مَن الذي اغتال جدبان؟!

 شهيدنا الغالي العلامة الدكتور عبدالكريم جدبان ، ارتقت روحه إلى سماء الخلود ،وأصبح حياً مع الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون ، يبرز تساؤل كبير ، مَن قتله؟ ومن هي تلك الأيادي الغادرة الأثيمة التي شاركت في قتله والتي تواطئت على سفك دمه، من وجهة نظري:
– هو ضحية رئيس رهينة في يد مراكز القوى تحيط به وتتلاعب كيف تشاء ، رئيس بعيد عن الحكماء والشرفاء وأبناء الشعب ، رهينة للقوى الأجنبية ، يستمد منها الرأي والمشورة ويتلقى أوامرها ، ويعتمد عليها وعلى أذيالها ولا يعتمد على شعبه وأبناء شعبه.
 – ضحية جيش منقسم في أيدي جنرالات من القتلة تتقاسمه أحزاب ومشيخات وجنرالات هم هم رؤس الفساد وأكابر مجرميها.
 – ضحية أمن سُلم لحزب وتتحكم به جماعة ، ليس له هَمّ إلا حراسة الجماعة وتنفيذ مخططات الجماعة وحماية شخصيات الجماعة ورؤوس الجماعة لا يهتم بالشعب ولا بحماية أبناء الشعب.
 – ضحية أمن سياسي خاضع لمراكز النفوذ وأجهزة الفساد والظلم والاستبداد وعملاء الخارج الإقليمي والدولي ينفق الحصة الكبرى من ميزانية الشعب على عشرات الآلآف من المخبرين والمخبرات الذين يتتبعون أعراض أبناء الشعب والعورات ، يتتبع الشرفاء ويحرس الأنذال.
 – ضحية أمن قومي أنشأتْه المخابرات الأمريكية والصهيونية ودربته قاتلاً محترفاً بعقيدة ممسوخة ترى عدوها الأول أبناء الشعب المتطلعين إلى العدل والحرية والمساواة والخارجين على الظلم والاستبداد ويرى صديقه الأول الأجنبي الأمريكي الصهيوني وأذياله الإقليميين القطريين السعوديين.
 – ضحية حكومة فاسدة منحطة عميلة مقسمة خاضعة لغرف عمليات ومراكز قوى تديرها محلياً وإقليمياً ودولياً وتسخرها لممارسة الفساد والإفساد ونهب المال العام ونشر الفوضى وإقصاء كل حر شريف مستقل عن هذا الحزب أو ذاك. – ضحية أنظمة تعليمية وتربوية فاسدة ومعاهد تكفير وتفسيق وتبديع وتضليلٍ أزكمت بعناوين مخرجاتها وخريجيها وثقافتها ومبادئها التكفيرية الأنوف.
 – ضحية قنوات دجل وكذب وتضليل وتزييف للوعي ومطابخ إعلامية تروج لكل رذيلة وتنتهك كل فضيلة.
 – ضحية مخرجات جامعة الإيمان ودار الحديث في دماج ودار الحديث في معبر ودار الحديث في رداع وفي حجور وفي مناطق شتى وذلك السيل الجارف من فتاواها ونشراتها وكتبها وخطبائها.
– ضحية علماء السلاطين إغتاله حملة المباخر والدجالون المتاجرون بالدين والمتعالمون الجهلة المتصدرون للفتوى البائعون دينهم بدنيا غيرهم.
 – ضحية مجتمع يرى كل هذا العبث والإهمال والظلم والجور والفساد والإفساد ولا يتحرك ولا يخرج على الظالم. الشهيد الدكتور العلامة عبدالكريم جدبان ضحية كل هؤلاء ارتفع إلى عليين وسمى وارتقى إلى منازل الشهداء، ونال ما تمناه ليجاور من أحبهم وسلك دربهم في أعلى عليين، وبقيت قطرات دمه وجسده الشريف تنادي كل حر شريف، وكل قلب طاهر نظيف إلى القيام والتحرك وأداء الواجب الشرعي وإيقاظ الوعي والثورة والتصدي لكل العملاء والمأجورين والظلمة والمستكبرين والمتجبرين والمفسدين.
 آن الآوان أن نقتفي جميعاً خطى شهدائنا الأبرار ، خطى الحمزة وعلي والحسن والحسين وزيد ويحيى بن زيد ومن بعدهم إلى عصرنا وإلى خيرة شهدائنا الذين مضوا ليس أولهم الحسين بن بدر الدين ولا آخرهم شهيدنا الغالي عبدالكريم جدبان.

التعليقات مغلقة.