أقدام مبتورة وأحلام مكسورة.. أطفال غزة يعيشون الجحيم اليومي رغم الاتفاق

صنعاء سيتي | تقرير خاص

رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، يظل أطفال غزة يواجهون واقعًا إنسانيًا مأساويًا، حيث يعيشون بين البتر والمعاناة اليومية والجوع والبرد، وسط تدمير البنية التحتية الصحية وغياب أبسط الخدمات الأساسية.

 الأطفال المبتورون في قلب الأزمة

أكدت وزارة الصحة أن هناك 6000 حالة بتر في غزة، بينهم نحو 1500 طفل يعانون من إعاقات دائمة منذ العدوان الصهيوني، ما يحرمهم من طفولة طبيعية ويجعل مستقبلهم مرهونًا بالدعم الإنساني والتأهيل الطويل الأمد.. وتشير الوزارة إلى أن آلاف الجرحى وعائلاتهم يعيشون أوضاعًا صادمة تستدعي تدخلًا عاجلًا لتقديم التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي.

المستشفيات عاجزة 

تفتقر مستشفيات القطاع إلى المعدات الطبية الأساسية، مثل معقمات الجروح والمحاليل الطبية، و40% من أدوية الطوارئ مفقودة، ما يجعل خدمات الطوارئ شبه متوقفة. ويمنع العدو إدخال المعدات الطبية والكهربائية اللازمة لتشغيل الأجهزة المنقذة للحياة، إضافة إلى رفض فتح المعبر مع مصر لعلاج المرضى بالخارج، وهو ما أدى إلى وفاة نحو 1000 مريض أثناء انتظار الموافقة على السفر.

 الشتاء يزيد المعاناة

تعيش آلاف العائلات النازحة في غزة في خيام غير مجهزة بشكل كافٍ، مع نقص في البطانيات والفرش ومستحضرات النظافة، ما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والبرد القارس، وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من تفاقم معاناتهم مع موسم الأمطار، فيما تمنع خروقات العدو اليومية دخول معظم المساعدات الإنسانية.

 معاناة مستمرة

تستمر سياسة التجويع والإهمال الطبي في سجون الكيان، حيث يعاني الأسرى من انتشار مرض السكابيوس وسوء التغذية الحاد، ونقص الملابس والطعام وتقليص مدة الفورة اليومية، ما يزيد من معاناتهم الجسدية والنفسية ويهدد حياتهم.

المياه والخدمات الأساسية

أكد المفوض العام لوكالة الأونروا أن الحصول على المياه النظيفة أصبح تحديًا كبيرًا أمام سكان غزة، رغم الجهود لتوفير 90 ألف متر مكعب من المياه في نوفمبر وزيادة جهود إدارة النفايات الصلبة للحد من انتشار الأمراض، مما يعكس هشاشة الحياة اليومية للأطفال والنازحين.

اعتداءات مستمرة 

يواصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى واعتداءاتهم على الفلسطينيين، حيث اقتحم 375 مستوطناً باحات الأقصى اليوم، منهم 270 تحت مسمّى السياحة، في محاولة واضحة لتهويد المدينة وفرض السيطرة على أماكن العبادة الإسلامية.. وتواصل الدعوات الفلسطينية لتعزيز الرباط وحماية حرمة المسجد، في مواجهة الانتهاكات اليومية.

الجحيم اليومي لم ينتهِ

رغم اتفاق وقف إطلاق النار، يعيش أطفال غزة والضفة حياة مليئة بالبتر والمعاناة والبرد والجوع، بينما تعجز المستشفيات عن تقديم أبسط الخدمات، ويظل آلاف النازحين بدون مأوى آمن، والأسرى يتعرضون للإهمال الطبي المتعمد.. المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك الفوري لتوفير الدعم الإنساني، وتأهيل المستشفيات، وضمان وصول المياه والغذاء والمساعدات إلى المدنيين، قبل أن تتحول الكارثة الإنسانية المستمرة إلى مأساة لا يمكن تداركها.

 

*نقلاً عن موقع 21 سبتمبر

التعليقات مغلقة.