31 ديسمبر.. جراح لا تلتئم وذكرى لا تمحوها السنوات من سجل العدوان

صنعاء سيتي | تقرير خاص

31 ديسمبر ليس مجرد يومٍ يحمل في طيّاته وداعًا لعامٍ مضى واستقبالًا لآخر، بل هو يومٌ يُعاد فيه فتح الجراح ويستعاد فيه تاريخ طويل من الجرائم التي ارتكبتها قوى العدوان ضد شعبٍ لم يعرف الخضوع أو الانكسار.. في هذا اليوم، تتكشف أمامنا صفحات جديدة من السجل الأسود للجرائم التي ارتكبه تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ضد الأبرياء.

بين سماءٍ امتلأت بشظايا الموت وطائرات القتل، وأرضٍ ارتوت بدماء الشهداء، يُحفر في ذاكرة الشعوب مشاهد مجازر لُطّخت بها مدنٌ وأرياف، وامحت فيها عائلاتٌ بكاملها من السجلات المدنية.. وما زال العدوان، رغم كل شيء، مُصرًّا على المضي قدمًا في تجسيد مشهد القتل والدمار، حتى آخر لحظة من كل عام.

2015.. عام يُختَتم بالمجازر

في 31 ديسمبر 2015، اختتم العدوان عامه الأول بمجزرة مروّعة في مديرية خيران المحرق بمحافظة حجة، حيث استشهد 15 مواطناً بينهم نساء وأطفال إثر غارتين أصابتا منزل أحد المواطنين والمنازل المجاورة. وتواصلت الغارات على ذمار والجوف ومأرب وتعز حيث استُهدف ميناء المخا والمنشآت المدنية، كما امتد القصف السعودي إلى مديريات رازح والظاهر وكتاف في صعدة، ليشمل القرى والمزارع والطرق.

2016.. النزوح لا يحمي من الموت

استهدف الطيران منطقة سكنية تؤوي نازحين في ذوباب بمحافظة تعز، ما أدى لاستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة. كما ضربت الغارات نهم، صرواح، وصعفان في صنعاء وأريافها متسببة بأضرار جسيمة. صعدة كانت الأكثر حضوراً في قائمة الجرائم، إذ تعرضت مناطق في كتاف وباقم والملاحيظ لقصف وغارات متلاحقة خلّفت دماراً واسعاً في ممتلكات السكان وبيوتهم.

2017.. الطرق العامة تتحول إلى مقابر

استشهد أربعة مواطنين في غارة جوية استهدفت الطريق العام في غولة عجيب بعمران، فيما تواصل القصف في مأرب وحجة والحديدة، حيث جُرح مواطنان إثر غارة على مزرعة بمديرية التحيتا. وفي صنعاء استهدفت غارتان منطقة النهدين في السبعين، بينما شهدت نهم قصفاً وإلقاء قنابل ضوئية في مشهد رعب ممنهج.

2018.. تواصل الاستهداف الحدودي

واصل طيران العدوان ضرباته على صعدة بـغارات على آل علي وشعبان في رازح، ومناطق متفرقة في باقم، مستهدفاً المنازل والمزارع. وهو العام الذي شهد تزايداً في عمليات الطيران دون طيار كأداة مكمّلة لمسار الحرب.

2019.. القصف يلاحق الأحياء السكنية

قصفت مرتزقة العدوان حارة الشهداء في مديرية الحالي بـأربعة صواريخ كاتيوشا وتتابعت القذائف على حيس والدريهمي، فيما أُنشئت تحصينات عسكرية جديدة في الجاح ببيت الفقيه استعداداً لاستمرار الاعتداءات.

2020.. الاستهداف المباشر لصنعاء

أعلن الطيران مع نهاية العام استهداف العاصمة صنعاء بشكل فجّ، عبر غارة على مطار صنعاء الدولي وأخرى على قاعدة الديلمي، بالإضافة إلى سبع غارات على ريمة حميد في سنحان وغارات على بني حشيش. في المقابل، تواصل القصف والتمشيط في الحديدة، بينما تستمر التحصينات العسكرية للمرتزقة في مزارع المواطنين.

2021.. الوجع يمتد إلى آخر يوم في العام

استهدف العدوان مديرية عسيلان بأربع غارات، والسوادية بغارة أخرى، وشن 17 غارة على منطقة البلق بوادي مأرب. كل ذلك وسط تواصل القصف والتحصينات في الحديدة، ما جعل الأيام الأخيرة من العام نسخة مطابقة لسنوات النار السابقة.

2022 – 2024.. مخلفات الموت تواصل القتل

لم تكن نهاية الأعوام اللاحقة أقل وطأة، ففي 2022 أُصيب ثلاثة مواطنين ومهاجر أفريقي بقصف سعودي على الرقو بصعدة، وفي 2024 استشهد ثلاثة مواطنين بانفجار أجسام من مخلفات العدوان في مديرية الدريهمي، ليؤكد العدوان أن أثره القاتل يمتد حتى بعد توقف الطائرات.

شاهد سنوي على جريمة متجددة

لا شيء يطوي صفحة 31 ديسمبر.. فهو شاهد سنوي على جريمة متجددة وحقيقة واحدة: أن اليمنيين ينهون كل عام بالدم لكنهم يدخلون الذي يليه بالإيمان والصمود… وما بين الوجع والثبات تتشكل المعادلة التي تحوّل الدم إلى قدرة على الانتصار.

*نقلاً عن 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.