بي بي سي” تهاجم البيت الأبيض بسبب تشويه تغطيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة

موقع صنعاء سيتي-صحافة

رفضت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” مزاعم البيت الأبيض حول تغطيتها للحرب في غزة.

وفي تقرير على موقعها أعدته بابرا تاستش، قالت فيه إن “بي بي سي” رفضت انتقاد البيت الأبيض لتغطيتها حرب غزة، ووصفت الزعم بأنه “خطأ مطلق”.

ففي إحاطة للمتحدثة الإعلامية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، قالت فيها للصحافيين إن بي بي سي “صدّقت كلام حماس” عندما نشرت تقريرا عن عدد القتلى في حادث إطلاق النار على الفلسطينيين قرب مركز توزيع المساعدات. وزعمت ليفيت كذبا أن بي بي سي تراجعت عن تقريرها. وفي بيان لبي بي سي جاء فيه إن “الادعاء بأن بي بي سي حذفت القصة بعد مراجعة اللقطات خاطئ تماما، لم نحذف أي تقرير ونتمسك بمصداقية عملنا الصحافي”.

 وقالت الهيئة إنها حدثت تغطيتها بلقطات جديدة وأرقام جديدة طوال اليوم، وهو “أمر طبيعي في القصص الإخبارية المتطورة بسرعة”.

ولفتت إلى أن الأرقام عن الضحايا الفلسطينيين تشير إلى 15 من المسعفين، وإلى 31 من وزارة الصحة التابعة لحماس، والبيان النهائي من لجنة الصليب الأحمر، أو هناك 21 شخصا في مستشفى ميداني تابع للجنة. وهي تقارير متضاربة عما حدث يوم الأحد، عند مركز توزيع قرب رفح.

وأفاد شهود عيان مدنيون ومنظمات غير حكومية ومسؤولون صحيون، بتعرض أشخاص لإطلاق نار أثناء انتظارهم الطعام عند نقطة توزيع مساعدات. لكن الجيش الإسرائيلي نفى هذه التقارير، ونفى أن يكون جنوده قد أطلقوا النار على مدنيين بالقرب من الموقع أو داخله.

وقالت مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل وتدير حاليا عملية توزيع المساعدات، إن هذه التقارير “مفبركة تماما”. ولا تسمح إسرائيل لمنظمات الأخبار الدولية، بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية بدخول غزة، بشكل يصعب فيه التحقق مما يحدث في القطاع.

ووقع يوم الثلاثاء حادث مماثل عندما قال مسؤولون محليون إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مدنيين أثناء محاولتهم جمع المساعدات، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية مشتبه بهم تحركوا نحو الجنود “خارج الطرق المحددة”.

وفي إشارة إلى تقرير بي بي سي يوم الأحد، قالت ليفيت إن الهيئة البريطانية ظلت تغير أعداد الضحايا في القصة، واتهمتها بأنها حذفت القصة في النهاية. وقالت الهيئة في تقرير لها يوم الاثنين إن لقطات فيديو انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل لا علاقة لها بعملية توزيع المساعدات كما يزعم. لكن الفيديو لم يظهر على قنوات بي بي سي ولا في تقاريرها، وعليه “فالخلط بين القصتين مضلل”.

وقالت بي بي سي إنه “من الضروري إطلاع الناس على حقيقة ما يحدث في غزة. ولا يسمح حاليا للصحافيين الدوليين بدخول غزة، ونرحب بدعم البيت الأبيض لدعوتنا للسماح لهم بالوصول الفوري”.

وحمّلت ليفيت يوم الثلاثاء، صفحة مطبوعة من موقع بي بي سي حيث اتهمت الهيئة بتعديل وحذف التقرير. وقالت: “الإدارة على علم بهذه التقارير، ونحن نتحقق حاليا من صحتها، لأننا، للأسف، على عكس بعض وسائل الإعلام لا نصدق كلام حماس تماما. نفضل التدقيق في تصريحاتهم، على عكس بي بي سي. ثم انتظروا واضطروا إلى تصحيح قصتهم وحذفها بالكامل، قائلين: راجعنا التسجيلات ولم نجد أي دليل على أي شيء”.

وقال جوناثان مونرو، نائب مدير أخبار بي بي سي، إن هذه الادعاءات خاطئة، مضيفا: “من المهم احترام الصحافة الرصينة وأن تدعو الحكومات إلى حرية الوصول إلى غزة”. كما اتهم جيريمي بوين، المحرر الدولي في المؤسسة، البيتَ الأبيض بشن هجوم سياسي. وقال: “بصراحة، إدارة ترامب ليس لديها سجل جيد عندما يتعلق الأمر بقول الحقيقة نفسها”. و”تطرح في الأساس وجهة نظر سياسة”.

وقال: “إسرائيل لا تسمح لنا بالدخول لأنها تفعل أشياء هناك، على ما أعتقد، لا يريدوننا أن نراها، وإلا لسمحوا بحرية التغطية”. وأضاف: “لقد غطيت الحروب على مدار 40 عاما تقريبا.

وغطيت أكثر من 20 حربا، وأقول لكم، حتى عندما تحصل إذن للتغطية الكاملة، يكون من الصعب حقا الإبلاغ عنها. وعندما لا تتمكن من الدخول، يصبح الأمر أكثر صعوبة”.

التعليقات مغلقة.