“أطباء العالم”: هجوم إسرائيلي استهدف أحد مقراتنا في غزة أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال

موقع صنعاء سيتي – متابعات – 16 ذو الحجة 1446هـ

أعلنت منظمة “أطباء العالم” الدولية، أن أحد مكاتبها في قطاع غزة قد تعرض لهجوم جوي من قبل طائرات مسيّرة إسرائيلية، في قصف استهدف مبنى يقع في مدينة دير البلح وسط القطاع صباح الثلاثاء.

وأسفر الهجوم، وفق ما ورد في بيان المنظمة، أمس الأربعاء، عن مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، من بينهم أربعة أطفال، ومراهق، وثلاثة بالغين، كانوا جميعًا في الطابق العلوي الذي أصيب بشكل مباشر.

وأكدت المنظمة أن المكتب المستهدف كان مُعرّفًا ومُسجّلًا رسميًا لدى السلطات العسكرية الإسرائيلية، ضمن ما يعرف بالمواقع “المخفّفة النزاع”، التي يُفترض أن تكون محمية من أي استهداف عسكري بموجب القانون الدولي الإنساني والتنسيق الإنساني المسبق. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم توجيه أي تحذير مسبق يسمح بالإخلاء أو اتخاذ تدابير وقائية قبل الضربة.

وقال سيمون تايلر، مدير منظمة “اطباء العالم”: “هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف وتدمير مكاتبنا في غزة، رغم أنها معلنة بوضوح، ومسجلة لدى السلطات الإسرائيلية، وتحظى بوضع حماية إنساني رسمي. من غير المقبول أن تُضرب المساحات الإنسانية مرارًا وتكرارًا دون محاسبة.”

وأضاف تايلر، في تصريحه: “إننا نطالب الدول الفاعلة بأن تتجاوز الإدانة اللفظية وتتخذ خطوات عملية وفعالة لضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإغاثي في غزة، الذين يواجهون مخاطر متزايدة في كل يوم.”

وتقع منطقة دير البلح، حيث يقع المكتب، في نطاق كان يُعدّ حتى وقت قريب بمنأى نسبيًا عن القصف، وتضم العديد من مكاتب المنظمات الإنسانية، إضافة إلى أعداد كبيرة من النازحين من شمال غزة وخان يونس، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية للموقع من الناحية الإنسانية.

المنظمة ختمت بيانها بالتشديد على أن ما جرى “انتهاك خطير” للقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أنها لم تتلق أي تبرير رسمي من مكتب التنسيق والارتباط (CLA) الإسرائيلي، رغم محاولاتها المتكررة للتواصل.

وترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.