صنعاء سيتي | فلسطين
بعد مرور 630 يومًا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام في 7 أكتوبر 2023، لا يزال الشرق الأوسط يعيش على وقع مفاجآتها وارتداداتها الإقليمية. يرى محللون أن هذه الحرب دفعت “محور المقاومة” إلى اشتباك مفتوح متعدد الجبهات، بينما يرفض آخرون تحميل المقاومة مسؤولية انفجار المنطقة، مؤكدين أنها نتيجة طبيعية لعقود من الاحتلال والقمع.
يقول د. محمد مختار الشنقيطي، الأكاديمي والمحلل السياسي، إن “الطوفان لا يزال يدهشنا بتحولات لم تكن في الحسبان”، مشيرًا إلى أن الحرب في إيران جزء من التغيير الاستراتيجي الذي أحدثه طوفان الأقصى. ويوافقه الرأي د. محسن صالح، مدير مركز “الزيتونة” للدراسات، الذي يرى أن الاحتلال الإسرائيلي وسّع دائرة المواجهة، مما دفع الأطراف المقابلة للرد دفاعًا عن وجودها.
ويربط القيادي في حماس محمود المرداوي المسارات ببعضها، مؤكدًا أن ما تلا الطوفان من لبنان إلى اليمن والعراق وإيران، بات يُنظر إليه كجبهات مترابطة ضمن معركة واحدة. ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة أن الاشتباك العسكري بين إسرائيل وإيران هو أحد تداعيات 7 أكتوبر، حيث ترى إسرائيل في إيران “رأس الأفعى”.
ويرفض د. أحمد عطاونة، مدير مركز “رؤية للتنمية السياسية”، تحميل المقاومة مسؤولية ما جرى، مؤكدًا أن “وجود المقاومة هو نتيجة طبيعية لوجود الاحتلال”. ويتفق معه المختص بالشؤون الدولية حسام شاكر، الذي يرى أن 7 أكتوبر ليس منشأً للأحداث، بل “هو نتاج وليس منشأً” لعقود من القمع والتهويد والتطبيع.
ويرى المرداوي أن “طوفان الأقصى” بدأ كمشروع تحريري فلسطيني، ثم تحول إلى شرارة إقليمية، ويرسي اليوم أسس مشروع “أممي مقاوم”. بينما يرى شاكر أن المشروع “بدا ممكنًا، لكنه ارتبك” ولا يمكن الحديث عن مشروع أممي متكامل.
أما عن السيناريوهات المتوقعة للمقاومة في غزة، فيرى المحللون أن مشروع المقاومة لا يبدو مرشحًا للانطفاء، بل قد يستمر بأشكال متنوعة. ويعتقد محمد الأخرس أن الاحتلال الإسرائيلي كان يراهن على استسلام المقاومة، لكن هذا الرهان فشل ولن ينجح، فالمقاومة “لن تقبل بحلول تؤدي إلى تصفية الوجود الفلسطيني في قطاع غزة”.
ويؤكد محمد المختار الشنقيطي أن “المقاومة ستبقى ما دام الاحتلال موجودًا”، مشيرًا إلى أن غزة ستكون رأس الحربة في توسيع المواجهة إذا اتسع الصراع، أو تدخل المقاومة في حالة كمون مؤقت إذا تم احتواء الصراع. ويرى أن الاحتلال الإسرائيلي كان يأمل أن يؤدي اشتعال الجبهة مع إيران إلى شل المقاومة في غزة، لكن العكس هو ما حدث.
ويفضل نتنياهو سيناريو “الاشتباك المستمر” في غزة، بينما تسعى المقاومة إلى كسره باتفاق شامل يوقف النار فعليًا. ويشير الأخرس إلى احتمال انتقال المعركة إلى الضفة الغربية. ويؤكد عطاونة أن الفلسطينيين لم يتخلوا عن مواجهة الاحتلال، وأن شكل المقاومة ومستواها يتحددان بحسب السياق، لكنها ستبقى ما دام الاحتلال موجودًا.
ويخلص المرداوي إلى أن المسارات السياسية لم تنضج بعد لتلبية تحديات “الطوفان”، وأن المقاومة تدير المعركة برؤية طويلة المدى، معتبرة أن الصراع “استنزاف متبادل” حتى تحقيق التحرر.
التعليقات مغلقة.