صنعاء سيتي | متابعات
واصل جيش العدو الإسرائيلي، اليوم الخميس، انتهاكاته السافرة للسيادة السورية، منفذاً عمليات توغل بري وجوي واسعة في محافظتي القنيطرة ودرعا، في خطوة تهدف إلى فرض واقع عسكري جديد، بالتزامن مع ضغوط سياسية أمريكية علنية لجر الإدارة الانتقالية في دمشق إلى مربع التطبيع.
وأفادت مصادر ميدانية ووكالات رسمية بأن قوات الاحتلال انطلقت من قاعدة “تل أحمر” مستخدمة مدرعات “همر”، لتبدأ توغلاً وانتشاراً في قرى (كودنة، عين زيوان، وسويسة)، حيث قامت بترهيب الأهالي وتفتيش المارة وعرقلة حركتهم. ولم تقتصر الاستباحة على الانتشار العسكري، بل طالت لقمة عيش المدنيين، حيث أطلقت قوات العدو النار بشكل مباشر على أطفال ونساء أثناء جمعهم للنباتات في الأراضي الزراعية بريف القنيطرة الجنوبي.
وفي عدوان استهدف شريان الحياة في المنطقة، قصفت طائرة مسيرة صهيونية محيط “سد المنطرة” —المورد المائي الرئيسي للمحافظة— ومنعت المواطنين من التزود بالمياه، في خطوة تهدف لتضييق الخناق على السكان المحليين.
وإلى درعا، حيث نفذت قوات الاحتلال مداهمات في بلدة “جملة” بريف المحافظة الغربي، انتهت باختطاف شابين من أبناء المنطقة. وأشار الأهالي إلى ملاحظة لافتة تمثلت في أن بعض جنود الاحتلال المشاركين في التوغل هم من أصول عربية يهودية (تونسية ومغربية)، تعمدوا الحديث باللهجة العربية في محاولة لكسر الحاجز النفسي وخلق تواصل مشبوه مع البيئة المحيطة لتسهيل الوجود العسكري الدائم.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، يخيّم الصمت الرسمي على إدارة الفترة الانتقالية في دمشق؛ حيث اعتبرت مصادر أمنية تابعة لإدارة “أحمد الشرع” أن هذه التحركات باتت “روتينية ومتكررة”، دون اتخاذ أي موقف حازم للرد على استباحة الأرض.
هذا البرود الميداني قابله تصريح سياسي فج من السفير الأمريكي لدى كيان العدو، “مايك هاكابي”، الذي وضع النقاط على الحروف بربطه المباشر بين بقاء نظام “الشرع” وبين التطبيع مع “إسرائيل”. وأكد هاكابي أن مستقبل النظام الجديد واستقرار سوريا مرهونان بالانخراط في مسار السلام مع الكيان الصهيوني، في إعلان صريح عن الثمن المطلوب مقابل الاعتراف الدولي باستقرار الحكم الجديد في سوريا.
التعليقات مغلقة.