لماذا لا نكره عُمان؟
صنعاء سيتي | مقالات | عبدالمنان السنبلي
فعلًا، سؤال يطرح نفسه! لماذا نحبها مع أنها، مثلها مثل السعوديّة، كان بيننا وبينهم ذات يومٍ مشاكل حدود شائكة وعالقة، ومع أننا أَيْـضًا نعلم يقينًا أنها قد احتفظت بأجزاء لا بأس بها من أراضينا اليمنية؟ أو بعبارة أُخرى، لماذا لا نكرهها كما صرنا نكره السعوديّة، مع أنها، ولو حسبناها بلغة الأرقام، لم تقدم لنا في مجالات البناء والتنمية شيئًا يُذكر مقارنةً بما قدمته لنا الجارة الأُخرى على امتداد عقود؟
تعرفون لماذا؟
لأنها، ببساطة، منذ أن تأسست هذه السلطنة، لم يُسجَّل عليها أنها تدخلت يومًا في شؤوننا الداخلية أَو تورطت في أي عمليةٍ عدائيةٍ ضدنا.
لم يُسجَّل عليها أنها حاكت ضدنا مؤامرة من أي نوع، أَو حملت علينا مثقال ذرةٍ من ضغينةٍ أَو حقد.
حتى يوم أن كنا نحشد لها ونحاول التحرش بها على خلفية مشكلة الحدود في سبعينيات القرن الماضي، لم يكن يأتينا منها إلا كُـلّ خير.
لهذا نحن نحبها ولا نكرهها.
نحبها، بخلاف “الشقيقة الكبرى” والجارة الأُخرى طبعًا، والتي، منذ أن تأسست، لم تدخر جهدًا ولا وقتًا إلا وسخرته للإيقاع بنا وبيننا، والتآمر علينا.
فلا نكاد نخرج من أزمة سياسيةٍ أَو اقتصاديةٍ أَو أمنيةٍ — هي في الأصل من صنيعتها وتدبيرها — إلا وأدخلتنا في أزمة وصراعٍ أكبر وأكبر.
وهكذا كانت، ولا تزال، تفعل دائمًا، حتى غدت أيامنا كلها أزماتٍ وصراعاتٍ وحروبًا.
لهذا نحن لا نحبها.
يعني باختصار، نحن أمام جارين:
جارٌ يودك ويحترمك ويرى فيك منبتًا وجذرًا أصيلًا له، وجارٌ آخر يصنفك منذ اليوم الأول لنشأة نظامه عدوًا وخصمًا لدودًا، يتوجب محاربته وإضعافه وتقويض نظامه وأركان دولته على الدوام.
فأيهما، بالله عليكم، نحب، وأيهما نكره؟
هل نكره عُمان، يعني، أم نحب السعوديّة؟
أم ماذا يا ترى؟
أعتقد أن الإجَابَة سهلة وواضحة جِـدًّا، ولا أظنها تحتاج إلى شرحٍ أَو توضيح أكثر.
التعليقات مغلقة.