الطريق إلى القدس.. عبر وعي الأُمَّــة وجهاد أبنائها

صنعاء سيتي | مقالات | أصيل علي البجلي

 

 

{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.. هكذا تتجلى بوضوح خارطةُ الطريق التي رسمها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والتي لا تنحرفُ قيدَ أنملُة عن صراط الله المستقيم.

إنها خارطة تتجاوز حدود الجغرافيا، لتربط صنعاء بغزة في وحدة مصيرية، وتُعيد صياغة مفهوم النصر في زمن الهزائم المتتالية. فما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد صراع إقليمي، بل هو معركة وجودية بين مشروعين: مشروع المقاومة الذي يستمد قوته من السماء، ومشروع الخيانة الذي يستجدي حماية الشيطان.

لقد بيّن السيد القائد أن الطريق إلى القدس لا يمر عبر عواصم التطبيع، ولا عبر أروقة الأمم المتحدة، بل يمر عبر وعي الأُمَّــة، وجهاد أبنائها. ففي الوقت الذي راهنت فيه أنظمة العار على سراب الحماية الأمريكية، انطلق اليمنيون استجابة لنداء الإيمان، ليعلنوا تضامنهم مع فلسطين بالفعل لا بالقول، وليُثبتوا أن غزة ليست وحيدة. هذا الموقف المشرّف لم يكن عاطفةً عابرة، بل كان نتاجًا لرؤية قرآنية عميقة، تؤمن بأن نصرة المستضعفين واجب شرعي لا يتهاون فيه المؤمنون.

وفي سياق هذه المعركة الشاملة، تتكشف أبعاد جديدة لمخطّطات العدوّ، فجرائم الاستهداف الممنهجة للمواطنين في أمانة العاصمة، وتحديدًا في مديرية التحرير، ليست مُجَـرّد حوادث عسكرية عابرة، بل هي حلقة من حلقات الحرب النفسية التي يشنها العدوّ لكسر إرادَة الصمود. إن العدوّ يدرك جيِّدًا أن موقف اليمن من غزة ينبع من ضمير حي، ومن عقيدة راسخة، ولذلك يحاول أن يضرب في عمق المجتمع، ليُشعل فتنةً داخليةً ويُضعف الجبهة الداخلية. لكن وعي الشعب اليمني، المستمد من توجيهات السيد القائد، كان دائمًا بالمرصاد لهذه المؤامرات. فالدم اليمني الذي يُراق في التحرير، هو ذاته الدم الذي يُراق في غزة، وهو وقود هذه المعركة المقدسة.

إن خطاب السيد القائد لم يكن مُجَـرّد تحليل سياسي، بل كان بيانًا إلهيًّا يكشف نوايا العدوّ ويكسر حواجز الخوف. ففي الوقت الذي حاول فيه العدوّ إيهامنا بأن مقاومته مستحيلة، جاءت الضربات اليمنية في البحر الأحمر لتقول إن “المستحيل” هو بقاء أمريكا و(إسرائيل) في المنطقة. هذه الرسائل الصاروخية هي ترجمة عملية لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}، فهي ليست مُجَـرّد قوة عسكرية، بل هي قوة إرادَة وإيمان لا تلين.

وهكذا، تتحول صنعاء إلى منارة للأمل، ويتحول اليمن إلى فجر جديد لهذه الأُمَّــة. فالنصر ليس حكرًا على من يملك القوة المادية، بل هو حليف من يملك الإيمان الصادق والعزم الأكيد. إن خارطة طريق النصر التي وضعها السيد القائد هي دعوة للجميع للعودة إلى الله، وإلى نهج المقاومة، وإلى الوحدة في مواجهة العدوّ الواحد. إنها رسالة واضحة: القدس لن تُحرّر إلا بأيدي المؤمنين الصادقين، وأن غزة هي البوصلة التي تهدي الأُمَّــة نحو طريق الخلاص والنصر.

التعليقات مغلقة.