“صدى سوشال”: 1247 انتهاكًا رقميًا ضد الفلسطينيين في يونيو.. وإنستغرام يتصدر القمع

صنعاء سيتي | متابعات

 

كشف مركز “صدى سوشال” للحقوق الرقمية عن تصاعد حاد في الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم، موثقًا 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر يونيو 2025. وصف المركز هذا التصعيد بأنه “منظّم ومتعدد الأطراف”، ويتزامن مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة والتعبير.

 

إنستغرام في صدارة الانتهاكات وحملات حذف واسعة:

أوضح تقرير “صدى سوشال” أن الانتهاكات توزعت بين منصات رقمية كبرى، وجهات رسمية إسرائيلية، ومستخدمين أفراد. لم تقتصر الحملة الرقمية على حذف المحتوى أو تقييد التفاعل، بل شملت أيضًا تهديدات مباشرة وتحريضًا ممنهجًا وحملات تشهير إلكترونية.

تصدرت منصة إنستغرام قائمة الانتهاكات بنسبة 45.7% من الإجمالي، تلتها فيسبوك ويوتيوب بنسبة 20% لكل منهما. أما إكس (تويتر سابقًا) وواتساب، فسجلتا 5.7%. شملت هذه الانتهاكات حذف منشورات، وتقييد الوصول والتفاعل، وإغلاق حسابات، خاصة تلك التي توثق جرائم الاحتلال أو تدافع عن الرواية الفلسطينية، في سياق يوصف بأنه “تقييد ممنهج للرأي الفلسطيني في الفضاء الرقمي”.

سلط التقرير الضوء بشكل خاص على التصاعد غير المسبوق في حذف القنوات الفلسطينية على يوتيوب خلال يونيو، بما في ذلك قنوات تجاوز عدد متابعيها 300 ألف مشترك، دون إنذارات مسبقة، مما يعكس استهدافًا واضحًا للإعلام الفلسطيني.

 

تحريض رقمي وتهديدات مباشرة للصحفيين والنشطاء:

رصد “صدى سوشال” 904 منشورات تحريضية على تليغرام استهدفت صحفيين ونشطاء فلسطينيين، إلى جانب 223 منشورًا على إكس و120 منشورًا على فيسبوك. تنوعت هذه المضامين بين التحريض والتشهير والذم، في محاولة لتشويه السمعة وتقويض العمل الحقوقي والإعلامي الفلسطيني.

وأشار التقرير إلى حملات تحريض شخصية مكثفة استهدفت صحفيين وناشطين بارزين، بعضهم تعرض للاغتيال لاحقًا، مثل مؤمن أبو العوف. كما رُصدت حملة إلكترونية لتشويه صورة الناشط السياسي الراحل نزار بنات.

 

منع الجزيرة وعزل غزة رقميًا:

وثّق المركز أيضًا اتصالات مباشرة من ضباط إسرائيليين إلى نشطاء في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، هددوا خلالها الفلسطينيين بالاعتقال إذا لم يحذفوا منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أشار التقرير إلى حملة تحريض إسرائيلية ممنهجة ضد قناة الجزيرة، انتهت بقرار رسمي بمنع القناة من العمل داخل الأراضي المحتلة، في خطوة اعتبرها المركز جزءًا من سياسة التعتيم الإعلامي المتعمدة.

وشهد شهر يونيو انقطاعات متكررة للاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، في سياسة وصفها المركز بـ”التعمد في تقييد وصول المعلومات ومنع التغطية الإعلامية” بهدف منع العالم من متابعة المجازر والانتهاكات.

 

دعوات للمحاسبة وحماية الحقوق الرقمية:

اختتم “صدى سوشال” تقريره بالتأكيد على أن الانتهاكات الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من منظومة القمع الإسرائيلي، محذرًا من أثرها المباشر في خنق الأصوات الحرة والتغطيات الحقوقية والإعلامية.

ودعا المركز إلى محاسبة المنصات الرقمية الكبرى على قراراتها التقييدية والتمييزية، والعمل على توفير الحماية القانونية للصحفيين والناشطين الرقميين، وضمان حقهم في التعبير والنشر والوصول العادل للمعلومات، في مواجهة “الرقابة الجائرة والإقصاء المتعمد”.

كيف يمكن للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التصدي بفعالية لهذه الانتهاكات الرقمية الممنهجة؟

التعليقات مغلقة.