قادة وأركان المحور.. شهداء على طريق القدس
صنعاء سيتي | مقالات | أحمد الضبيبي
في خضم معركة “طوفان الأقصى” المباركة، التي جسّدت أسمى آيات الجهاد والصمود، تتجلى عظمةُ المعركة في سبيل الله، معركة تحرير القدس والمسجد الأقصى من دنس المحتلّ الصهيوني الغاصب..
لم تكن هذه الجولة مُجَـرّد مواجهة عسكرية عابرة، بل كانت نداءً صادقًا لوحدة الأُمَّــة، استجاب له صفوة القادة والأركان، الذين أدركوا أن القدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي محراب الأُمَّــة ومحور عزتها..
وقد انخرطت نخبة القادة في هذه الملحمة، مؤكّـدين بالدم والروح مكانة الجهاد التي لا تعلوها مكانة، وأن التضحية في سبيل الله هي السبيل الوحيد للعزة والتحرير.
وحدة الصفوف في مواجهة تحالف الباطل وأمام التحالف الصهيوني الغربي، المدعوم بكل ثقله المادي والعسكري والسياسي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وكل الغرب الكافر، برز تحالفٌ مباركٌ آخر، هو “محور الجهاد والمقاومة والقدس”..
لقد توحدت رايات هذا المحور وساحاته، وامتدت أيادي الدعم والإسناد الصادق للمقاومة الفلسطينية في غزة، من لبنان واليمن وإيران والعراق، وكان هذا الاصطفاف جهادًا بكل معنى الكلمة؛ إذ خاض المحور المعركة بكل بسالة وفداء، غير آبهٍ بالتهديدات والوعيد، مؤمنًا بوحدة المصير والقضية..
وإن هذا التلاحم لم يكن مُجَـرّد تصريحات، بل ترجم إلى مواقف عملية، وثمن باهظ دفعته قياداته.
الثمن الباهظ لصدق الموقف لقد أثبت محور الجهاد والمقاومة صدقه في إسناد المقاومة الفلسطينية والقدس، ودفع ثمنًا باهظًا نتيجة هذا الموقف الشجاع والمبدئي..، حَيثُ بدأت قائمة الشرف هذه بقادة الصف الأول، الذين ارتقوا شهداء على درب العزة في طريق القدس وعلى رأسهم، الرئيس الإيراني الشهيد آية الله إبراهيم رئيسي، يليه سيد شهداء الأُمَّــة سماحة العشق السيد حسن نصرالله وصفيه الهاشمي رضوان الله عليهم، الذين قدموا أرواحهم فداءً للأُمَّـة وقضيتها المركزية.
وتوالت القائمة لتشمل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، ورئيس الوزراء اليمني الشهيد أحمد غالب الرهوي ورفاقه الوزراء الشهداء..
إن اختلاط دماء هؤلاء القادة، من مختلف جبهات المحور، هو شهادة على عمق الإيمان بوحدة المعركة ووَحدة الهدف.
تجدد القيادة وعصية المحور على الكسر، لم يرتدع العدوّ الصهيوني الغاصب عن جرائمه، بل مضى قدمًا في محاولاته اليائسة لكسر إرادَة المحور عبر اغتيال قادة أركان جيشه، حَيثُ استهدف العدوّ أركان المقاومة الإسلامية في لبنان الشهيد القائد الجهادي فؤاد شكر، وأركان كتائب القسام الشهيد القائد الجهادي محمد الضيف، وأركان القوات المسلحة الإيرانية الشهيد القائد الجهادي محمد باقري، كما طالت يد الغدر أركان القوات المسلحة اليمنية الشهيد القائد الجهادي محمد عبدالكريم الغُماري.
وقد ظن العدوّ الصهيوني أن اغتيال قادة الصف الأول وأركان جيش المحور يعني القضاء على القيادة وإطفاء شعلة المقاومة..
لكن الحقيقة الساطعة هي أن هذا المحورَ عصيٌّ على الكسر؛ فَكلُّ شهيد عظيم يخلفُه قائدٌ جهادي، يحمل الراية ويكمل المسيرة، غير هيابٍ أَو متردّد، مؤكّـدًا أن جذوةَ الجهاد متقدة ولن تنطفئ.
وختامًا ثبات محور الجهاد على الموقف حتى التحرير، إن الثمن الباهظ الذي دفعه محور الجهاد والمقاومة، واختلاط الدماء الطاهرة لقادته وأركان جيشه إسنادًا لغزة والقدس، يجعل المحور أكثر تمسكًا وثباتًا على موقفه..
ولم تكن هذه التضحيات إلا تأكيدًا على العهد بالمضي في طريق القدس حتى النهاية..
فالدماء الزكية التي سالت تزيد المحور إصرارا على إسناد المقاومة الفلسطينية والقضية الفلسطينية، حتى تحرير القدس وكل تراب فلسطين المحتلّة من دنس الاحتلال الصهيوني الغاصب.
فعهد الشهداء دينٌ في أعناق الأحياء، والمسيرة مُستمرّة حتى النصر المبين.
التعليقات مغلقة.