منهم الرّوافض؟

يدور حديث واسع عن الرّوافض, ومنهم؟ ويحرّف هذا المصطلح بشدّة, ويراد الباسه ثوباً آخر, ونسع كلام واسع في الإعلام, والبيانات, والفتاوى, والخطب, والمحاضرات, كلّ هذا من قبل الوهابين, ولا ندري من أعطاهم حق تصدر المشهد, والكلام بإسم الزيدية عن هذا المصطلح, مع أنه ينطبق عليهم جملةً وتفصيلا,وفي الحقيقة أنّ هذا المصطلح "الروافض" يوظف اليوم توظيفاً سياسياً وإعلامياً لتضليل الرأي العام, مع أنّ الرّوافض هم الّذين رفضوا الجهاد مع الإمام زيد بن علي, وأهل البيت "ع", ورسول الله هو من أطلق عليهم هذه التسمية, ولا يوجد تفسيراً غير هذا, وكانت بداية ظهورهم مع الإمام زيد بن علي (ع), وذلك أنّه لمّا ظهر الإمام زيد, ودعا النّاس إلى نصرته, أجابته الشيعة, وكثير من غيرها, وقعد عنه قومٌ آخرون وقالوا له: لست أنت الإمام قال: فمن هو؟ قالوا: ابن أخيك جعفر, قال لهم: إن قال جعفر أنّه الإمام فقد صدق, فاكتبوا إليه واسألوه؟ قالوا الطريق مقطوع, ولا نجد رسولاً إلاّ بأربعين ديناراً, قال هذه أربعون ديناراً, فاكتبوا إليه؟ فكتبوا, وأرسلوا إليه, ثمّ جاءوا إليه فقالوا: إنّه يداريك, فقال لهم: ويلكم إمام يداري من غير بأس, أو يكتم حقاً, أو يخشى في الله أحداً؟, فاختاروا منّي, إمّا أن تقاتلوا معي, وتبايعوني على ما بويع عليه علي, والحسن, والحسين(ع), أو تعينوني بسلاحكم, وتكفوا عنّي أسلحتكم؟ قالوا: لا نفعل, قال: الله أكبر "أنتم والله الرّوافض الذي ذكر جدّي رسول الله", قال: ((سيكون من بعدي قومٌ يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي, ويقولون: ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهيٌ عن منكر, يقلّدون دينهم, ويتّبعون أهوائهم)), ولا يوجد أثر غير هذا, وعلى هذا فالروافض هم الّذين رفضوا الجهاد مع الإمام زيد, ويرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل البيت(ع), أمّا الّذين اتبعوه, وجاهدوا معه فهم الزيديّة, ولتمسّكهم به, وموالاته فقد سمّوا بالزيدية, وهذا ما يجب علينا التقيد به, وعدم تجاوزه, فهل عرفتم الآن أيها الأعزاء من هم "الروافض"؟.

التعليقات مغلقة.