21 سبتمبر.. الثورة التي أسقطت الأسطورة الأمريكية وحوّلت تفوق واشنطن التكنولوجي إلى عبء استراتيجي

صنعاء سيتي | تحليل خاص

لم يكن اليمن يومًا ساحة سهلة أمام الغزاة، لكن ما جرى منذ بزوغ فجر ثورة 21 سبتمبر المجيدة تجاوز كل التوقعات، ليعلن عن ولادة معادلة سياسية وعسكرية جديدة في المنطقة: معادلة السيادة الوطنية التي حررت القرار السياسي اليمني من الهيمنة الأمريكية والخليجية، وجعلت اليمن -بقدراته الذاتية- يفرض قوانينه على واحد من أهم الممرات الدولية في العالم.

لقد سقطت الأسطورة الأمريكية في البحر والجو والبر على أيدي شعب محاصر منذ عقد كامل.. ولكن الفعل اليمني لم يكن مجرد ردّ فعل، بل مشروعًا تاريخيًا قلب ميزان القوى، وأثبت أن الإرادة الحرة أقوى من كل ترسانات التكنولوجيا الأمريكية التي تحولت – بفعل الصمود اليمني – إلى عبء مالي واستراتيجي على واشنطن وحلفائها.

من ثورة التحرر إلى كسر الوصاية.. اليمن يخرج من عباءة الهيمنة الأمريكية

لم يكن تحرير القرار اليمني حدثًا سياسيًا فحسب، بل كان الأساس الذي مكّن اليمن من التحول إلى قوة إقليمية تصنع معادلاتها بنفسها.
قبل 21 سبتمبر، كان السفير الأمريكي الحاكم الفعلي في صنعاء، وكانت الأجهزة الأمنية والعسكرية تعمل تحت سقف واشنطن والرياض.
لكن الثورة أنهت ذلك كله، وأعادت سيادة القرار إلى الشعب.

هذا التحرر كان الشرارة الأولى التي فككت قبضة واشنطن على البحر الأحمر وباب المندب، وأسست لبناء قدرات دفاعية وهجومية استطاعت بعد سنوات أن تهزّ أقوى جيش في العالم.

سقوط الأسطورة الأمريكية في الجو.. إف-35 تحت النار اليمنية

عندما يعلن قائد سرب في القوات الجوية الأمريكية أن “مقاتلات إف-35 تعرّضت لإطلاق نار مباشر فوق اليمن لأول مرة منذ 20 عامًا”، فإن هذا ليس مجرد تصريح عابر، بل اعتراف استراتيجي بأن السماء لم تعد ملكًا للطائرات الشبح الأمريكية.

هذا التصريح يعادل – في لغة العسكرية – إعلان خسارة أحد أهم خطوط الردع الأمريكية.

فالفعل اليمني لم يكتف بإسقاط طائرات “MQ9”، بل وصل إلى تهديد “إف-35″، قمة ما أنتجته التكنولوجيا العسكرية الأمريكية.
هذا التحول لم يكن ليحدث لولا أن ثورة 21 سبتمبر حررت الإرادة اليمنية، ومكّنت من بناء منظومات دفاع جوي حديثة، فاجأت خبراء البنتاغون أنفسهم.

العقيد الأمريكي مارك جونزينجر اعترف بدوره أن الدفاعات الجوية اليمنية “أكثر تقدمًا مما كان متوقعًا”، وأن الطيارين الأمريكيين يضطرون للمناورة وتغيير التكتيكات داخل الأجواء اليمنية.

وهكذا، ينتقل اليمن من تهديد السفن إلى تهديد الطائرات الشبح، ليثبت أن المعركة لم تعد سطحية، بل أصبحت معركة سيادة جوية كاملة.

من ترومان إلى آيزنهاور.. اليمن يحول البحر الأحمر إلى مقبرة الردع الأمريكي

لم تشهد البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية سلسلة انتكاسات بحجم ما واجهته في البحر الأحمر أمام اليمن.

تساقطت هيبتها واحدة تلو الأخرى:

  • خمس حاملات طائرات أجبرت على الانسحاب بما فيها “آيزنهاور”، “روزفلت”، “ترومان”.

  • ثلاث طائرات “سوبر هورنت” سقطت تباعًا في حوادث مهينة.

  • اصطدام الحاملة “ترومان” بسفينة تجارية.

  • إطلاق نار صديق أسقط مقاتلة أمريكية داخل المجموعة البحرية.

  • انقطاع سلك الإيقاف وسقوط طائرة خارج سطح الحاملة.

هذه ليست “حوادث تقنية”، بل مؤشرات على انهيار منظومة الردع بمجملها.

الموقع الفرنسي “فوتورا سيُنس” وصف ما حدث بأنه “ضربة قاصمة لسمعة البحرية الأقوى عالميًا”.
والمواقع الأمريكية المتخصصة رأت في هذه الانتكاسات “أكبر إخفاق ميداني أمريكي في القرن الحادي والعشرين”.

إن النجاح اليمني في إبقاء الضغط البحري طوال فترة انتشار “ترومان” كان هو العنصر الحاسم.
فاليمنيون أجبروا الأسطول الأمريكي على العمل تحت خوف دائم، مما كشف ثغراته، وسرّع الانهيارات التقنية والبشرية.

ومن هنا جاء اعتراف “تريد ويندز”:
“اليمنيون هم أسياد باب المندب بلا منازع.”

حين يتحول التفوق التكنولوجي الأمريكي إلى عبء وفشل

اليمن قلب المعادلة:
أمريكا تمتلك أسلحة بمليارات الدولارات.. لكن اليمن يمتلك إرادة تكلفتها “صفر”.

تحليل “وور أون ذا روكس” كشف حقيقة الصدمة الأمريكية:

  • اعتراض مسيّرة يمنية ببضعة آلاف من الدولارات يكلف أمريكا 4 ملايين دولار.

  • تشغيل حاملة طائرات واحدة يكلف عشرات الملايين يوميًا.

  • استمرار العمليات أصبح نزيفًا ماليًا لا قدرة لواشنطن على احتماله.

لقد حول اليمن التكنولوجيا الأمريكية إلى عبء استراتيجي، وأثبت أن الردع التقليدي لم يعد صالحًا في مواجهة خصم يمتلك معادلة:
التكلفة الأقل.. والفاعلية الأكبر.

البحر الأحمر.. من بحيرة أمريكية إلى ساحة سيادة يمنية

قبل الثورة، كان البحر الأحمر بحيرة مغلقة تديرها واشنطن ولندن.
أمّا بعد 21 سبتمبر، فقد أصبح البحر مساحة نفوذ يمني خالص، تتحرك الأساطيل فيه بحذر، بينما تُبحر السفن التجارية وفق القرار اليمني.

الإنجازات البحرية التي حققتها القوات اليمنية لا مثيل لها منذ عقود:

  • اليمن أول دولة تستهدف حاملات طائرات أمريكية مباشرة.

  • إسقاط متكرر لمسيّرات أمريكية مثل MQ9.

  • فرض حصار حقيقي على ميناء إيلات.

  • هروب حاملات الطائرات الأمريكية بسبب العمليات العسكرية اليمنية.

  • تعطيل حركة الشحن العالمية.

  • تغيير مسارات التجارة الدولية.

إنها ليست عمليات عسكرية فحسب، بل إعادة رسم للخارطة الاقتصادية والسياسية للعالم.

ثورة 21 سبتمبر.. حجر الأساس الذي جعل اليمن قوة إقليمية مهابة

كل ما تحقق اليوم – من الدفاع الجوي إلى الصواريخ الباليستية، ومن المسيّرات إلى السيطرة البحرية – هو ثمرة مباشرة لثورة 21 سبتمبر التي أسقطت الوصاية، وأعادت لليمن قراره الوطني، وفتحت الباب أمام بناء قدرات ردع مستقلة.

هذه الثورة نقلت اليمن:

  • من دولة تابعة إلى دولة مُستقلة.

  • من بلد محاصر إلى بلد يهدد معادلات القوى العالمية.

  • من قوّة مستضعفة إلى قوة تُصنّفها مراكز الأبحاث اليوم “الرقم الأصعب” في البحر الأحمر.

اليمن يصنع معادلاته الجديدة

كل التقارير الأمريكية والصهيونية والغربية تتفق على حقيقة واحدة:

المعادلات العسكرية التي حكمت المنطقة لعقود انتهت.. واليمن هو الذي أسقطها.

في زمن الانهيار العربي، يظهر اليمن بثورته وقيادته وشعبه، ليقدم نموذجًا فريدًا:
نموذج السيادة المستقلة التي لا تخضع للهيمنة ولا تركع للابتزاز.

ولذا، فإن ما نشهده اليوم ليس مجرد انتصار عسكري، بل تحول حضاري في فهم القوة.
قوة لا تُقاس بحجم الأسطول، بل بصلابة الإرادة.

هوية دولة ذات سيادة

لقد صنعت ثورة 21 سبتمبر هوية جديدة لليمن.. هوية دولة ذات سيادة، تمتلك قرارها، وتوظف موقعها الجغرافي وقدراتها العسكرية في خدمة قضايا الأمة.

وسقطت الأسطورة الأمريكية، لا لأن واشنطن ضعيفة، بل لأن اليمن أقوى بإيمانه ووعيه وقضيته.

إن ما جرى في البحر الأحمر ليس نهاية المعركة، بل بدايتها.
ومستقبل المنطقة ككل يتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها:

اليمن… القوة التي كسرت الهيمنة، وأسقطت التكنولوجيا الأمريكية، وصنعت معادلات لم يكن العالم يتخيل أنها ممكنة.

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.