بركان غضب يماني في 1500 ساحة: شعب القرآن يكسر صمت الأمة وينتصر للمقدسات

صنعاء سيتي | متابعات

في مشهدٍ مهيب تجاوز حدود الوصف، استنفر شعب الإيمان والحكمة قواه في ملحمة كبرى شهدتها أكثر من 1500 ساحة وميدان، معلناً انحيازه الكامل لمقدسات الأمة وفي مقدمتها القرآن الكريم والقضية الفلسطينية. ولم يكن خروج الملايين اليوم مجرد تنديد عابر، بل كان “إعلاناً للحرب الإيمانية” ضد أدوات الاستكبار العالمي التي تستهدف وجدان الأمة وعقيدتها.

ومن قلب العاصمة صنعاء، حيث فاض ميدان السبعين بطوفان بشري هادر، انطلقت الرسالة اليمانية لتغطي خارطة الوطن الحُر؛ ففي تهامة الصمود (الحديدة) وحجة الشموخ، رسمت مئات السحات لوحة الغضب الواعي، بينما جسدت محافظات إب وعمران وذمار والجوف والبيضاء ومأرب وصعدة تلاحم القبيلة مع العقيدة، مؤكدة أن “الضريب” الجوي أو الحصار لن يثني هذا الشعب عن دوره التاريخي كحارس أمين لمقدسات الإسلام.

وأكدت الحشود اليمانية أن الإساءة للمصحف الشريف هي الوجه الآخر للعدوان على غزة وفلسطين، معتبرين أن اللوبي الصهيوني الذي يحرق المصاحف هو ذاته الذي يسفك دماء الأبرياء. وقد حملت الهتافات التي دوت في أرجاء اليمن دلالات قطعية على الجهوزية العالية لـ “خيار الجهاد”، معلنين التفويض الكامل للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ ما يلزم لردع المعتدين وتأديب المتطاولين على كتاب الله.

ولم يخلُ المشهد من توجيه رسائل قاسية للأنظمة المتخاذلة، حيث اعتبر المتظاهرون أن “الصمت العربي والإسلامي” هو الذي شرعن للأعداء تماديهم، داعين الشعوب المسلمة إلى الاقتداء بالنموذج اليمني في تحويل الإيمان إلى “موقف عملي” يبدأ بالمقاطعة الاقتصادية وينتهي بالنفير العام لحماية حياض الدين وكرامة الإنسان.

*بيان مشترك يجمع كلمة شعب القرآن:

وبلسان واحد أُكملت الحجة على الأمة وأعدائها، صدر عن كل الساحات والميادين بيان مشترك، جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.

قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) صدق الله العظيم.

يا أبناء يمن الإيمان والحكمة والجهاد:

يا أبناء أمة الإسلام والقرآن:

إن ما يتعرض له القرآن الكريم، وهو أقدس مقدسات الإسلام، من حملات إساءة متكررة وممنهجة، هو جزء من الحرب اليهودية الصهيونية الشاملة التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، والتي تتزعمها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ويتبعهم في ذلك أولياء الشيطان الرجيم، في وقت يواصل فيه العدو الصهيوني جرائمه اليومية في فلسطين، واعتداءاته على لبنان، واستباحته لسوريا، وتهديداته لليمن، ومؤامراته على كل المنطقة بدعم أمريكي وبريطاني، في ظل تخاذل وتآمر عربي وصمت وتواطؤ عالمي.

فقد خرجنا اليوم في هذه المسيرات المليونية الغاضبة لنعلن موقفنا الإيماني المنطلق من هويتنا الإيمانية التي شرفنا بها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، ومن منطلق هذا الإيمان وهذه الحكمة خرجنا لنسمع كل العالم صوتنا الرافض والغاضب لكل الإساءات الأمريكية والصهيونية المتكررة للقرآن الكريم وللمقدسات، ولنؤكد على ثبات موقفنا الإيماني في مساندة الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، وكذا جهوزيتنا العالية واستنفارنا واستعدادنا للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء، ومواجهة كل مخططاتهم ومؤامراتهم التي تستهدف ديننا وأمتنا وبلدنا وشعبنا وكل المنطقة… مؤكدين على الآتي:

أولًا: نؤكد اعتصامنا بحبل الله المتين، وتمسكنا بكتابه العظيم القرآن الكريم مصدر عزتنا وكرامتنا وسبيل نجاتنا في الدنيا والآخرة، ونعلن رفضنا القاطع والواضح لأي إساءة أو استهداف له، ونحمّل الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها بريطانيا والعدو الصهيوني، المسؤولية الكاملة عن هذه الإساءات المتكررة، التي تعكس حقدهم الشديد وعداوتهم الصريحة للإسلام والمسلمين، وتنسجم مع سجلهم الإجرامي الحافل بالعدوان والاحتلال وانتهاك الحرمات وقتل الأبرياء والأنبياء بغير حق. كما نؤكد أننا لن نسكت أو نسمح أن تمر هذه الإساءة تحت أي غطاء خادع مثل حرية التعبير أو غيرها من العناوين الكاذبة، خاصة وأن هذه العناوين كلها تسقط أمام أي انتقاد لجرائم العدو الصهيوني في أمريكا ودول الغرب الكافر، ولا تبقى لتلك الحرية الكاذبة أي أثر يُذكر إلا للإساءة لله ولكتابه الكريم ولأنبيائه ورسله، ولا شيء مقدس عندهم فعلًا سوى اليهود الصهاينة.

ثانيًا: ندعو الأمة الإسلامية إلى التحرك والاستنفار للتعبير عن الغضب الشديد والرفض القاطع تجاه هذه الجريمة النكراء التي تستهدف أقدس مقدسات الإسلام، كما ندعو إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية حتى لا نكون شركاء في إجرامهم، ونقول لأبناء أمتنا الإسلامية: إن في هذا القرآن ذكركم وشرفكم، وعزكم ونجاتكم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)، فإذا لم تغضبوا لدينكم ومقدساتكم وقرآنكم فعلى ماذا ستغضبون؟ وإذا لم يكن لكم موقف اليوم فمتى؟ إن تخليكم عن شرفكم وعزتكم سيجعلكم أحط الأمم وأشقاها، وأن سكوتكم سيعرضكم لسخط الله وغضبه، ويجعلكم تستحقون الخزي في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة، والله المستعان.

ثالثًا: نؤكد استمرارنا على خط الإيمان والجهاد، وثباتنا على موقفنا المحق والمشرف المساند للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، واستعدادنا وجهوزيتنا العالية للجولة القادمة من الصراع مع الأعداء، ومواجهة كل مخططات الأعداء من الكفار والمنافقين التي تستهدف بلدنا وشعبنا وكل المنطقة، متوكلين في ذلك على الله ومستجيبين له بإعداد العدة بكل ما أوتينا من قوة، وبالتحشيد والتعبئة، وبالفعاليات والمسيرات والوقفات، ومختلف الأنشطة الرسمية والشعبية، وبالإنفاق في سبيل الله، والتحرك الشامل دون كلل ولا ملل حتى النصر بإذن الله، ولله عاقبة الأمور.

رابعًا وأخيرًا: ندين بأشد عبارات الإدانة صفقة الغاز المشينة الأكبر في تاريخ العدو، كما وصفها قادته، والتي عقدتها السلطة المصرية مع كيان العدو الصهيوني وكأنها مكافأة له على ما فعله بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وكذا لإفصاحه عن نواياه العدوانية تجاه مصر وبقية الدول العربية والإسلامية بمخطط إسرائيل الكبرى، وندعو إلى إلغائها فورًا، وعدم الإساءة لتاريخ مصر وجهاد الشعب المصري ضد كيان العدو الصهيوني المجرم، خاصة أنها صفقة ستدر عليه الكثير من الأموال، ولا شك أنه سيسخر تلك الأموال في استهداف مصر أولًا ثم بقية الدول العربية والإسلامية ثانيًا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا بالقرآن، وأن يعجل بالفرج والنصر للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم ومجاهديه الأعزاء، وأن ينصرنا بنصره، وأن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفرج عن الأسرى، إنه سميع مجيب الدعاء.

صادر عن مسيرات “نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين”

بتاريخ 29 جمادى الآخرة 1447هـ، الموافق 19 ديسمبر 2025م

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

التعليقات مغلقة.