غزة.. إبادة جماعية مستمرة وحصار يضاعف المعاناة
صنعاء سيتي | تقرير خاص
71,269 شهيدًا فلسطينيًا و171,232 جريحًا.. أرقام تثقل الضمير الإنساني وتكشف حقيقة الإبادة الجماعية المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023م.. وسط خروقات يومية لاتفاق وقف إطلاق النار، يواجه المدنيون الفلسطينيون استمرار القتل العمد، التجويع، الانتهاكات الإنسانية، وانهيار كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، فيما تحاول سلطات الاحتلال طمس الحقائق ومنع وصول المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
ارتفعت حصيلة شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 71,269 شهيدًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى 171,232 إصابة. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، فإن العدو يمارس خروقات يومية، ويواصل استهداف المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنازحين في مخيمات البريج والنصيرات والمغازي.
آخر هذه الخروقات استشهد فيها طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في رفح، وأصيب خمسة مدنيين آخرين في وسط القطاع، وهو استمرار للسياسة الإجرامية التي تهدف إلى إرهاب المدنيين وإخضاعهم للتجويع والحرمان.
استنكر مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الدكتور منير البرش، تهديد كيان الاحتلال بوقف عمل أكثر من 30 مؤسسة طبية دولية، مؤكدًا أن الهدف هو طمس الحقيقة وإسكات العالم عن الجرائم الصهيونية.
كما أدانت وكالة الأونروا القيود المفروضة على عمل المنظمات الإنسانية، محذرة من استمرار تعرض العملية الإغاثية للخطر، مشيرة إلى أن نحو 1.6 مليون فلسطيني يواجهون سوء تغذية خطيرًا، في ظل منع إدخال المساعدات الحيوية، بما في ذلك الغذاء والدواء وقطع الغيار لمحطات المياه والصرف الصحي.
حذرت بلدية خان يونس من توقف كامل للخدمات الأساسية بسبب نقص الوقود، وهو ما يهدد تشغيل المرافق المائية والصحية ويعرض نحو 900 ألف نازح للخطر الشديد.. وقد أدى المنخفض الجوي الأخير إلى اقتلاع آلاف الخيام، وغرق مناطق سكنية بمياه الأمطار والصرف الصحي، فيما أظهرت فرق اليونيسف وفاة أطفال نتيجة هذه الظروف القاسية، كان آخرهم الطفل عطا ماي (7 سنوات)، الذي غرق في فيضان شديد بمخيم السودانية شمال غرب غزة.
وأكدت اليونيسف على الحاجة الملحة لتدخل عاجل لإدخال مواد الإغاثة الأساسية، وخطوط مياه مؤقتة، ومستحضرات النظافة، والبطانيات، والمشمعات المقاومة للماء، لضمان الحد الأدنى من الحماية للأطفال والأسر الفلسطينية.
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن بيانات صادمة حول العام 2025، موضحًا أن:
-
أكثر من 2.4 مليون نسمة تعرضوا لحرب إبادة شاملة وتجويع ممنهج.
-
82 يومًا منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مع استمرار الخروقات.
-
دُمِّرت نحو 90% من البنية العمرانية، ويسيطر الاحتلال على 55% من مساحة القطاع.
-
استشهد 29,117 فلسطينيًا ومفقود 3,400 آخرون، منهم 5,437 طفل و2,475 امرأة.
-
475 شهيدًا نتيجة الجوع وسوء التغذية، بينهم 165 طفلاً.
-
توفي 622 مريض كلى من أصل 1,244 بسبب نقص الغذاء والرعاية.
-
تعرض أكثر من 213,000 أسرة للنزوح القسري، مع دمار شامل للوحدات السكنية والمراكز التعليمية والصحية والدينية.
-
الخسائر الاقتصادية المباشرة تقدر بـ 33 مليار دولار.
استهدفت قوات كيان الاحتلال خلال العام 2025:
-
22 مستشفى خارج الخدمة و211 سيارة إسعاف مدمرة.
-
34 مسجدًا دُمّر كليًا و100 مسجد جزئيًا، و3 كنائس، و21 مقبرة من أصل 60.
-
106,400 وحدة سكنية دُمّرت كليًا، و66,000 بشكل بالغ، و41,000 جزئيًا.
-
دُمرت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والطرق، والمرافق الحكومية والثقافية والرياضية.
-
تضررت الأراضي الزراعية بنسبة 80%، وقطاع الصيد البحري بالكامل، مع خسائر فادحة في الثروة الحيوانية.
تؤكد جميع التقارير أن الأطفال في غزة، وعددهم ملايين، يتعرضون لمخاطر الموت جوعًا ومرضًا، في ظل منع العدو الإسرائيلي إدخال الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، مع استمرار الفيضانات وانقطاع الخدمات الأساسية. وتستمر سياسات كيان الاحتلال في غزة كـ”إبادة جماعية بطيئة”، هدفها قتل المدنيين وتجويعهم وإرهابهم.
غزة، برغم كل الإبادة، تظل رمزًا للصمود الفلسطيني، وأيقونة الحقيقة التي يحاول كيان الاحتلال طمسها.. الأرقام والصور الإنسانية تؤكد أن جرائم الاحتلال لم تتوقف، وأن الشعب الفلسطيني ما يزال يواجه حرب إبادة جماعية شاملة، تتطلب تحركًا عاجلًا لإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، خاصة الأطفال والنساء والمسنين، من الموت البطيء تحت الحصار والقصف.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر
التعليقات مغلقة.