العلماء في طليعة المواجهة.. صنعاء تؤكد مسؤولية الانتصار للقرآن وتحوّل الموقف اليمني إلى حُجّة على الأمة

صنعاء سيتي | تقرير خاص

في مشهد يعكس الحضور الفاعل للعلماء في معركة الوعي والدفاع عن المقدسات، احتضنت العاصمة صنعاء لقاءً علمائيًا موسعًا، نظمته رابطة علماء اليمن تحت شعار «مسؤولية العلماء في الانتصار لكتاب الله والمقدسات وتعبئة الأمة لجهاد أمريكا وإسرائيل»، ليؤكد أن معركة الدفاع عن القرآن الكريم ليست شأنًا موسميًا أو عاطفيًا، بل واجبًا دينيًا أصيلًا ومسؤولية تاريخية، وأن الموقف اليمني، قيادةً وشعبًا وعلماء، بات اليوم حُجّة بالغة على الأمة الإسلامية في زمن الصمت والتخاذل.

جاء انعقاد اللقاء في توقيت بالغ الدلالة، في ظل تصاعد حملات الإساءة الأمريكية والصهيونية للمقدسات الإسلامية، وفي وقت يخيّم فيه الصمت المطبق على معظم الأنظمة الرسمية، ليجسّد الدور الريادي لليمن في الدفاع عن حياض الإسلام، وترسيخ موقع العلماء كخط الدفاع الأول عن العقيدة والهوية.

وأكد المشاركون أن الانتصار للقرآن الكريم والمقدسات لا ينفصل عن معركة التحرر الوطني، وأن مواجهة قوى الاستكبار العالمي وأدواتها تمثل المدخل الحقيقي لاستعادة كرامة الأمة وحماية مقدساتها.

أكد القائم بأعمال رئيس حكومة التغيير والبناء، العلامة محمد مفتاح، أن الأعداء يعملون بشكل حثيث على ضرب قدسية المقدسات في نفوس المؤمنين، وتعريضها للإهانة ضمن مخططات صهيونية خبيثة تستوجب يقظة عالية ووعيًا متقدمًا.

وأوضح أن اليمن، بفضل قيادته الحكيمة والربانية الشجاعة، بات يتخذ قرارات مسؤولة جعلت من موقفه موقفًا متقدمًا وملهمًا لشعوب العالم، مشددًا على أن موقف اليمن قيادةً وشعبًا وعلماء يمثّل اليوم حُجّة بالغة على سائر شعوب الأمة الإسلامية التي التزمت الصمت أو اكتفت بالمواقف الرمزية.

من جهته، أكد مفتي الديار اليمنية ورئيس رابطة علماء اليمن، العلامة شمس الدين شرف الدين، أن اليمن كان في طليعة المنتصرين للمقدسات الإسلامية، معتبرًا ذلك مقام شكر وحمد لله تعالى.

وأشار إلى أن الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم جاءت في ظل غفلة واسعة تعيشها الشعوب الإسلامية عن دينها، وهو ما شجّع الأعداء على التمادي في عدوانهم على كتاب الله، مؤكدًا أن هذه الإساءات لن تمر دون تبعات، وأنها تعكس حقدًا وعداءً متجذرين تجاه الإسلام والمسلمين.

بدوره، عبّر أحد مشايخ الأزهر الشريف، العلامة سعيد سلامة، عن إشادته بالموقف اليمني الاستثنائي، معربًا في الوقت ذاته عن أسفه لغياب أي موقف مشرف من المؤسسة الأزهرية تجاه ما تتعرض له المقدسات الإسلامية.

وأكد أن الموقف الوحيد المشرف في هذه المرحلة هو موقف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي تصدى لمشاريع الاستكبار العالمي بشجاعة واقتدار، ورفع راية الدفاع عن القرآن والمقدسات في وقت تراجع فيه كثيرون.

وأكد نائب رئيس رابطة علماء اليمن، العلامة عبدالمجيد الحوثي، أن هذا اللقاء يأتي انتصارًا لكتاب الله، الذي يمثل أعظم ما ينبغي الدفاع عنه في هذا الوجود.

وانتقد حالة الهوان التي وصلت إليها بعض شعوب الأمة، موضحًا أن العجيب ليس في إساءة الأعداء للمقدسات، فهم تاريخيًا قتلة أنبياء، وإنما العجيب في أمةٍ فُصلت عن القرآن حتى غدت جسدًا بلا روح. وأكد أن اليمن، في ظل قيادته الربانية، لا يزال الصوت المعبر عن الإسلام المحمدي الأصيل والمدافع الأول عن المقدسات.

وفي ختام اللقاء، أصدرت رابطة علماء اليمن بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه الإساءة الأمريكية الصهيونية للقرآن الكريم، مؤكدة رفضها القاطع لهذه الأعمال، ومحمّلة الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن تداعياتها.

وأشار البيان إلى أن هذه الإساءات تمثل دليلًا إضافيًا على صوابية موقف الأحرار في مواجهة أمريكا والعدو الصهيوني، داعيًا الأمة الإسلامية إلى العودة الجادة والصادقة إلى القرآن الكريم، تدبرًا واحتكامًا واستجابة لأحكامه.

كما دعا البيان العلماء والمؤسسات العلمائية إلى الاضطلاع بواجبهم الديني والأخلاقي تجاه هذه الانتهاكات، وشدد على أهمية استمرار التعبئة العامة ومواجهة قوى الطاغوت وحلفائهم، مشيدًا بالموقف الإيماني للشعب اليمني وخروجه التاريخي في ميدان السبعين وساحات المحافظات الحرة.

يؤكد اللقاء العلمي في صنعاء أن العلماء حاضرون في قلب المعركة، وأن اليمن، بقيادته وشعبه وعلمائه، ماضٍ في موقعه المتقدم كحصن صامد في الدفاع عن القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، محولًا الموقف الإيماني إلى فعل عملي، والوعي إلى معركة، والصمت إلى إدانة، حتى إسقاط مشاريع الاستكبار وحماية هوية الأمة وكرامتها.