4 نوفمبر.. ذاكرةٌ لا تُمحى من سجل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن

صنعاء سيتي | تقرير خاص

لا يزال الرابع من نوفمبر يطلّ كل عام حاملاً وجعاً جديداً من ذاكرة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، شاهداً على سلسلةٍ طويلة من الجرائم التي حوّلت المدن الآمنة إلى رماد، والمزارع إلى مقابر صامتة، والمنازل إلى ركامٍ فوق أجساد ساكنيها. ففي مثل هذا اليوم، تتجدّد فصول المأساة التي سُطّرت بدماء الأبرياء في صنعاء وصعدة والحديدة وتعز وحجة ومأرب والجوف وغيرها من المحافظات اليمنية الصامدة.

جرائم 2015: بدايات الحقد واستهداف العاصمة

في الرابع من نوفمبر 2015، شن طيران العدوان سلسلة غارات هستيرية على العاصمة صنعاء، طالت منطقة النهدين بمديرية السبعين ومنطقة نقم بمديرية آزال، ما تسبب في أضرار جسيمة بمنازل المواطنين. كما استهدف المزارع في صافية طامش بمديرية سنحان في محافظة صنعاء، مخلّفاً دماراً واسعاً في المحاصيل والمنازل المجاورة، فضلاً عن خمس غارات دمّرت شبكة الاتصالات في منطقة آل ساري بمديرية مجز بصعدة، في محاولةٍ لقطع شريان التواصل عن المناطق المتضررة.

جرائم 2016: اتساع رقعة العدوان

مع حلول العام التالي، واصل الطيران المعادي جرائمه في 4 نوفمبر 2016، مستهدفاً التبة الحمراء بمديرية همدان، ومناطق متفرقة في نهم، وجبل النبي شعيب في بني مطر. وفي صعدة، انهالت الغارات على مناطق الحمزات والجعملة وآل عقاب وكتاف ورازح، فيما طال القصف الصاروخي والمدفعي مناطق منبه الحدودية. كما امتدت الجرائم إلى البيضاء والحديدة ولحج وتعز، في مشهدٍ يجسّد شمولية العدوان وهمجيته.

جرائم 2017: دماء النساء والأطفال في صدارة الاستهداف

لم يكن العام 2017 أقلّ بشاعة، فقد ارتكب العدوان مجزرة جديدة في مديرية المخا بتعز، راح ضحيتها ثلاثة شهداء وأصيب رابع، فيما استشهدت امرأة في غارة استهدفت منزلها بمديرية الظاهر بصعدة. وتعرضت مديريتا شدا ومنبه لقصف صاروخي ومدفعي سعودي خلّف أضراراً فادحة في منازل ومزارع المواطنين. كما استُهدفت مناطق البقع والأجاشر وباقم والنهدين والعرضي وباب اليمن، لتتوسع دائرة الموت من الحدود إلى قلب العاصمة.

جرائم 2018: مجازر الحديدة وصعدة

في الرابع من نوفمبر 2018، استُشهد رجل وزوجته وأُصيب طفلهما إثر ثلاث غارات لطيران العدوان على منزلهم في منطقة 7 يوليو بمدينة الحديدة، كما طالت الغارات شركة الحمادي للتجارة، وشن العدوان أكثر من 80 غارة على كيلو 16 وشارع الخمسين. وفي صعدة، استُشهد طفل من أبناء طلان بمديرية حيدان تحت وابلٍ من الصواريخ السعودية، فيما تجاوز عدد القذائف التي سقطت على رازح السبعين صاروخاً ومدفعية، خلّفت دماراً واسعاً في الممتلكات.

جرائم 2019: الحديدة مجدداً تحت النار

في العام 2019، لم تتوقف آلة الحرب، إذ أصيبت امرأتان بشظايا قذائف المرتزقة في منطقة السويق بالتحيتا، وتعرضت الدريهمي والمدينة القديمة للقصف المدفعي والرشاشات. كما شن طيران العدوان غارات على باقم ورازح بحجة وصعدة، مستهدفاً منازل ومزارع المواطنين.

جرائم 2020: تصعيد في مأرب والجوف

شهد الرابع من نوفمبر 2020 تصعيداً خطيراً، حيث شن طيران العدوان ثماني غارات على مديرية مدغل بمأرب، وأربع غارات على الحزم بالجوف، وغارات أخرى على صعدة وحجة. تزامن ذلك مع قصف مدفعي طال مناطق متفرقة في الحديدة، وغارتين على مجازة بعسير وأخرى على الشبكة بنجران.

جرائم 2021: القصف الحدودي لا يتوقف

في مثل هذا اليوم من عام 2021، استشهد مواطن وأصيب ستة آخرون بقصف سعودي على مديريتي منبه وشدا الحدوديتين، فيما شن الطيران غارات على الظاهر ومناطق في مأرب وحجة والجوف. كما كثف الطيران التجسسي غاراته على التحيتا بالحديدة، وارتكب المرتزقة انتهاكات جسيمة بقصف مئات القذائف على حيس والجبلية.

جرائم 2022: استمرار الخروقات بعد الهدنة المزعومة

حتى بعد ادعاءات التهدئة، لم يتوقف العدوان في 4 نوفمبر 2022، إذ شن الطيران التجسسي غارتين على مناطق الجبلية وحيس في الحديدة، فيما استحدث المرتزقة تحصينات جديدة وقصفوا المدنيين بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة، تأكيداً على استمرار الحصار والعدوان بأشكال متعددة.

يومٌ يُلخّص وحشية العدوان

إنّ الرابع من نوفمبر ليس مجرد تاريخٍ في التقويم اليمني، بل يومٌ يُلخّص وحشية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن. يومٌ تختزل صفحاته صور الأطفال والنساء والشيوخ تحت الأنقاض، وصوت الطائرات التي لا تعرف للإنسانية معنى. وسيبقى هذا اليوم شاهداً على صمود اليمنيين الذين حوّلوا الجراح إلى عزيمة، والدم إلى وعدٍ بالنصر والحرية.

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.