الحرس الثوري بعد اغتيال القائد الطبطبائي: دم الشهيد نار على العدو والردّ الساحق آتٍ في لحظته الحاسمة

صنعاء سيتي | تقرير خاص

في موقف حازم يترجم التزام طهران الصادق في دعم المقاومة وردع الاعتداءات الصهيونية، أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا شديد اللهجة أدان فيه جريمة اغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد هيثم علي الطبطبائي، مؤكدًا أنّ دماء هذا القائد وسائر شهداء محور المقاومة تمثّل رصيدًا استراتيجيًا لمستقبل المنطقة، وتشكل في الوقت نفسه كابوسًا يقضّ مضاجع الصهاينة ويكشف حالة الوهن التي يعيشها الكيان.

ويأتي البيان بعد إعلان حزب الله استشهاد الطبطبائي في غارة صهيونية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في استمرار لسياسة الاغتيالات التي ينتهجها العدو رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي انتهكته “تل أبيب” عشرات المرات خلال الأسابيع الماضية.

جريمة جديدة تكشف مأزق العدو: الاغتيال ليس قوة بل اعتراف بالعجز

أوضح البيان، الذي نقلته وكالة “إرنا”، أنّ الكيان الصهيوني ارتكب جريمة إرهابية جبانة باستهداف القائد الشهيد الطبطبائي، أحد أبرز رجال المقاومة في لبنان، مؤكّدًا أن هذا العمل “ليس دليل قوة بل دليل على ضعفٍ وعجزٍ بلغ حدّ الطريق المسدود أمام إرادة شعوب المنطقة وحركات المقاومة”.

ويشير البيان إلى أنّ العدوّ الصهيوني، الساعي إلى تغطية فشله في غزة ولبنان وسائر الجبهات، يحاول عبر الاغتيالات إحداث خرق في المعادلات، إلا أنّ النتائج تأتي عكس ذلك، حيث تتعزز قناعة محور المقاومة بأن الصراع دخل مرحلة جديدة عنوانها الردع المتبادل وكسر هيبة العدو.

الشهيد الطبطبائي… قائد أحبط مؤامرات التكفيريين

استعاد بيان الحرس الثوري الدور الجهادي الكبير الذي أدّاه الشهيد الطبطبائي خلال سنوات المواجهة مع التنظيمات التكفيرية في سوريا ولبنان، مؤكدًا أنه كان من الذين أسهموا بفعالية في إحباط مؤامرات الإرهاب المدعوم أمريكيًا وصهيونيًا.

وأشار البيان إلى أنّ الشهيد رحل مع ثلّة من رفاقه من أبناء الشعب اللبناني المقاوم، لكنه ترك بصمة واضحة في مسار محور المقاومة، حيث شكّل جزءًا من البنية القيادية التي خطّت الانتصارات على التكفيريين وعلى العدو الصهيوني معًا.

إيران: الردّ حق مشروع.. وسيأتي في وقته المناسب

وشدّد الحرس الثوري في بيانه على أنّ حق حزب الله ومحور المقاومة في الثأر لدماء المقاتلين الشجعان حق محفوظ، وأنّ الردّ قادم “في الوقت المحدد وبصورة ساحقة”، في إشارة تفيد بأنّ الحساب مع العدو لم يُقفل، وأنّ عملية الاغتيال لن تمرّ دون عقاب.

كما لفت البيان إلى صمت المنظمات الدولية وتقاعس المؤسسات الحقوقية العالمية، معتبرًا أن هذا الصمت بمثابة تواطؤ مفضوح مع جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق شعوب المنطقة، بدعم مباشر من حكّام البيت الأبيض.

محور المقاومة متماسك.. والوجهة القدس

وتناول البيان المشهد الإقليمي بشكل أوسع، مشددًا على أن محور المقاومة في ساحاته كافة—العسكرية والسياسية والإعلامية والشعبية—يمضي بوحدة وإرادة صلبة نحو هدفه الرئيسي: تحرير القدس وإزالة الورم السرطاني المسمّى بالكيان الصهيوني.

وأكد الحرس الثوري أنّ دماء الطبطبائي وسائر الشهداء ليست مجرد خسارة، بل ثروة استراتيجية ووقود لمعركة التحرير التي تزداد اشتعالًا وتماسكًا، محذرًا من أن هذه الدماء ستضاعف قوة محور المقاومة وسترفع منسوب الرعب داخل الكيان.

رسالة إلى حزب الله: تهنئة بالشهادة وتعهد بالمضيّ على الطريق ذاته

وفي ختام البيان، وجّه الحرس الثوري التهنئة والتعازي إلى الأمين العام لحزب الله، وإلى قادة المقاومة ومجاهديها، مؤكدًا الولاء لنهج الشهداء، وعلى رأسهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله والشهيد هيثم الطبطبائي.

وختم بالقول إن دماء الشهداء تتوهج في الخنادق وساحات المواجهة، وتشكل كابوسًا مرعبًا للصهاينة، في رسالة واضحة بأنّ المرحلة المقبلة ستكون أشدّ قسوة على العدو وأنّ محور المقاومة ماضٍ في معركة التحرير حتى النصر النهائي.

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.