المنخفض الجوي يفاقم مأساة غزة.. ارتفاع الشهداء إلى 71,267 واستمرار الانتهاكات الصهيونية رغم الهدنة
صنعاء سيتي | تقرير خاص
في قطاعٍ محاصر منذ أكثر من عامين على وقع حرب إبادة متواصلة، تتداخل فصول المأساة بلا توقف: عدوان صهيوني يحصد الأرواح، وحصار يمنع الإغاثة، ومنخفض جوي يحوّل ما تبقى من الحياة إلى جحيم مفتوح، وسط صمت عالمي يزداد تواطؤًا كل يوم.. وبينما تُسجّل وزارة الصحة أرقامًا جديدة للشهداء والمصابين، تتهاوى خيام العائلات ويغرق النازحون تحت السيول والبرد، وتنهار مبانٍ كانت شاهدة على القصف لتتحول إلى رُكام يبلع من بقي حيًا.
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد شهداء الإبادة الصهيونية إلى 71,267 شهيدًا و171,222 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي فقط، وثّقت السلطات الصحية 414 شهيدًا و1,145 إصابة و680 شهيدًا انتُشلوا من تحت الأنقاض، ما يؤكد أن “الهدنة” لم تكن سوى غطاء لاستمرار القتل بطرق متعددة.
ولا تزال أعدادٌ كبيرة من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إذ تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بفعل الدمار والحصار ونقص الإمكانيات.
بالتزامن مع استمرار العدوان، ضرب منخفضٌ جوي قطبي قطاع غزة، فاقتحمت السيول مخيمات النازحين وغرقت آلاف الخيام.
ووفق الدفاع المدني الفلسطيني، فقد:
-
انهارت 18 بناية سكنية بشكل كامل
-
وتعرّضت أكثر من 110 مبانٍ لانهيارات جزئية خطيرة
-
وتطايرت أو غُمرت 90% من خيام النازحين
-
وسُجّل أكثر من 700 نداء استغاثة خلال أيام المنخفض
-
فيما لقي 25 مواطنًا مصرعهم نتيجة البرد والانهيارات، بينهم 6 أطفال
وفي الإحصاءات الحكومية، تضرّر المنخفض الأخير من ديسمبر ما يقارب ربع مليون نازح، من أصل 1.5 مليون ينامون في خيام بدائية لا تقي بردًا ولا مطرًا.
الدائرة الصحية في غزة تدق ناقوس الخطر.
فبحسب الهلال الأحمر:
-
تفشي مرض الكبد الوبائي (A) نتيجة تلوّث مياه الشرب
-
تدمير 80% من شبكات المياه خلال العدوان
-
انتشار واسع للنزلات المعوية والإنفلونزا، خاصة بين الأطفال
-
نقص حاد في الخدمات الطبية والوقود والأدوية والمأوى الصحي
هذه الوقائع تُترجم يوميًا إلى وفيات جديدة، منها وفاة طفل رضيع عمره شهران بسبب البرد القارس، ليصل عدد المتوفين بسبب البرد إلى 3 خلال يوم واحد فقط.
قال فيليب لازاريني، المفوّض العام للأونروا، إن طقس الشتاء “يفاقم معاناة مستمرة منذ أكثر من عامين” في غزة، وإن الأمطار “تعني المزيد من البؤس والموت”، مؤكدًا أن المساعدات “لا تصل بالكمية المطلوبة”، وأن القطاع يحتاج بشكل عاجل إلى 200 ألف وحدة سكنية مسبقة الصنع لتوفير الحد الأدنى من الإيواء للنازحين.
المكتب الإعلامي الحكومي وثّق 969 خرقًا صهيونيًا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، أسفرت عن:
-
418 شهيدًا
-
1,141 مصابًا
وتُعد هذه الانتهاكات خرقًا واضحًا للقانون الدولي ولجوهر الهدنة، وتؤكد أن الاحتلال لا يزال يخوض حربًا فعلية رغم صمت العالم.
غزة اليوم ليست مدينة منكوبة فحسب، بل ساحة تُخاض فيها حربان في وقت واحد:
-
حرب نار وقصف وقتل وحصار
-
وحرب برد وجوع وغرق ومرض
وبينما تتساقط الخيام وتنهار المباني وتتزايد أرقام الشهداء، يبقى العالم متفرجًا، كأن دم أهل غزة خارج الجغرافيا وخارج المعادلة الإنسانية.
*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر
التعليقات مغلقة.