ وكيف لا يكون عيدًا ورسول الله عندما وصلته بشرى الإمام علي بإسلام أهل اليمن، سجد سجدة شكر لله تعالى، ثم رفع رأسه وقال: «السلام على همدان، السلام على همدان، السلام على همدان».

 

بناء المعالم الأولى في اليمن

لقد أُقيمت أول صلاة جمعة في اليمن خلال شهر رجب، وبعد ذلك تم بناءُ الجامع الكبير بصنعاء بأمر من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-.

وفي هذا السياق أنزل الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾.

كما بعث الرسول الأعظم الصحابي معاذ بن جبل إلى مخلاف الجند آنذاك؛ فدخل أبناء الجند وتهامة وإب وما جاورهم في الإسلام، وبُني “جامع الجند” التاريخي بأمر نبوي كريم.

إن “عيد جمعة رجب” ميزة عظيمة اختصَّ اللهُ بها أهلَ اليمن؛ فبينما كان البعض يؤذي رسول الله ويكذِّبه ويُخرِجه، استجاب اليمانيون للدعوة برسالة واحدة وبقدوم وصي رسول الله.

 

الاستمرارُ على نهج النصرة

فلا غرابةَ أن أهلَ اليمن كانوا أول من نصر رسول الله، وما زالوا يناصرون المستضعفين حتى يومنا هذا، انطلاقًا من تعظيم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.

إن استقبالَنا لجمعة رجب هذا العام يجب أن يكون بالفرحة والابتهاج، وبالتوازي مع تعزيز الإخاء والترابط ونصرة المظلومين في غزة وفلسطين.

علينا الاستمرارُ في الإعداد والتجهيز والدفاع عن المقدَّسات الإسلامية؛ فبهذا سنحظى برعاية الله وتأييده ونصره.

إن هذا الشرفَ العظيمَ الذي حظي به أهلُ اليمن دونَ غيرهم هو مسؤوليةٌ تاريخية تستوجبُ الثباتَ والوفاء.

والله حسبنا ونعم الوكيل.

التعليقات مغلقة.