صنعاء سيتي | متابعات
أكد السفير في وزارة الخارجية اليمنية، عبدالله علي صبري، أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة وإعادة الاعتبار لمفهوم الحرية والاستقلال، وذلك من خلال تحرير القرار الوطني من الوصاية الخارجية التي سيطرت على اليمن لعقود طويلة.
وفي مداخلة له على قناة “المسيرة”، أوضح صبري أن الثورة رسخت استقلالية القرار اليمني، وهو ما لم يكن موجوداً في السابق، مشيراً إلى أن الوصاية الخارجية تكرست بشكل واضح بعد ثورة 2011 عبر ما عُرف بـ “المبادرة الخليجية”، وبتدخلات مباشرة من السفراء الأجانب، وعلى رأسهم السفير الأمريكي.
وأضاف صبري أن ثورة 21 سبتمبر صححت هذا الانحراف، وأثبتت أن العلاقات مع أي دولة يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشروعة، وأن اليمن لم يعد “حديقة خلفية” لأي دولة.
واعتبر أن العدوان الخارجي الذي واجهته الثورة كان أكبر تحدٍ لها، لكن بفضل صمود الشعب وتطور قدراته العسكرية، تمكن اليمن من الدفاع عن أهداف الثورة في الحرية والاستقلال. وشدد على أن معركة اليمن اليوم ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا هي امتداد طبيعي لمسار الثورة، وتؤكد أن اليمن يمتلك قراره المستقل، وأصبح فاعلاً في المعادلات الإقليمية.
أشار السفير صبري إلى أن ثورة 21 سبتمبر كانت “ثورة سلم وشراكة”، تجسدت في اتفاق السلم والشراكة الذي رعته الأمم المتحدة، ووقعت عليه كل الأطراف السياسية الرئيسية. وأوضح أن هذا الاتفاق كان يهدف إلى إرساء التفاهمات السياسية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، لكن التدخلات الخارجية، وخاصة من السعودية، أحبطت هذه المساعي.
قال السفير صبري إن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتصحيح الانحرافات التي أعقبت ثورة 26 سبتمبر 1962، والتي شملت انتشار الفساد المالي والإداري وتوريث الحكم واحتكار المناصب العليا، مما أضر بالقيم الاجتماعية وأحدث أزمات اقتصادية.
وأكد أن الثورة التزمت بمبادئ واضحة، منها إحلال الأمن والسلم وتجنب الحرب الأهلية، حيث عملت اللجان الشعبية على حماية مقرات الأحزاب وبيوت قياداتها. وخلص صبري إلى أن القيم الأصيلة للثورة تعززت خلال مواجهة العدوان، حيث هب الشعب اليمني موحداً في مختلف الجبهات، مجسداً إرادة الاستقلال والسيادة.
التعليقات مغلقة.