بيان السيد القائد حول التطورات في الصومال.. تشخيص الخطر ورسم خطوط المواجهة
صنعاء سيتي | تقرير خاص
جاء بيان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله حول إعلان العدو الصهيوني اعترافه بما يسمى “إقليم أرض الصومال” ليؤكد موقفًا سياسيًا واستراتيجيًا متكاملًا، يتجاوز حدود الإدانة، ويضع هذا التطور الخطير في سياقه الحقيقي بوصفه حلقة متقدمة من مشروع عدواني واسع يستهدف الصومال واليمن والقرن الإفريقي، ويهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن، ضمن مسار معلن لتغيير وجه المنطقة.
البيان، بنبرته الواضحة ومضامينه الحازمة، لا يتعامل مع الخطوة الصهيونية كحدثٍ منفصل، بل كجزء من مسار تفتيتي ممنهج، ويقدّم قراءة استباقية لطبيعة المخاطر، ويعلن معادلة ردع واضحة إزاء أي تموضع صهيوني في هذه الجغرافيا الحساسة.
يؤكد البيان أن ما أعلنه العدو الصهيوني لا يملك أي قيمة في ميزان الحق أو القانون الدولي، كونه صادرًا عن كيان مغتصب لا يتمتع أصلًا بالشرعية، ولا يملك أهلية الاعتراف بالآخرين أو نزع سيادتهم، وعليه، فإن هذا “الاعتراف” يُعد فعلًا عدوانيًا مباشرًا يستهدف وحدة الصومال وسيادته، ولا يمكن التعامل معه كإجراء دبلوماسي طبيعي.
يوضح البيان أن الهدف الحقيقي للعدو الصهيوني ليس دعم كيان محلي أو الاعتراف بحقوق سياسية، بل السعي إلى إيجاد موطئ قدم عسكري وأمني في واحدة من أخطر مناطق العالم الجيوسياسية، فإقليم أرض الصومال، وفق هذا التصور، يُراد له أن يتحول إلى منصة لأنشطة عدائية تستهدف الصومال والبلدان الإفريقية واليمن، وتهدد أمن البحر الأحمر وخليج عدن.
يربط السيد القائد هذه الخطوة بمشروع أشمل لتفكيك الدول وإعادة رسم خرائط النفوذ، معتبرًا أن الصومال ليست سوى حلقة في سلسلة، وأن النموذج المستخدم فيها قابل للتكرار في ساحات عربية وإسلامية أخرى، إذا ما تُرك المشروع الصهيوني دون مواجهة حازمة ومسؤولة.
في تحوّل نوعي، ينتقل البيان من مستوى التحذير السياسي إلى إعلان معادلة ردع صريحة، باعتبار أي تواجد صهيوني في إقليم أرض الصومال هدفًا عسكريًا للقوات المسلحة اليمنية، وتكمن أهمية هذا الإعلان في أنه يربط أمن الصومال مباشرةً بأمن اليمن، ويضع البحر الأحمر في قلب معادلة المواجهة المفتوحة، باعتباره ساحة واحدة مترابطة لا يمكن فصلها سياسيًا أو عسكريًا.
لا يغفل البيان الإشارة إلى وجود أطراف محلية متواطئة تسهّل للعدو الصهيوني التغلغل والتمدد، مؤكدًا أن أخطر أدوات المشروع الصهيوني ليست فقط قواعده ومنظوماته العسكرية، بل العملاء والخونة الذين يفتحون الأبواب من الداخل، ومن هنا تأتي الدعوة للضغط على هذه الأطراف، وإفشال أي مساعٍ لتحويل جزء من الصومال إلى منصة تهديد إقليمي.
يدعو السيد القائد الدول العربية والإسلامية، ولا سيما الدول المطلة على البحر الأحمر، إلى اتخاذ خطوات عملية وحازمة تتجاوز حدود البيانات السياسية، نحو إجراءات سياسية ودبلوماسية وقانونية واضحة، لدعم وحدة الصومال، ومساندة شعبه، والتصدي للمشروع الصهيوني في هذه المنطقة الحساسة
يعيد البيان التأكيد على أن ما يجري في الصومال والبحر الأحمر مرتبط جوهريًا بالقضية الفلسطينية، محذرًا من أن التخاذل في نصرة الشعب الفلسطيني هو ما شجّع العدو على التمدد والتمادي في بقية الساحات، فالعدو واحد، والمشروع واحد، وأي تفريط في ساحة فلسطين يفتح الباب لمزيد من الاختراق والهيمنة في سائر بلدان الأمة.
يقدّم بيان السيد القائد قراءة استراتيجية متقدمة للتطورات الأخيرة، لا تكتفي بتشخيص الخطر، بل تحدد مساره وأبعاده، وتعلن بوضوح معادلات الردع وحدود المواجهة.
إنه بيان يضع المنطقة أمام اختبار تاريخي حاسم: إما موقف عربي وإسلامي مسؤول يقطع الطريق على مشاريع التفتيت والهيمنة، أو صمت يتيح للعدو توسيع دائرة عدوانه، وفي هذا الوضوح، تتجلى قوة البيان وثقله السياسي والاستراتيجي.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر




التعليقات مغلقة.