طوفان القرآن من ميدان السبعين.. صنعاء تعلن النفير الشامل وتجدّد العهد لفلسطين
صنعاء سيتي | تقرير خاص
في مشهدٍ استثنائي يعكس عمق الوعي الإيماني وصلابة الموقف، شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، طوفانًا بشريًا غاضبًا احتشد في ميدان السبعين، ضمن مسيرة مليونية كبرى حملت شعار «نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين»، تأكيدًا على قدسية كتاب الله ورفضًا قاطعًا للإساءات الأمريكية والصهيونية المتكررة للقرآن الكريم، وتجديدًا للعهد الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني ومواجهة المشروع الصهيوني-الأمريكي في المنطقة.
مسيرة اليوم لم تكن فعلًا احتجاجيًا عابرًا، بل إعلان موقف تاريخي، ورسالة مدوية بأن اليمن، في ظل ثورة 21 سبتمبر، بات حاضرًا في قلب معركة الدفاع عن المقدسات والهوية، وبوصلة الصراع المصيري.
تدفقت الحشود المليونية كسيول بشرية هادرة إلى ميدان السبعين، استجابة مباشرة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وتجسيدًا لثبات الشعب اليمني على نهجه الإيماني الجهادي في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي.
حشود عبّرت بحضورها اللافت عن تجديد التفويض المطلق لقائد الثورة، وإعلان النفير العام والجهوزية الكاملة، استجابة لله تعالى، وغضبًا لكتابه العظيم، واستعدادًا للتصدي لقوى الشر والطغيان، ومواجهة أي مؤامرات تستهدف اليمن وشعبه وهويته الإيمانية.
رفعت الجماهير المصحف الشريف تعظيمًا وتقديسًا وإجلالًا لكتاب الله الخالد، مؤكدة تمسكها به مصدرًا للعزة والكرامة، وطريقًا للهداية والنجاح في الدنيا والآخرة.
وصدحت الحشود التي رفعت العلمين اليمني والفلسطيني بهتافات السخط والغضب، استنكارًا للإساءات الأمريكية والصهيونية المتكررة للقرآن الكريم، ولما تحمله من حقد وعداء للإسلام والمسلمين، مرددة شعارات تؤكد أن القرآن هو سلاح الأمة وميزان كرامتها، وأن معركة الدفاع عنه معركة وجود لا تقبل التهاون.
رددت الجماهير عبارات جسدت روح المعركة، منها:
«أمريكا أكبر شيطان.. وسنهزمها بالقرآن»، «القرآن كتاب الله.. لن ينجو أعداء الله»، «جند الشيطان الرجيم.. يحرق قرآني العظيم»، «غضبًا من يمن الإيمان.. لن نتسامح في القرآن»، «يا غزة يا فلسطين.. أنتم لستم وحدكم».
في تأكيد واضح على وحدة المعركة بين الدفاع عن القرآن ونصرة فلسطين، ورفض أي فصل بين المقدس والموقف السياسي.
وخلال المسيرة، أكد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين أن الشعب اليمني كان ولا يزال في طليعة من ينتصر لكتاب الله ويقف في مواجهة الأعداء، مشيدًا بالحشد الكبير والمشاركة الواسعة، خصوصًا من العلماء، في إدانة الجريمة الأمريكية بحق القرآن الكريم.
وأشار إلى أن هذا الموقف المشرف يُجسّد قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إني لأجد نفس الرحمن من ها هنا»، مؤكدًا أن من سيقف في وجه الطاغوت الأمريكي والإسرائيلي هم رجال الله الذين تشبعوا بمعاني القرآن، وأن أبلغ رد على الإساءة هو هذا الحضور الثابت، والاستمرار في الفعاليات، والالتحاق بدورات «طوفان الأقصى»، وبذل المال، والإعداد لمواجهة الأعداء.
وأكد البيان الصادر عن المسيرة أن ما يتعرض له القرآن الكريم من حملات إساءة متكررة وممنهجة هو جزء من حرب يهودية صهيونية شاملة تستهدف الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، تقودها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ويتبعهم فيها أولياء الشيطان.
وأشار البيان إلى أن هذه الإساءات تتزامن مع استمرار جرائم العدو الصهيوني في فلسطين، واعتداءاته على لبنان، واستباحته لسوريا، وتهديداته لليمن، بدعم أمريكي بريطاني، في ظل تخاذل عربي وصمت عالمي فاضح.
أعلن البيان أن خروج الشعب اليمني في هذه المسيرات المليونية ينطلق من هويته الإيمانية التي شرفه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدًا ثبات الموقف الإيماني في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم، والجهوزية العالية والاستنفار الكامل للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء، ومواجهة كل مخططاتهم التي تستهدف الدين والأمة والمنطقة.
حمّل البيان الولايات المتحدة وبريطانيا والعدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الإساءات، مؤكدًا أنها تنسجم مع سجلهم الإجرامي الحافل بالعدوان والاحتلال وقتل الأبرياء.
ودعا الأمة الإسلامية إلى التحرك والاستنفار، والتعبير عن الغضب والرفض القاطع، ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية حتى لا تكون شريكة في الإجرام.
وأدان البيان بشدة صفقة الغاز المشينة التي عقدتها السلطة المصرية مع كيان العدو الصهيوني، واعتبرها مكافأة له على جرائمه في غزة، داعيًا إلى إلغائها فورًا، وعدم الإساءة لتاريخ مصر وجهاد شعبها، محذرًا من أن عائداتها ستُسخّر لتمويل عدوان جديد على مصر والمنطقة.
مسيرة ميدان السبعين لم تكن مجرد حشد جماهيري، بل إعلان نفير شامل، ورسالة واضحة بأن اليمن، في ظل ثورة 21 سبتمبر، ماضٍ في معركة الدفاع عن القرآن، ثابت في خندق فلسطين، حاضر في مواجهة الحرب الشاملة، وماضٍ حتى إسقاط مشاريع الطغيان والانتصار للحق والمقدسات.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر




التعليقات مغلقة.