خطة ترامب.. تصفية فلسطين وخيانة عربية..!
صنعاء سيتي | تقرير خاص
في خطوةٍ صادمة على الصعيدين العربي والدولي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليكشف عن خطته التي ليست سوى مشروع لتصفية القضية الفلسطينية.
لم يكن الإعلان مجرّد مبادرة سياسية أو محاولة سلام، بل رسالة وقحة تقول إن غزة لم تعد ملكًا لشعبها، وإن الحقوق الوطنية باتت أوراقًا في يد واشنطن وتل أبيب تُدار وفق أهواء الاستكبار العالمي.
خطة ترامب لم تُصمم لحماية الفلسطينيين ولا لإنهاء الحرب، بل جرى إعدادها لتشريع وجود العدو وتمكينه من أهدافه التوسعية، وتغليف التصفية تحت لافتة خادعة اسمها “الإدارة الدولية المؤقتة”.
لم يكتفِ ترامب بالكلمات، بل رسم ملامح “شرق أوسط جديد” يتحدث عنه بوقاحة وكأنه المالك الوحيد لمصير شعوبه، المفهوم لم يكن شعارًا دبلوماسيًا بقدر ما كان إعلان استكبار: المنطقة تحت وصاية أمريكية–صهيونية، والشعوب العربية والإسلامية مجرد بيادق في رقعة مصالح الكيان الصهيوني.
ترامب تفاخر علنًا بتعاون أنظمة عربية وإسلامية مع خطته، واعتبر ذلك إنجازًا شخصيًا، في استهزاء واضح بدماء الفلسطينيين وتضحياتهم، لقد كشف بصراحة أن المنطقة تُدار بمنطق الصفقات، وأن دماء الشهداء مجرد ثمنٍ لتمرير مشروع الاستعمار الجديد.
الموقف المخزي لبعض الحكومات العربية والإسلامية لم يكن أقل خطورة من الخطة نفسها، صمت البعض، وموافقة آخرين، يعكس حجم الانحدار السياسي وخيانة الرسالة التاريخية للأمة.
التطبيع لم يعد خطوة هامشية، بل غطاء كامل يُشرعن التآمر على فلسطين، ويمنح واشنطن وتل أبيب أدوات إضافية لفرض الهيمنة، كل تنازل يُكتب في سجل العار، وكل سكوت يقتل حقًا ويمنح الاحتلال عمرًا جديدًا.
في مقابل خيانة الأنظمة، تقف غزة صامدة شامخة، رغم الحصار والدمار والمجازر، يرفض أهلها الخضوع أو البيع في سوق المساومات، غزة اليوم ليست قطعة أرض معروضة على موائد السياسة، بل أيقونة المقاومة وميدان الشرف، حيث تتجسد الإرادة الشعبية في أنقى صورها.
المقاومة في غزة ليست خيارًا سياسيًا، بل حق طبيعي ووجود لا يمكن مصادرته، كل محاولات التصفية ستتحطم على صخرة صمود شعب قرر أن يعيش بكرامة أو يُستشهد على أرضه.
إفشال الخطة لا يكون بالشعارات وحدها، بل بخطوات عملية على المستويات كافة:
ـ تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية كخيار لا بديل عنه لحماية الثوابت.
ـ فضح خيانة الأنظمة المتواطئة على مستوى الإعلام والسياسة لإسقاط غطاء الشرعية عنها.
ـ التحرك القانوني والدبلوماسي عبر المحافل الدولية لملاحقة الاحتلال وكشف بطلان الخطة.
ـ تفعيل التضامن الشعبي والرسمي عربيًا وإسلاميًا وعالميًا، لتبقى فلسطين في صدارة القضايا الإنسانية والسياسية.
هذه الخطوات تجعل المواجهة أكثر صلابة، وتضمن أن تبقى فلسطين قضية حية لا تُطمس تحت مؤامرات الكبار.
خطة ترامب، ومباركة بعض الأنظمة، لا تعكس إلا ذلًّا وانحدارًا سياسيًا غير مسبوق، لكنها في الوقت نفسه كشفت عمق صلابة الشعب الفلسطيني، الذي يرفض الاستسلام ويؤكد أن فلسطين لا تُباع ولا تُشترى.
غزة ستبقى قلب فلسطين النابض، ورمزًا لا يموت مهما اشتدت المؤامرات، الرسالة واضحة: لا للوصاية، لا للتصفية.. نعم للحقوق.. نعم للمقاومة.. فلسطين باقية، والكرامة لن تُباع، ومهما بلغت غطرسة المستكبرين، ستظل إرادة الشعوب الحرة هي الحَكم الفصل.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر
التعليقات مغلقة.