صنعاء سيتي | متابعات
في مثل هذا اليوم، الخامس والعشرين من ديسمبر، وعلى مدى تسعة أعوام من العدوان (2015-2023)، لم يكن التاريخ مجرد رقم في التقويم، بل كان شاهداً على سلسلة من المجازر المروعة وجرائم الحرب التي ارتكبها طيران العدوان السعودي الأمريكي وقصف مرتزقته، مخلفاً 18 شهيداً وجريحاً من المدنيين، وتدميراً ممنهجاً للأعيان المدنية في محافظات صنعاء، حجة، مأرب، والبيضاء.
تظل الجريمة التي شهدتها منطقة “عصر” بالعاصمة صنعاء في 2017م، هي الأكثر وحشية؛ حيث استهدف الطيران المباشر منزل حارس النصب التذكاري المصري، المواطن “علي محمد الريمي”. الغارات التي باغتت الأسرة أثناء وجبة الصباح حولت المنزل إلى ركام، وأسفرت عن استشهاد 12 شخصاً وإصابة 4 آخرين، جميعهم من أسرة واحدة، جلهم أطفال ونساء.
اختلطت أشلاء الضحايا بكتبهم المدرسية وألعابهم، في مشهد جسد ذروة الإرهاب بحق الطفولة، وسط صمت دولي مخزٍ. وقد شيع أبناء مديرية معين الجثامين في موكب جنائزي غاضب، مؤكدين أن هذه الدماء ستظل وقوداً لمعركة التحرر والاستقلال.
وفي محافظة حجة، وتحديداً في مديرية مستبأ عام 2015م، سجل العدوان جريمة استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، بإلقاء قنابل عنقودية على مزارع وممتلكات المواطنين. لم تستهدف الغارات البشر فحسب، بل استهدفت سبل العيش؛ حيث تحولت المزارع والطرقات إلى حقول ألغام تهدد حياة المزارعين والمواشي، وتمنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم، في محاولة بائسة لتركيع الشعب اليمني عبر “حرب التجويع” واستهداف الأرض والإنسان.
وفي مديرية صرواح بمأرب (2016م)، شن مرتزقة العدوان قصفاً مدفعياً مكثفاً على منطقة “تطلس”، ما أدى إلى تدمير المنازل وتشريد عشرات الأسر في موجة نزوح قسرية مؤلمة. أما في البيضاء (2018م)، فقد استهدفت نيران المرتزقة منازل المواطنين في منطقة “الظهرة” بمديرية القرشية، مما أسفر عن إصابة طفلة وامرأة بجروح خطيرة، ونشر حالة من الذعر بين السكان الآمنين.
تؤكد هذه الجرائم الموثقة أن العدوان تعمد استهداف المدنيين والأعيان المدنية كاستراتيجية عسكرية لإبادة الشعب اليمني. وفيما يكتفي المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالفرجة، يجدد اليمنيون في كل ذكرى لهذه المجازر ثباتهم وصمودهم، مؤكدين أن “حق الدم” لن يسقط بالتقادم، وأن الرد الحقيقي يكمن في استمرار رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر الكامل.
التعليقات مغلقة.