صنعاء سيتي | متابعات
يثير تقاطع “خرائط ترامب” مع الواقع الميداني في غزة تساؤلات خطيرة حول طبيعة المشاريع المطروحة للمنطقة، فبدلاً من أن تُبشّر بخطة للانسحاب أو إقامة الدولة الفلسطينية، تتكشّف ملامح مشروع يهدف إلى إبقاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة وضم أجزاء واسعة من الأراضي الفلسطينية، ولكن هذه المرة، بغطاء تفاوضي دولي.
الخطط التي طرحتها الإدارة الأمريكية السابقة، والتي أُطلق عليها “صفقة القرن” أو “خرائط ترامب”، رسمت حدودًا جديدة تكرّس السيطرة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية وتطالب بتغييرات جذرية في جغرافية غزة، مما يضع مستقبل القطاع على المحك.
يخشى المحللون والمراقبون السياسيون من أن يكون الهدف الحقيقي من وراء الدفع بمثل هذه “الخرائط” اليوم هو خلق واقع جديد لا يمكن التراجع عنه. هذا الواقع يتمثل في:
- تكريس السيطرة: تحويل الوجود العسكري الإسرائيلي إلى حالة دائمة تحت مسميات مختلفة (مثل “مناطق عازلة” أو “ترتيبات أمنية طويلة الأمد”).
- تفتيت الوحدة: استغلال الحاجة المُلحة للمساعدات وإعادة الإعمار في غزة لفرض شروط سياسية تقوّض الوحدة الفلسطينية وتمهد لسيطرة إقليمية ودولية تدعم مصالح الاحتلال.
- غطاء دولي: استخدام الآلية التفاوضية الدولية كأداة لشرعنة نتائج الاحتلال وفرض الإملاءات الإسرائيلية على الطرف الفلسطيني، ليتحول “التفاوض” من وسيلة لإنهاء الاحتلال إلى أداة لإدامته.
إن التناقض الصارخ بين وعود الانسحاب والسلام وبين الإجراءات الميدانية والخرائط السياسية المطروحة يدفع الكثيرين إلى الجزم بأن ما يجري ليس خطة سلام بل “خارطة طريق” جديدة لـالاحتلال الدائم، تستغل الظروف الحالية لغزة وتُلبسها ثوب “الحل السياسي”. يبقى السؤال هو: هل سيتمكن المجتمع الدولي من فضح هذا المشروع أم سيتم تمريره تحت ستار الترتيبات الأمنية والإنسانية؟
التعليقات مغلقة.