تصعيد صهيوني خطير في الجنوب اللبناني.. توغّل واغتيال في بليدا وغارات تمتد إلى الجرمق وجزين
صنعاء سيتي | تقرير
في تصعيدٍ جديدٍ يؤكد طبيعة العدو الصهيوني العدوانية وخرقه المستمر لسيادة لبنان، نفّذت قوات العدو الإسرائيلي، فجر الخميس، عملية توغّل خطيرة داخل بلدة بليدا الحدودية جنوب البلاد، ترافقت مع سلسلة غاراتٍ جوية على مناطق متفرقة في الجنوب، ما أسفر عن استشهاد موظف بلدي أعزل وإصابة مشهد الميدان اللبناني بحالة استنفارٍ وغضبٍ واسع.
وبحسب مصادر لبنانية ميدانية، تسلّلت قوة صهيونية مؤلفة من عدة آليات عسكرية إلى داخل بلدة بليدا عند ساعات الفجر الأولى، ترافقها طائراتٌ مسيّرةٌ حلّقت بكثافة فوق البلدة.
وخلال عملية التوغّل، اقتحمت عناصر العدو مبنى البلدية الموقّت وسط البلدة، حيث أعدمت بدمٍ بارد الموظف إبراهيم سلامة الذي كان يبيت داخل المبنى، قبل أن تسيطر على المكان لساعتين كاملتين ثم تنسحب باتجاه الحدود تحت غطاءٍ جوي مكثّف.
وأفادت بلدية بليدا في بيانٍ رسمي أن ما جرى “يشكّل اعتداءً سافرًا على السيادة الوطنية وانتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية”، مؤكدة أن الشهيد سلامة “سقط أثناء قيامه بواجبه البلدي والإنساني في خدمة أبناء بلدته”.
وعقب انسحاب قوات العدو، دخل الجيش اللبناني إلى مبنى البلدية ورفع حالة الاستنفار على امتداد الخط الحدودي، فيما أصدر رئيس الحكومة اللبنانية بيانًا أدان فيه “الاعتداء الصهيوني السافر على مؤسسات الدولة اللبنانية”، واصفًا ما جرى بأنه “خرق خطير لسيادة لبنان وعدوان مباشر على رموز الدولة المدنية”.
بدوره، طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون قائد الجيش باتخاذ “كل الإجراءات اللازمة للتصدي لأي توغّل صهيوني جديد دفاعًا عن الأرض والسيادة وسلامة المواطنين”، معتبرًا أن اغتيال موظف بلدية بليدا “يأتي ضمن سلسلة الممارسات العدوانية ضد المدنيين والبنى التحتية اللبنانية”.
كما أدان وزير الداخلية اللبناني “الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق موظفٍ أعزل داخل مبنى رسمي تابع للدولة اللبنانية”، في حين صدرت بيانات تنديد من بلديات الجنوب، أبرزها برج قلاوية التي وصفت الاعتداء بأنه “انتهاك غاشم للكرامة الوطنية وخطوة استفزازية خطيرة تهدف إلى ترهيب الأهالي وكسر إرادة الصمود”.
وفي موازاة التوغّل البري، شنت طائرات العدو سلسلة غاراتٍ جوية استهدفت المناطق الزراعية في الدمشقية وأطراف الجرمق والعيشية في قضاء جزين، ما أدى إلى وقوع أضرارٍ مادية جسيمة في الممتلكات الزراعية والبنى التحتية.
كما حلّقت الطائرات المسيّرة الصهيونية على ارتفاعٍ منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت والقرى الساحلية في الجنوب، في انتهاكٍ جديدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع منذ 27 نوفمبر 2024، والذي سجّل أكثر من 4600 خرق صهيوني حتى اليوم.
وشهدت بلدة بليدا وقفةً شعبية حاشدة تنديدًا بالجريمة النكراء، رفع خلالها الأهالي شعاراتٍ تؤكد على وحدة الموقف ضد العدو الصهيوني واستمرار التمسك بخيار المقاومة.
وأكد المشاركون أن “الاعتداء على المؤسسات المدنية لن يرهب أبناء الجنوب، ولن يُضعف إرادة لبنان في الدفاع عن أرضه وكرامته”، داعين المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤوليته في مواجهة الانتهاكات اليومية للعدو الإسرائيلي”.
ويأتي هذا التصعيد في سياقٍ واضح من محاولات العدو نقل المعركة إلى الداخل اللبناني وتوسيع نطاق العدوان بعد فشله في تحقيق أي مكاسب ميدانية على جبهة غزة، وسط مؤشرات على أن العدو يسعى لجرّ لبنان إلى مواجهةٍ أوسع بهدف تخفيف الضغط عنه في الجنوب الفلسطيني المحتل.
ويرى مراقبون أن العدوان على بليدا وما رافقه من غارات متزامنة على الجرمق وجزين يعكس مأزق الكيان الصهيوني المتفاقم، وأن هذه الاعتداءات “لن تمر دون ردٍّ”، خصوصًا في ظل تأكيد المقاومة اللبنانية أن كل انتهاكٍ جديد سيقابَل بخياراتٍ ميدانية مؤلمة.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر
التعليقات مغلقة.