قراءة في خطاب السيد عبد الملك حفظه الله في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام

كالمعتاد بدأ الخطاب بموضوع المناسبة وهي ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (ع).. لكن الخطاب كان هذه المرة يعرِف من هو الإمام زيد وما قصته وتربيته ….إلخ  مع أن الكثير من الحاضرين يعرفون هذه التفاصيل … إلا أن الخطاب كان موجه بشكل أكبر إلى الخارج في العالم العربي والإسلامي لأنهم لم يعرفوا عن الإمام زيد الكثير .. كما انه في اليمن فقط تقام هذه المناسبة بخلاف عاشوراء الذي يقام في أكثر من دولة ومنطقة في العالم .

وفي مجمل المحور الأول وباختصار شديد ابدى  السيد تخوفه وانزعاجه من قضية مهمة يدبر لها الإسرائيليون ليل نهار وهي السيطرة على الكعبة المشرفة  وهذا يذكرنا بالخطوات التي تمت سابقا في هذا الإطار من تقليص عدد الحجاج وتغيير معالم الكعبة ومبانيها وإشاعة الأمراض في الحجاج وصولا إلى هذه السنة التي كانت الحراسة الأمنية للحجاج شركة إسرائيلية كما وردت في الأخبار فيما المسلمين مشغولين بقتل بعضهم والتآمر على بعضهم البعض.

أما في الشق السياسي من الخطاب  كانت هناك عدة رسائل أهمها :

  1. التأكيد على جريمة اغتيال الشهيد الدكتور جدبان بأنها سياسية وليست طائفية لما لذلك من دلالات أهمها أن هدف الجريمة هو عرقلة المسار السياسي في البلد القاضي إلى التغيير المنشود بإزالة القوى التقليدية عبر مؤتمر الحوار والثورة الشبابية وإيقاف كشف الفساد لهذه القوى في مجلس النواب والإعلام … كما أن هذا التأكيد يمنع انزلاق اليمن إلى حرب مذهبية تسعى لها بعض الأطراف المأجورة للخارج في الداخل ولإيقاف أي ردة فعل من أي مستفيد من الحرب المذهبية.

أما وصف هذه الجريمة بالاعتداء على العيش المشترك فنظرا لما كان يتمتع به الشهيد جدبان من علاقات مع كل الأطراف السياسية والمذهبية وحرصه على العيش المشترك وإن كان هناك خلافات فلا تفسد للود قضية.

  1. كما اتهم السيد بأن الحالة الأمنية المتدهورة في البلاد هي برعاية رسمية للدولة ممثلة بوزارة الداخلية وحزب الإصلاح …لأن الهدف من وراء هذا التدهور هو القضاء على خصومهم السياسيين ومعارضيهم بالتحديد أنصار الله وذلك بإصدار تصريحات حمل السلاح لخصوم أنصار الله السياسيين وللقتلة والمجرمين ورفض إصدار تصريحات لقوى الحداثة مثل أنصار الله والحراك وغيرها.

كما أن انتشار الجيش والأمن بالكثافة التي نراها في العاصمة صنعاء مع وجود الاغتيالات فيها دلالة واضحة أن هذه الاغتيالات وراءها أطراف رسمية وتحت رعاية الدولة وقد أتضح ذلك من خلال أماكن ارتكاب الاغتيالات جوار مباني أمنية أو جوار نقط عسكرية لا تحرك ساكنا وهذا يعد سابقة خطيرة في تأريخ اليمن وله تداعيات خطيرة على أمن اليمن واستقراره ونسيجه الاجتماعي.

  1. اتهام الدولة بتغذية الحروب الداخلية كما يحدث في دماج وكتاف بتسليم معسكرات الدولة للتكفيريين للحرب ضد أبناء صعده وما جاورها يثبت أنها حرب رسمية سابعة لكنها بدون إعلان رسمي بسبب الاعتذار الذي قدمته حكومة ما يسمى بالوفاق سابقا .. واتهام السيد الدولة بتغذية الحرب على أبناء صعده في الوقت الذي يشارك فيه أنصار الله على المستوى السياسي في مؤتمر الحوار دلالة حقيقية على المواجهة القوية بين تجار الحروب العسكريين والقبليين مع أبناء الشعب اليمني …

وأيضا في وقت لا زالت الحرب جارية على الميدان يبين أن المواجهات ستمتد إلى بُعد اكبر غير ما كانوا يتصورونه ويريدونه من حصره في بقعة تحت شعارات سلمية …

و أنهم هم الذين بدؤوا العدوان لكن ليس بيدهم إيقاف تداعياته …كما انه يثبت مدى الانتصارات والثقة التي يتمتع بها انصار الله في الميدان.

5- كما أن إشارة السيد إلى أن وزير الداخلية هو ضحية لسياسة حزب الإصلاح يثبت أن هذا الحزب يتخلى عن أبناءه لمحاولة ترميم صورته لدى الشعب وهو ما يهمه وهذا إن حصل سينعكس سلبا على قواعد وجمهور الإصلاح عندما يراه يتخلى عن أبناءه بسهولة .

6- وصف السيد في الخطاب  لحزب الإصلاح بالاستبدادي والاقصائي ليس كما يراه البعض ارتفاع حدة الخطاب من خصوم الحزب تجاهه بل هو توصيف منطقي وواقعي لسلوك هذا الحزب خلال مشاركته في السلطة وإقصاء مخالفيهم من الوظائف وتوظيف عناصره فقط في الوظائف الحكومية حتى على مستوى الميزانيات المالية السنوية تزداد لحقائبهم الوزارية فقط دون الأخرى وكما شاهد الجميع تسخير المال العام لصالح جمعياتهم ومصالحهم فقط.

كما أن وصف وزارة الداخلية بالإقطاعية معناه ليس هناك دولة ولا لمؤسساتها وجود في اليمن بل إقطاعيات تحكم كما كانت في السابق ولم يتغير شئ بعد الثورة  بل تغير الأشخاص فقط وان ما يدعونه من مشروعهم المدني كما يقولون ( زورا وبهتانا  ) اثبت خلافه ممارستهم في الواقع كما ذكرت سابقا بذكر بعض الأمثلة.

7- ولان الإعلام كان سببا رئيسيا في إذكاء الحروب الداخلية بالتحريض المذهبي في صعده والجنوب وغيرها كان له اهتمام في الخطاب حيث انه إذا بقي الإعلام المسخر لفئة تواصل تحريضها وافتراءاتها سيؤدي باليمن وأهله إلى ما لا يحمد عقباه ولذلك ينبغي على الإعلام أن يحترم مهنيته ويتطرق إلى مواضيع بحجم الوطن ومعالجتها وتوعية الناس بها .. لكن هذا الإعلام المأجور لا يستطيع فعل ذلك لأنه سيفقد ويحارب مصالح من يقف ورائه ..ولذلك يعمدون إلى إشغال الشعب بقضايا تافهة وصغيرة عن القضايا المصيرية للوطن.

8- كما أن الخطاب وكما هي العادة كان وطنيا بحجم الوطن بالدعوة إلى المصالحة الوطنية والتعالي على الجراح وبدء صفحة جديدة.

هذا الخطاب من السيد في وقت يواجه أنصار الله حروبا عسكرية واقتصادية وسياسية واغتيالات وحصار ووووالخ إن دل فإنما يدل على الوطنية الحقيقية التي يتمتع بها أنصار الله تجاه وطنهم وحرصهم على حمايته واستقلاله … ويفضح في نفس الوقت الشعارات الزائفة التي يرفعها المتزلفون باسم الوطن …. أما في موضوع دعوته إلى مرحلة تأسيسية فالوقت لا يتسع لشرح أبعادها ونتائجها على الوطن في هذا المقال وهي بحاجة إلى تحليل خاص بها.

9- الإشارة إلى موضوع مهم قد يكون الوقوف عنده حل لكثير من مشاكل اليمن الحالية والمستقبلية وهي في حد ذاتها خطيرة جدا على الشعب اليمني …قضية زيادة النشاط الاستخباري للعدو الصهيوني في اليمن في الفترة الأخيرة كما ذكر السيد بذلك وتطرُق السيد لهذه النقطة يُطرح سؤال على كل يمني ماذا تعرف عن نشاط العدو الصهيوني في اليمن ؟

والإشارة من السيد بهذا الموضوع يبين أن أنصار الله وان كان الأعداء يشغلونهم بحروب داخلية مفتعلة فإنهم لم ولن يتركوا قضيتهم الأساسية في العداء مع العدو الصهيوني وأنهم يعرفون كل شي عن عمله في اليمن.

 وصراحة في هذا الخبر إحراج لكل الأحزاب السياسية والسلطة وكل مكونات المجتمع ما موقفهم من تزايد نشاط العدو الصهيوني  ؟وهل يعلمون بذلك ؟ بالرغم من وجود تسريبات سابقة بإلقاء القبض على عميل في تعز اتضح انه يعمل لصالح العدو الصهيوني وكان يدرس في دماج.

9- ولا ينسى السيد أن يوجه رسالة لكل أعداء الوطن والمسيرة القرآنية من الداخل أو من الخارج وعملائهم انه مهما عملتم وحاصرتم وحاربتم واغتلتم فلن يثني أنصار الله من الاستمرار في الثورة ومواصلة المشوار حتى اقتلاع الظلم وإقامة العدل الذي ينشده كل مواطن يمني وان النصر حليفنا.

التعليقات مغلقة.