42 ألف جريح في غزة: أرقام تنزف وطفولة تُحارب لتبقى
صنعاء سيتي | تقرير خاص
في قطاع غزة المحاصر الذي ينزف منذ أكثر من عام ، تتراكم الحكايات وتعلو آهات المصابين أكثر من الركام لم تعد الحرب صوت القذائف فقط، بل صدى الأرواح التي تغيّرت مساراتها إلى الأبد. آلاف الأشخاص يستيقظون كل يوم على واقع مختلف عمّا عرفوه سابقًا؛ واقع تفرضه إصابات دائمة واحتياجات جديدة في مكان يفتقر لأبسط مقومات الحياة ، و يحاصره العدو و يرتكب فيه أبشع الجرائم .
في هذا القطاع المحاصر أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، أن ما يقارب 42 ألف إنسان في غزة أصيبوا منذ بداية الحرب بإصابات قلبت حياتهم رأساً على عقب. كل رقم من هذه الأرقام هو حياة توقفت فجأة عند لحظة ألم لا يمكن نسيانها.
ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن واحداً من كل أربعة جرحى هو طفل. أطفال كان ينبغي أن تكون خطواتهم السريعة في الأزقة للّعب والضحكات… لا خطوات صناعية تعلّمهم من جديد كيف يقفون، وكيف يعودون للحلم. ولهذا قالت المفوضية إن غزة باتت اليوم موطناً لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث — في جملة واحدة يختصر التاريخ أقسى صوره.
وفي اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، استحضرت المفوضية قصة آلاء طالب، الشابة الفلسطينية التي أصيبت بإعاقة سمعية، و غيرها الكثير من الذين أصيبوا بإعاقات مختلفة كفقدان السمع أو بتر أحد الأطراف بفعل الغارات الإجرامية للعدو الإسرائيلي .
وبينما يمنع الاحتلال الإسرائيلي المنظمات الإنسانية من العمل داخل القطاع لتلبية احتياجات المصابين في ظل الظروف القاسية، يبقى صوت غزة واضحاً “تقديم فتات المساعدات لا يكفي إن تُركت الأرواح محاصرة بالألم” . ورغم الجراح التي أثخنت المجتمع بأسره، يواصل الغزيون التمسك بما تبقى من قوة ورجاء، آملين في غدٍ لا يُقاس فيه الإنسان بما فقد، بل بما يستحقه من حياة آمنة عادلة تنتزع بسلاح المقاومة الثابتة في الميدان من هذا العالم مزودج المعايير.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.