اليمن يواجه الخونة .. الشعب يطالب بمحاكمة عاجلة وإعدام الجواسيس الذين تسببوا بسفك دماء الأبرياء
صنعاء سيتي | تقرير | طارق الحمامي
المطالبات الشعبية، التي ترددت أصداؤها في مختلف المحافظات اليمنية الحرة، عبّرت عن رفض وطني قاطع لكل أشكال التبعية أو التعاون مع أجهزة استخبارات العدو، معتبرة ما حدث جريمة وخيانة عظمى تستوجب العقاب الرادع والعادل، وصولًا إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الجناة، حتى يكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه المساس بسيادة الوطن أو التعاون مع أعدائه.
بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية، فإن الشبكة التجسسية التي تم تفكيكها كانت تعمل على رصد وتصوير ونقل إحداثيات مواقع لبيوت ومنازل ومساجد وأسواق، وتمكنت من بناء خلايا داخل عدد من المؤسسات الحساسة لجمع معلومات أمنية وعسكرية وسياسية، تم تمريرها لاحقًا إلى جهات استخباراتية أمريكية وإسرائيلية وسعودية.
وكشفت التحقيقات عن تورط بعض عناصر الشبكة في عمليات استهداف منظمة طالت مواقع وأعيان مدنية ، وتسببت في إراقة دماء الأبرياء وإحداث فوضى أمنية تخدم مصالح قوى العدوان.
وأكدت مصادر أمنية أن الشبكة لم تكن تعمل بمعزل عن توجيه خارجي، بل تلقت تدريباً عالياً داخل الأراضي السعودية، في محاولة لاختراق الجبهة الداخلية اليمنية وإضعاف التماسك الشعبي الرافض للهيمنة الأجنبية، والوصاية.
في مختلف المحافظات اليمنية الحرة ومدنها وقراها، خرجت في وقفات احتجاجية حاشدة، وطالب المشاركون فيها بسرعة تنفيذ أقصى العقوبات بحقهم، مؤكدين أن الشعب اليمني لن يتهاون مع من يبيعون ضمائرهم للأعداء أو يتآمرون على أمن البلاد.
وقال عدد من المشاركين في تلك الوقفات إن ما جرى ليس مجرد عمل تجسسي عادي، بل خيانة كبرى تمسّ دماء الشهداء وكرامة الشعب اليمني، مشيرين إلى أن ما كشفته وزارة الداخلية يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في ظل الحصار والعدوان المتواصل.
وأكد المحتجون في تلك الوقفات، دعمهم الكامل للمؤسسة الأمنية والعسكرية في ملاحقة ما تبقّى من عناصر الشبكة وكشف أي امتدادات محتملة لها، داعين في الوقت ذاته إلى تعزيز الوعي الشعبي بخطورة الاختراقات الاستخباراتية التي تسعى لإضعاف روح المقاومة والصمود في وجه المشاريع الاستعمارية للعدو.
يرى محللون سياسيون أن كشف شبكة التجسس في هذا التوقيت يحمل دلالات سياسية وأمنية بالغة الأهمية، خاصة في ظل تصاعد الدور اليمني الداعم للمقاومة الفلسطينية، والموقف الصلب تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويرى مراقبون أن ارتباط الشبكة بأجهزة استخبارات إسرائيلية وأمريكية وسعودية يعكس محاولة لاستهداف الموقف اليمني المناهض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحاولة لعرقلة الدور الشعبي والعسكري الذي تتبناه صنعاء نصرةً لفلسطين.
وأشار المحللون إلى أن اليمن، الذي بات في السنوات الأخيرة رمزًا للموقف العربي المقاوم، أصبح هدفًا مباشرًا لمحاولات الاختراق والتجسس، لاسيما بعد بروز تأثيره في المعادلة الإقليمية ودعمه للمقاومة الفلسطينية سياسيًا وإعلاميًا وحتى عسكريًا.
المطالبات الشعبية اليوم لا تقتصر على محاكمة شبكة التجسس وإنزال أقسى العقوبات بحقها فحسب، بل تعبّر عن إرادة وطنية جامعة تسعى لترسيخ قيم السيادة والاستقلال والوفاء لدماء الشهداء.
ويرى اليمنيون أن تنفيذ العدالة العاجلة بحق الخونة والجواسيس، هو الخيار الرادع الذي يحقق الحماية للوطن من مؤامرات العدو وأدواته، ولتعزيز علاقة التكامل والثقة مع الأجهزة الأمنية التي أثبتت يقظتها وقدرتها على حماية الأمن القومي.
وبينما تتواصل التحقيقات والإجراءات القضائية، يترقب الشارع اليمني ما ستؤول إليه القضية، وسط تأكيد واسع أن اليمن لن يسمح لأي يد معادية بالعبث بأمنه أو النيل من مواقفه المبدئية تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
نقلاً عن موقع يمانيون
التعليقات مغلقة.