غروندبرغ في عدن: صنعاء غير متفائلة

صنعاء سيتي| صحافة

 

 

عاد المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى مدينة عدن، لأول مرة منذ عشرة شهور، لبحث عدد من الملفات الإنسانية المتعثّرة. وأعلن غروندبرغ أنّ جولته الحالية تهدف إلى إنعاش مسار السلام والعمل مع الأطراف اليمنية على استكمال النقاش حول آلية تنفيذ «خارطة الطريق» المعلنة أواخر عام 2023. ودعا في تسجيل مصوّر نشره على منصة «إكس» لدى وصوله إلى المدينة، مساء أمس، إلى إيجاد حلول مستدامة للوضع الاقتصادي وتعزيز الأمن الداخلي، مشدّداً على أهمية اتخاذ قرارات فاعلة من قِبل جميع الأطراف اليمنية لإخراج البلاد من حالة الجمود والتوجّه نحو تسوية شاملة تنهي سنوات الحرب. وأشار إلى أنّ «الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من التأجيل».

 

ويعكس الحراك الأممي الذي ترى فيه مصادر في صنعاء محاولة قد لا يُكتب لها النجاح في ظل تمسّك الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي بقرار وقف التفاوض مع «أنصار الله» بذريعة التصنيف الأميركي للحركة كمنظمة إرهابية أجنبية، مسعى من الأمم المتحدة لاستثمار أجواء التهدئة الإقليمية الناتجة من توقف الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، وكذلك استمرار سريان اتفاق التهدئة البحرية بين صنعاء وواشنطن. وأرجعت المصادر، في حديثها إلى «الأخبار»، عدم توقّعها نجاح مَهمة المبعوث الحالية، إلى عدم امتلاك القوى الموالية للتحالف قرار السلم والحرب، وارتهانها للولايات المتحدة، مؤكّدة أنّ «قرار السلام في اليمن لا يزال قراراً سعودياً».

المبعوث الأممي يسعى لاستثمار أجواء التهدئة بعد انتهاء الحرب الإيرانية – الإسرائيلية

وتشير التحرّكات الأخيرة للولايات المتحدة إلى أنّ الأخيرة لا تزال تقف عقبة كأداء أمام مساعي السلام في اليمن، خاصة وأنها اعترضت، الأسبوع الماضي، عبر القائم بأعمال سفيرها لدي اليمن، جوناثان بيتشيا، على أي مساعٍ محلّية أو دولية تفضي إلى توافق بين حكومة صنعاء والحكومة الموالية، بشأن إعادة تصدير النفط الخام اليمني، مقابل صرف مرتّبات موظفي الدولة في مناطق سيطرة «أنصار الله».

 

ورغم التحذيرات الدولية من خطورة الانهيار الاقتصادي في مناطق سيطرة حكومة عدن، واستمرار حالة الانهيار اليومي لسعر صرف العملة المحلّية، فإنّ الخيارات المتاحة أمام «المجلس الرئاسي» في عدن محدودة لمعالجة هذا التدهور. واعترفت تلك الحكومة بعجزها عن صرف مرتّبات موظفيها منذ أشهر في ظل توقّف دعم التحالف لها، وهو ما أثار مطالبات بضرورة فتح قنوات تَواصل مع صنعاء، والتفاوض لخلق معالجات اقتصادية توقف انهيار الأوضاع المعيشية في المحافظات الجنوبية، التي تشهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ أكثر من شهر.

 

*رشيد الحداد: الإخبارية اللبنانية

التعليقات مغلقة.