بين الظل والنار: العلاقات الإيرانية البريطانية.. تاريخ من التوتّر والعداء

موقع صنعاء سيتي – صحافة

 

رغم الادّعاءات المتكرّرة بعدم الانخراط المباشر في الحرب التي شنّتها “إسرائيل” على إيران، أعلن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أنّ بلاده بدأت بتحريك مقاتلات وأصول عسكرية نحو منطقة الشرق الأوسط، في خطوة وصفها بـ”الاستعدادات الاحتياطية” تحسّباً لأيّ مواجهة واسعة النطاق بين إيران و”إسرائيل”.

 

كشفت تصريحات ستارمر، عن انتقال بريطانيا من موقع المراقبة والدعوة إلى “ضبط النفس” إلى خطوات عملانية تنسجم مع مواقف داعمة لـ”إسرائيل” ضمن تحالف غربي أوسع، لطالما عمل على تطويق الجمهورية الإسلامية.

 

هذه التطوّرات تزامنت مع إعلان القوات البحرية الإيرانية اعتراضها مدمّرة بريطانية في بحر عُمَان، كانت قد دخلت شمال المحيط الهندي، بحسب بيان رسمي صدر عن العلاقات العامّة للمنطقة البحرية الأولى. وأوضح البيان أنّ المدمّرة “كانت تخطّط لإرشاد صواريخ إسرائيلية”، قبل أن يتمّ رصدها ومتابعتها على مدى 24 ساعة، وإجبارها على تغيير مسارها والتراجع عن دخول مياه الخليج.

 

وينذر السلوك العسكري البريطاني في المياه الإقليمية بإمكانية توسّع نطاق الصراع وامتداده إلى خطوط تماس مباشرة بين الجمهورية الإسلامية والقوى الغربية الداعمة للعدوان الإسرائيلي، وهو ما قد يحوّل المشهد الإقليمي إلى ساحة صدام مفتوحة متعدّدة الأطراف.

 

*العلاقات الأمنية المتوترة بين إيران وبريطانيا قبل اندلاع الحرب

منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شكّلت العلاقة مع بريطانيا إحدى أكثر ملفات السياسة الخارجية الإيرانية حساسيةً وتعقيداً.

إذ لم تكن لندن يوماً مجرّد قوة استعمارية سابقة تركت خلفها أثراً ثقيلاً في الذاكرة الوطنية الإيرانية، بل احتفظت أيضاً بدور متجدّد في مشاريع الهيمنة الغربية على المنطقة، ما جعلها في نظر طهران قوةً منخرطةً دائماً في الصراع معها، وإن اختبأت أحياناً خلف دبلوماسية ناعمة، أو شراكات اقتصادية متقطّعة.

 

*الميادين نت

التعليقات مغلقة.