الشيخ نعيم قاسم في مفصل تاريخي: نزع السلاح “وهم صهيوني” لإسقاط لبنان في التبعية.. ولن نكون “حراساً” لحدود الاحتلال
صنعاء سيتي | متابعات
في خطاب اتسم بوضوح الرؤية السياسية والتحذير من مخاطر المرحلة، رسم الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، معالم المواجهة الحالية مع المشروع “الأمريكي-الصهيوني”، مؤكداً أن لبنان يقف اليوم في قلب عاصفة تهدف إلى سلب سيادته تحت مسميات “حصرية السلاح” والوصاية الدولية.
وجاءت كلمات الشيخ قاسم خلال الحفل التأبيني للقائد الجهادي المؤسس الحاج محمد حسن ياغي (أبو سليم)، لتبعث برسائل حاسمة في الداخل والخارج حول ثوابت المقاومة ومستقبل الاتفاقات الأمنية.
واعتبر الشيخ نعيم قاسم أن الطروحات الداعية لنزع سلاح المقاومة في التوقيت الراهن ليست سوى “مشروع إسرائيلي-أمريكي” مغلف بعناوين وطنية مضللة. وأوضح أن الهدف الحقيقي من هذا المسعى هو:
-
إنهاء القدرة العسكرية للبنان: تجريد الدولة من عنصر قوتها الأساسي أمام الأطماع الصهيونية.
-
إثارة الفتنة الداخلية: محاولة زرع الخلاف بين المقاومة وبيئتها، وضرب العلاقة الإستراتيجية والمتينة مع “حركة أمل”.
-
فرض الوصاية: تحويل لبنان إلى ساحة مستباحة أمنياً واقتصادياً تحت التحكم الأمريكي الذي يرعى الفساد ويحمي رموزه منذ عام 2019.
وشدد قاسم على أن الدفاع عن جنوب لبنان هو دفاع عن كيان الدولة ككل، قائلاً: “إذا سقط الجنوب فلن يبقى لبنان”، متسائلاً باستنكار عن سبب غياب البعض عن واجب الدفاع عن السيادة وتفرغهم لمساءلة من يحمي الأرض.
وانتقد الأمين العام لحزب الله بشدة السلوك الإسرائيلي تجاه اتفاق عام 2024، مؤكداً أن العدو لا يزال يمعن في اعتداءاته خرقاً لكل المواثيق.
ولفت إلى أن الجانب اللبناني قدم التزامات وتنازلات وصفها بـ “المجانية”، في حين لم يقدم الاحتلال أي التزام مقابل، بل واصل توغلاته الأمنية وعمليات الاختطاف، مستشهداً بحادثة اختطاف الضابط أحمد شكر.
ووجه قاسم رسالة حازمة للمجتمع الدولي: “ليس مطلوباً من لبنان أن يكون شرطياً لدى إسرائيل، نحن أصحاب أرض ونطالب بالعدالة”. وأكد أن المقاومة لن تقبل بفرض إملاءات جديدة قبل أن يلتزم العدو بالانسحاب الكامل وتوقف العدوان براً وبحراً وجواً، والبدء الفوري في عملية إعادة الإعمار.
وأشاد الشيخ قاسم بمشهد التعاون القائم بين الجيش اللبناني والمقاومة، معتبراً أن هذا التلاحم هو ما يزعج الأعداء الذين يريدون تحويل الجيش إلى “أداة بطاشة” ضد شعبه.
وأكد أن نجاح الدولة في لبنان ارتبط بوجود المقاومة كظهير وسند، مقارناً ذلك بتجارب إقليمية أخرى تعثرت بغياب هذا التكامل.
وفي الشأن الداخلي، أكد أن حزب الله قدم نموذجاً “نظيف الكف” في العمل النيابي والحكومي، وساهم بفعالية في بناء الدولة وخدمة الناس، مشدداً على أن الحزب لن يتراجع عن حقه في الدفاع عن النفس وفي الوقت ذاته المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل الوطن.
وفي استحضاره لسيرة الراحل القائد “أبو سليم ياغي”، وصفه الشيخ قاسم بأنه “رفيق درب سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله” وعمود من أعمدة الجيل المؤسس الذي زاوج بين العمل الجهادي الميداني والخدمة البرلمانية والاجتماعية.
وأكد أن نهج “أبو سليم” المستمد من مدرسة الإمام الصدر والإمام الخميني سيبقى منارة للمقاومين، تعكس احتضان أهل البقاع الأوفياء لخيار العزة والكرامة.
وختم الشيخ نعيم قاسم خطابه بنبرة ملؤها الثقة، مؤكداً أن المقاومة ستبقى أعزّة وأقوياء مهما عظمت التضحيات، مخاطباً العدو: “اركبوا أقصى خيلكم واستخدموا وحشيتكم.. فلن نتراجع ولن نستسلم، ومن كان مع الله فلا يبالي”.
التعليقات مغلقة.