دماج.. الرسالة السعودية الثالثة

 وادي دماج الذي لا يبعد عن مركز محافظة صعدة سوى 7 كيلو مترات يعد المركز الرئيس لمجموعة سلفية وهابية متشددة من اتباع الشيخ الوهابي مقبل بن هادي الوادعي الذي كان ينوي تخريب قبر النبي (ص) من فرط جهله وتعصبه.
 ولم يكن لدماج صيت يذاع لولا المدرسة التي اقامها الوادعي في الوادي المذكور والتي عرفت بـدار الحديث وكان الهدف من تاسيسها نشر الدين الوهابي بين ابناء المنطقة التي يغلب عليها المذهب الزيدي.
 لكن هذه المدرسة تحولت في السنوات الاخيرة الى محل استقطاب للعناصر السلفية المدعومة من عصابات بندر بن سلطان لضرب الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران.. لانهم يعتقدون ان ضرب الحوثيين يعني ضرب الوجود الايراني في اليمن!! غافلين عن ان الحوثيين الزيدية هم ائمة مذهب اسلامي رسمي منذ مئات السنين، وان مطالبهم لا تتعدى المطالبة بحقوق مثل الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية والمشاركة السياسية مثلهم كباقي ابناء اليمن الذي كان في يوم ما وقبل الوصاية السعودية عليه سعيداً! وقد شكل الوهابيون في دماج مصدر توتر للاوضاع في صعدة من خلال العبوات والمتفجرات التي يزرعونها والتي تحصد ارواح الناس العزل وقطع الطرقات واستفزاز اليمنيين في عقيدتهم ومذهبهم.
 لقد تحول الوادي الى ثكنة عسكرية ووصل بناء التحصينات الى قمة جبل البرقة الذي يهدد وجود المسلحين فيه أمن المنطقة برمتها، في حين ان الحقائق الموجودة تبطل مزاعم الوهابيين في دماج بقيادة يحيى الحجوري. لان مساحة الوادي تتجاوز الـ 75 كيلو متر مربع في حين ان عدد سكانه لا يتجاوز 17 الف نسمة حسب ارقام نشرها مركز الاحصاء الحكومي في اليمن.
 وجاء الموقف الحوثي الى جانب فصائل يمنية في الحراك الجنوبي برفض الاملاءات الخليجية وخاصة السعودية على مؤتمر الحوار الوطني والمطالبة بمشروع وطني يضمن مشاركة سياسية واضحة وحقيقية، ليزيد من حنق المملكة السعودية وحلفاءها العسكريين من جماعة اللواء علي محسن الاحمر قائد الحروب السابقة ضد اهالي صعدة والحوثيين، والذي بدأت قواته بفتح معسكراتها امام التكفيريين لنهب مخازن العتاد والسلاح وشاركتهم في التدريب والانتشار.
وبقيت دار الحديث اللغم الذي تواجه به السعودية عجلة التمدد الايراني في اليمن حسب زعمها!! فهل سينجح وهابيو دماج فيما اخفق به وهابيو داعش والنصرة وسلفيو الشهال وملا بيرنغهام! في طرابلس؟ وهل ستطبب دماء الحوثيين وحرس الحدود الايرانيين على يد عصابات السعودية واخواتها في باكستان من قبل جروح السعوديين بسبب فشل مؤامرة الكيماوي السوري وطعنة التقارب الايراني الاميركي؟! الاجابة في قراءة تاريخ الحروب بين نظام عبد الله صالح وانصار جند الله الحوثيين، وبالتاكيد في مذكرات الجنود والضباط السعوديين الذين اسرهم الحوثيون في الحرب السادسة.. ان سمحوا لهم بكتابتها!! علاء الرضائي

التعليقات مغلقة.