محافظو عدن ولحج والمهرة يحمّلون قوى الاحتلال مسؤولية الفوضى في المحافظات الجنوبية المحتلة

صنعاء سيتي | تقرير خاص

 

تشهد عدد من المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة قوات الاحتلال هذه الأيام حالة من التوتر المتصاعد والصراع بين القوى الموالية للرياض وأبوظبي، في مشهد يعكس تصاعد مخاطر مشاريع التقسيم وتقاسم النفوذ في مشهد يُجسّد حجم التدخلات الخارجية التي تعبث بمناطق يمنية استراتيجية تزخر بالثروات الطبيعية والمواقع البحرية والبرية الحيوية.

تصاعد التوتر في عدن 

حذّر محافظ عدن طارق سلام من تداعيات خطيرة للأحداث الأخيرة، مؤكداً أن ما يجري هو تنفيذ لمخطط يخدم الأطماع الخارجية ويهدد الوحدة اليمنية.

وقال سلام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ):

“ما يجري يأتي تلبية لرغبات المحتل والأطماع الخارجية في اليمن، وهذه التحركات تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وإذكاء الصراعات الداخلية لتقسيم البلاد.”

وأشار إلى أن الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في المهرة وحضرموت، وخصوصاً أبناء المحافظات الشمالية، تعكس حالة من “التطرف والعنصرية البغيضة”، مؤكداً أن هذه الممارسات تمسّ الوحدة الوطنية وتخالف مبادئ المواطنة.

 

محافظ لحج: صراع نفوذ لا علاقة له بأي قضية وطنية

وفي السياق ذاته، أكد محافظ لحج أحمد جريب أن ما تشهده حضرموت والمهرة ليس صراعاً وطنياً كما يروج له، بل هو نتيجة مباشرة لـ”الاحتلال السعودي الإماراتي”.
وقال جريب في تصريحاته لـ(سبأ):

“ذريعة محاربة أنصار الله انكشفت تماماً في المناطق التي لا وجود لهم فيها، حيث تتصارع أدوات المحتلين على النفط والثروات والمواقع الاستراتيجية.”

وأضاف أن ما يجري هو امتداد لسيناريوهات سابقة عاشتها عدن وسقطرى وأبين وشبوة، مشيراً إلى إهانة العلم الوطني من قبل المليشيات المدعومة خارجياً.
ودعا أبناء المحافظات المحتلة إلى عدم الانجرار إلى صراعات تخدم أجندات الخارج، مؤكداً أن المعركة الحقيقية لليمنيين هي التحرير والاستقلال.

تحذيرات من مخطط لتقسيم اليمن انطلاقاً من المهرة وحضرموت

من جانبه، شدد محافظ المهرة القعطبي الفرجي على أن التحركات الجارية في المهرة وحضرموت ليست مجرد خلافات محلية، بل مخطط خطير يخدم مشروعاً خارجياً واسعاً.
وقال الفرجي في تصريحاته:

“ما تشهده المهرة وحضرموت من تحركات سعودية إماراتية هو مخطط خطير ينتهجه العدو الأمريكي الإسرائيلي لتهيئة الأرضية لتقسيم وتمزيق البلد ونهب ثرواته.”

وأوضح أن المجلس الانتقالي والمليشيات التابعة لتحالف الرياض وأبوظبي يعملون على فرض سيطرة كاملة على المحافظتين، وسط تواطؤ واضح بين الطرفين لخدمة مشاريع خارجية.

كما أشار إلى أن الوضع أدى إلى حالة غليان شعبي متصاعدة بسبب ما وصفه بـ”الممارسات العبثية والإجرامية” التي تطال المواطنين.

وأكد الفرجي أن أبناء المهرة أصبحوا أكثر وعياً بمخاطر هذه التحركات، وأكثر إصراراً على مواجهة “الاحتلال”، وقال:

“الاصطفاف الوطني هو الطريق الوحيد لمواجهة الخطر الذي يتهدد البلاد، ووحدة الموقف الشعبي هي السد المنيع أمام مخططات العدو وأدواته.”

في ظل هذه التطورات المتسارعة والتوترات المتصاعدة في المحافظات الجنوبية المحتلة، تتضح ملامح مرحلة حساسة تمر بها المحافظات المحتلة ،  في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالح قوى الاحتلال و أدواتها و يتعارض  مع مصالح اليمنيين  ووحدتهم الوطنية. ومع استمرار التحذيرات التي يطلقها المسؤولون المحليون، تتزايد الدعوات إلى توحيد الصفوف وتعزيز الوعي الشعبي لمواجهة المشاريع التي تستهدف النسيج الاجتماعي وتقويض الاستقرار. وفي الوقت الذي تتصاعد فيه مؤشرات الغضب الشعبي في المحافظات المحتلة، يبقى الرهان قائماً على وحدة الموقف الوطني وقدرته على حماية اليمن من محاولات التفتيت، وصون سيادته واستقلال قراره بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.