باكستان قلقة من تداعيات الحرب على إيران: استقرار طهران مصلحة حيوية لإسلام آباد

صنعاء سيتي| باكستان

 

 

أثارت الحرب الإسرائيلية-الأميركية على إيران مخاوف عميقة لدى باكستان، القوة النووية التي تستعد لصراع استراتيجي مع الهند، الحليف الأبرز لإسرائيل في آسيا. هذه التطورات أعادت الدفء للعلاقات الإيرانية-الباكستانية بعد فترة من التوتر.

 

لطالما كانت باكستان على خلاف مع إسرائيل في صراع الشرق الأوسط، لا سيما بمشاركتها في حرب أكتوبر 1973. ولم تنظر إسرائيل إلى باكستان إلا كعدو بعيد/قريب، خاصة بعد امتلاكها القنبلة النووية، وهو ما أكده بنيامين نتنياهو في مقابلة سابقة عن نية إسرائيل مهاجمة باكستان بعد إيران.

 

ورغم المحاولات الأمريكية لإنشاء علاقات بين باكستان وإسرائيل، والتي زادت بعد “اتفاقيات أبراهام”، لم تنجح دعوات التطبيع في باكستان، حيث تعبر الغالبية السياسية والشعبية عن عداء واضح لإسرائيل وتمسك بالقضية الفلسطينية.

 

تتزامن هذه التطورات مع توتر العلاقات الباكستانية-الهندية، التي وصلت إلى اشتباكات جوية مؤخرًا، بينما تتعمق العلاقة الهندية-الإسرائيلية، وتظهر الهند كحليف رئيسي للغرب وإسرائيل في جنوب آسيا. وتمتلك باكستان معلومات عن مشاركة خبراء إسرائيليين مباشرة في مساعدة القوات الهندية لشن هجماتها الأخيرة ضد إسلام آباد باستخدام مسيرات إسرائيلية.

 

ترى باكستان أن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو جرس إنذار أخير حول خطورة التمدد الإسرائيلي في الشرق الأوسط وآسيا على الأمن القومي الباكستاني والإسلامي، في ظل غياب الرغبة العربية لمواجهة هذا التوسع. يقرأ الباكستانيون في الهجوم الإسرائيلي على طهران جرأة غير مسبوقة بشن عدوان جوي منفرد ضد دولة مسلمة بحجم إيران بدعم أمريكي، دون مراعاة للتوازنات الدولية.

 

كما تُقلق باكستان مساعي إسقاط النظام الإيراني، التي لا يخفيها الإسرائيليون. ويعتبر سيناريو انهيار النظام في إيران أو اهتزازه كابوسًا لإسلام آباد، لما يعنيه ذلك من فوضى كبيرة على حدودها الغربية، وخطر تقسيم إيران، مما يشجع الجماعات القبلية والإثنية على التحرك، ويحرك النشاط الإرهابي على نطاق واسع، خصوصاً مع وجود جماعات تتلقى دعمًا من الاستخبارات الهندية، حسب زعم إسلام آباد.

 

ورغم امتعاض الصحافة الباكستانية من الموقف الإيراني خلال الاشتباك الهندي-الباكستاني، إلا أن الموقف الهندي المنحاز لإسرائيل أثناء هجومها على إيران، عزز العلاقة الباكستانية-الإيرانية.

التعليقات مغلقة.